|
إفرازات ُ الحرب ِ الباردة
نادية فارس
الحوار المتمدن-العدد: 1233 - 2005 / 6 / 19 - 09:00
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
لربما يبدو هذا التحليل ُ خارجا ً عن إطار ِ دائرة ِ الأقليمية ..ِ الى العالمية ِ .. لكن ّ الموضوع َ بمجمله ِ يجبرنا على تقصي أسباب ِ ارتفاع ِِ المدّ الديني المتعصب والقومانية الشوفينية .. واستشراسهما لإقصاء َ القوى اليسارية .. وضمن محاولة ٍ يائسة لتحسين صورتيهما بصبغ ِ وتلميع ِ أهدافهما.. باستخدام ٍ يائس -أيضا ً - لعبارات ٍ مثل الديموقراطية والعدالة وحقوق الأنسان إن ّ الحرب َ الباردة بين قوتي العالم المتمثلتين بالولايات ِ المتحدة ِ الأميركية والأتحاد السوفيتي .. والتي انتصرت فيها القوة الرأسمالية بدحر ِ الأتحاد ِ السوفيتي وتفتيته ..هي الباعث ُ على تحفيز ِ الشوفينيات الدينية والقومانية .. بسبب ِ تحالف القوة الأميركية ِ المنتصرة ِ مع الجماعات ِ اليمينية ِ المتطرفة لدحر ِ القوى اليسارية ففي افغانستان التي تمتعت نساؤها بحريات ِ التعليم ِ والعمل والمساواةِ الأجتماعية في ظل ّ النظام ِ اليساري العلماني الأشتراكي .. تحالفت الولايات ُ المتحدة مع بن لادن المتعصب الديني وساعدته .. أو ساعدها ..على نشر ِ الأسلام السياسي المتطرف ودحر القوى اليسارسة ِ والشيوعية في أفغانستان في إطار ِ هذا التحالف لم تؤخذ حقوق ُ النساء أو حرياتهن بالحسبان .. فالموضوع سياسي ٌّ إقتصادي ٌّ بحت .. ومن نتائجه ِ تعرضت النساء ُ في أفغاستان الى كل ّ أنواع ِ العنف التي أُقترِفت باسم ِ الدين وباسم ِ الأسلام إلا ّ أن ّ الولايات المتحدة تنبهت الى الخطر الذي يشكلّه ُ تصاعد ُ المد ّ الأسلامي السلفي .. الذي انتشر من أفغاستان الى أقاليم َ أخرى ..وأصبح َ يشكل ُ قوة ً إقتصادية مهيمنة على مستوى الأسهم العالمية في الشركات والتجارة ِ وحتى التسليح والمضاربات التجارية .. فغيرت من سياستها تجاه القوى الدينية المتعصبة في محاولة ٍ لكبح جماحها وإيقافها عند الحد الذي رسمته الأدارة ُ الأميركية ُ لها فاستخدمت ورقة َ حقوق النساء ِ وحقوق الأنسان لتلعب َ عليها لعبة َ الحرب مع افغانستان
في العراق .. تكالبت القوى اليمينية ُ من دينية ٍ وقومانية ٍ عربية وكوردية ..على كسر ِ شوكة ِ اليسار العراقي الذي كان متمثلا ً بالحزب ِ الشيوعي العراقي --وبمساعدة ِ الولايات المتحدة والمعسكر الرأسمالي العالمي .. فاتُهم الشيوعي العراقي بإنكاره ِ للدين الأسلامي..من أجل ِ تشويه صورته على المستوى الشعبي والجماهيري.. وألصقت به شعارات ٌ لازال البعض ُ يرددها .. مثل شعار .. بعد شهر ماكو مهر والقاضي نذبه بالنهر وثارت حفيظة ُ أبناء العراق.. من أجل المهر والقاضي وأُعدم َ من أعدم ..وامتلأت السجون ُ بالشيوعيين العراقيين .. وهرب منهم من هرب ونجح التحالف ُ الديني والقوماني العربي.. مع الأميركي وسُلّمَ العراق ُ على طبق ٍ من ذهب الى صدام حسين .. وحينها ..لم يبق َ لنا لاقاض ٍ ولانهر.. ولا حتى مهر وحين قويت شوكة ُ صدام حسين ..وتحتم على الولايات المتحدة ِ تغييره من أجل ِ حماية ِ مصالحها الستراتيجية ..عمدت الى تقوية ِ الأحزاب الشيعية ِ والكوردية القومانية .. متناسية ً أن تعصب َ الأحزاب ِ الشيعية ِ لايقل ُ ضراوة ً عن تعصب الأحزاب ِ السلفية .. وأن تصعيد المدّ القوماني الكوردي لايقل ّ شوفينية عن تصعيدالمد ّ القوماني العربي ..بل تعداهما وعبر كل الخطوط الحمراء المرسومة له
في بحث ٍ كتبه جون ميرشايمر* بعنوان
?لماذا سنفتقد ُ الحرب َ الباردة قريبا )) موضوع الجدل الثاني يسلط الضوء على الأحترام الدولي للحقوق الديموقراطية بين أنواع الديموقراطيات اعتمد واتكأ على عامل ٍ ثانوي وتغلب على بقية العوامل .. ألا وهو القومانية والتطرف الديني (( هل يمكن لليسار العراقي أن يجد َ قواعدا ً شعبية ً ضمن َ شعب ٍ لازال يتعرض ُ للأرهاب ِ والترهيب ِ الديني ?.. وعمليات ِ غسل الأدمغة?.. بأجندات ٍ قومانية ٍ شوفينية ٍ متعصبة أو طائفية ٍ مقيتة بالنسبة ِ للأحزاب ِ الدينية .. مسألة ُ القواعد الجماهيرية ليست مشكلة ً على الأطلاق ..ويمكن ُ حلّها بتمرير ِ فتوى من كلمتين: انتخبوا قائمتي رجال ُ الدين ِ أداموا مؤسساتهم باسم المقدّس ..وجعلوا الشارع العراقي يخاف ُ ويرتعب ُ من معصية ِ رجل الدين.. سفير الله على الأرض الشارع ُ العراقي .. أيضا .. فقد َ الثقة َ بكل ّ الأحزاب السياسية ِ بسبب ِ صراع هذه الأحزاب فيما بينها ..وعمليات ِ نشر ِ الغسيل القذر لكل منها أمام المجتمعَين العراقي والدولي وأيضا ً .. الشعب العراقي يائس ٌ من إيجاد ِ حلول سريعة وحاسمة للموقف الكارثي الذي يتعرض له ..بينما تتصارع ُ الأحزاب ُ فيما بينها على أجندات ٍ لم يستطيعوا إكمالها أثناء مؤتمراتهم قبل حرب 2003 واليائس ُ يتجه ُ الى الإتكال على الله .. والأعتماد عليه ِ في حل ّ هذه الأزمة والله ُ عيّن سفراءه .. من رجال الدين فهل سينتخب ُ اليائس ُ علمانيا ً لم تجر ِ مراسيم ُ تعيينه ِ في إحدى السموات السبع
المشكلة ُ تكمن ُ في .. تضارب حاجات ِ المواطن العراقي والعراق كدولة ٍ من جهة ..والمصالح الدولية وأذنابها في العراق من جهة ٍ أخرى
هل يمكن أن يوقف َ رجل ُ الدين ِ عند حده بعد أن منحته ُ الولايات المتحدة كل هذا الزخم الذي يعتاش ُ عليه من هو العلماني ُّ الذي نتحالف معه ? أهو كوردي ٌّ يسلط ُ إرهابه على توركمان وعرب كركوك? أم مدعي العلمانية لكنهُ ديني ..مسيحي أو يهودي .. متعصب يهاجم الأسلام من موقع تعصبه لدينه وليس من موقع علمانيته نحن ُ نتعامل ُ مع شعب ٍ يتعرض ُ لكل ّ أنواع ِ الدمار الفكري والجسدي الشامل .. ومن قبل ِ قوى تدعي جميعها بأنها وطنية
?أليس رئيس ُ جمهوريتنا علمانيا ً.. وهو نفسه ُقائد حملات بشتاشان لتصفية ِ اليسار ِ العراقي
الولايات ُ المتحدة سوف لن تساند اليسار َ العراقي .. وهذه حقيقة ٌ يفهمها الشعب العراقي كما يفهمها العالم .. ولذا فأن الأعتماد يجب ُ أن يكون على الشعب العراقي -- والقواعد الجماهيرية
فأن كان التحالف ُ مع القوى العلمانية .. أو التي تدعي العلمانية ..هو من أجل ِ كسب ِ معركة ِ الأصوات .. فبها ولكن ..على المدى البعيد ..القوى العلمانية غير اليسارية تشكل ُ خطرا ً على وجود اليسار نفسه .. وعلى مجمل موضوع حقوق الأنسان في العراق وفي هذا المجال ..علينا أن لاننسى حزب البعث العربي اللاإشتراكي -العلماني -والذي رفض القوى اليسارية جملة ً وتفصيلا .. وتحالف مع الأحزاب الكوردية العلمانية لسحق اليسار __________________________________________________________ John J. Mearsheimer (1990) Why We Will Soon Miss The Cold War?, in Betts, Ritchard K.; Conflict After the Cold War (Colombia University: Institute of War and Peace) P. 17 ****************************************************** دعوة للمشاركة في الحوار حول العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=39349
#نادية_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نساء .. في مهب الريح (6 ) الدراسات ُ النسوية ُ في العراق
-
نساء في مهب الريح 5 وداوني .. باللتي كانت هي الداء
-
نساء في مهب الريح 4 الرجال ُ قوّامون على النساء
-
نساء في مهب الريح 3 حربٌ -- من أجل ِ النفط
-
نساء في مهب الريح 2
-
نساء -- في مهب الريح: (1) دستور إسلامي من أجل ِ عيونهم
المزيد.....
-
-العدل- الأمريكية تحقق مع متظاهرين في جامعة كولومبيا مؤيدين
...
-
علماء: الذكاء الاصطناعي يوسع الفجوة بين الفقراء والأغنياء
-
الشيوعي السوداني يعبر عن تضامنه الكامل مع الشعب السوري وقواه
...
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 595
-
اشتباكات عنيفة في بوينس آيرس بين قوات الأمن والمتظاهرين احتج
...
-
رائد فهمي: المنظومة الحاكمة تقف على أرض مهزوزة والتغيير الشا
...
-
نداء أوجلان.. توقعات مرتفعة ومسار سياسي ينقصه الوضوح
-
تزايد أعداد التكايا في الضفة الغربية.. ملاذ الفقراء والنازحي
...
-
م.م.ن.ص// مرة أخرى منطقة صفرو تبرز في واجهة محاربة الغلاء
-
بدء مفاوضات تشكيل حكومة المحافظين والاشتراكيين في ألمانيا
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|