أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - البحرين لا تنقذها الدبابات السعودية بل ينقذها الحوار الوطني الشامل















المزيد.....


البحرين لا تنقذها الدبابات السعودية بل ينقذها الحوار الوطني الشامل


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 3306 - 2011 / 3 / 15 - 15:42
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


ليس من شك بان ماتقوم به السعودية هو إنتهاك واضح وتعدي صريح على حقوق الشعب البحريني الشريف ومطالبه العادلة في الحياة الحرة الكريمة ، وإنني أقول وأُذكر العرب والمسلمين بحقيقة النوايا السيئة التي لا يجهلها أحد من بعض بلدان الخليج تجاه مملكة البحرين وشعبها ، وهذه النوايا في العادة تنطلق من نظرة طائفية ومذهبية مقيته وسلوك بغيض ضد مبدأ التعايش السلمي المشترك بين الفئات والطوائف .
أقول : إن أخطر مايواجه العرب والمسلمين اليوم هو هذا الإصطفاف الطائفي البغيض و الكريه ، والذي تتصدر فيه السعودية المرتبة الأولى ، يغذي هذا عندها حقد على الشيعة مدعوم بتهريج وفكر ظلامي غير ديني وغير إنساني ، ولد هذا ويولد فكر هزيل مليء بالعقد والتطرف والإرهاب ورفض للآخر وتكفيره ، وإنني أقول : لمن يهمه الأمر ولمن يستمع لخطابي هذا : إن السعودية لم تذهب للبحرين كما تقول حفاظاً على الأمن والإستقرار ولا درءاً للمشاكل التي تواجه البحرين شعباً وحكومة ، ولكنها دخلت إلى هناك كما دخلت الحرب في اليمن أيام الحوثيين ، ودخولها في الحالين هو من أجل قمع الشعوب وأسكاتها عن مطالبها في العدل والحرية والسلام ، نعم وهي كذلك مدفوعة لإسكات صوت الشيعة وإسكات مطالبهم العادلة في العيش المشترك والعيش الكريم .
إن السعودية لم تتخلص بعد ولن تتخلص من عقدة الإرتباط التاريخي المشدود بينها وبين الوهابية ، بكل ما تحمل من فكر تكفيري مشوه للإسلام وللمسلمين ، ولا أجافي الحقيقة حينما أُذكر و أقول : بإن موقف السعودية في هذا يشبه موقفها من الحكم الجديد في العراق ، ففيه رأينا وشاهدنا كم من القتلة والإرهابيين جاءوا من نواحيها ، ولم نسمع منهم من يرفض ذلك أو يشجبه ، ولهذا نشك في دعواهم وحرصهم على وحدة البحرين ، ونشك في موقفهم القومي الجديد ، إننا نرفض تدخل تلك الدول في شؤون الدول الأخرى ورفضنا هذا ينطلق من معرفتنا بعدم نزاهة وكفاءة وحيادية هؤلاء ، بل ولمعرفتنا المسبقة بأنهم إنما يتحركون وفقاً وعلى أساس النزعة الطائفية ، التي لا ترى عندهم أية حق أو أية حقوق للشيعة لا في القيادة ولا في الحكم ، هذه هي القصة بإختصار وببساطة .
ومن هذا المنطلق أدعوا شعب البحرين من تفويت الفرصة على هؤلاء الغزات ، أدعوهم لكي يتحلوا بكثير من الصبر وكثير من الحكمة ، فالقوم حسب ما أرى قادمين لقتلكم ، وهم يقولون إنهم مصحوبين بمباركة أمريكية ، تحت غطاء الخشية من النفوذ الإيراني في مناطق الخليج النفطية ، وأنا أعلم إن دوافع التحرك الجديد معلومة ، وهي دوافع لن تستطيع خلق التعايش بالإكراه وبالغصب ، كما ولا يمكنها فرض إرادة القوة على الشعب ، كما لا يمكن لهذه القوات الغازية أن تخلق وضعاً جديداً على شعب البحرين ، فشعب البحرين من الشعوب العربية المكتملة ذهنياً وثقافياً وسياسياً ، ولهذا لن تسمح بتمرير المخططات كما تشتهي القوات الغازية وكما تريد ، أضف إلى هذا إن ملك البحرين لن يقبل ان يكون رهناً لإرادة القوات الغازية على طول الخط مهما تحججت ، نعم إنه لن يقبل بها إلى الأبد ، ولهذا فليس له غير شعبه فبه ومعه يمكنه الخلاص من كل المشاكل والإشكاليات ، وأظن إن الملك وولي عهده يعرفون هذا ، ويعرفون ثقل ومعانات الحكومات التي تحميها القوات الأجنبية الغازية ، ولهذا هم حريصون كما أعتقد على خلق مناخ الحوار الوطني الذي يقوم على إحترام الحقوق ويرفض القبول بالامر الواقع ، كما إني أعلم إن المعارضين والحالمين بالغد الجديد من شباب البحرين وشاباتهم ، هم كذلك شديدوا الحرص على الخروج بالبلاد من المأزق الذي دفعوا إليه ، وحرصهم يتأكد حينما ينفتحوا على الحوار بروح المسؤولية وروح الولاء للوطن والإيمان بالعيش المشترك ، ولهذا كنت معهم في شعاراتهم التي رفعوها عن الوحدة والتلاحم الشعبي بين كافة المكونات ، وكنت معهم في دعواتهم للحوار على أساس بناء الدولة من جديد ، واليوم أنا معهم ضد كل غزو وإنتهاك لحرمات بلدهم الصغير الذي لا يستوعب الكثير من المشاكل والتعقيدات ، وإنني أدعوا ملك البحرين لعدم الإصغاء للمهرجين و النافثين في بوق التفرقة والتمذهب والكراهية وتقسيم الشعب الواحد والوطن الواحد إلى كانتونات وكيانات ممزقة ومتخالفة ، كما أدعوا الحكومة السعودية للعناية بشعبها وما يعانيه من فقر وتخلف مجتمعي وإضطهاد ، وأدعوها لكي تعالج هذه المشكلات الداخلية وغيرها بدل أن تحمل الأخرين وزر ما تعيش من عقد ومشكلات ، فشعب الجزيرة العربية كله من نجد والحجاز غير مقتنع بهذه التوليفة من الحكم التي تمزج بين التطرف الوهابي ومحاولة الإنفتاح على الغرب ، فالوهابية هي من صنعت التطرف والإرهاب في المنطقة والعالم ، وهي من ساهمت وأعطت المجال للأخرين لكراهية الإسلام والمسلمين ، إذ منها أنطلق أبن لادن يبشر بالتكفير والتدمير ، ومنها أنطلقت الفرق الإنتحارية التي تقتل وتنتهك الأعراض والممتلكات ، ومنها أنطلقت فرق التطرف والتخلف تبث سمومها في الحقد والكراهية لكل مخالف مقسمة الناس شيعاً وطوائف وملل وقوميات ، ومنها أنطلقت دعوات التفريق في الوطن الواحد والدين الواحد والشعب الواحد ، نرى ذلك جلياً في طرابلس لبنان وفي فلسطين وفي أفغانستان وفي الشيشان وفي غيرها من المدن والأوطان .
إنني أقول للشعب البحريني : إنكم اليوم تمرون بأيام عصيبات من تاريخكم الحديث ، ولذلك أدعوكم ومن أجل تجاوز هذا المعضل السياسي والأمني ، إعتماد الحوار سلوكاً وعملاً وموقف فبه ومن خلاله تضيعون الفرصة على القتله والحاقدين ، وتجنبون شعبكم المزيد من المحن و الأضرار ، وإنني أدعوكم للتركيز على مطالبكم العادلة وتسويق ذلك بين الدول الكبرى والدول الإسلامية والعربية ، إن شياع الديمقراطية والتركيز عليها يجعل من دعوتكم صادقة ومعبرة عن تطلعات كل الشعوب المقهورة ، كما أدعوكم لتعرية وكشف المرتشين الذين يثبطون من جهودكم في العالم عبر الرشوة التي توزع على دهاقنة السياسة والفاعلين والمؤثرين ، كما وأدعوا العلماء والمفكرين و رجال الدين المحترمين في كل أصقاع الأرض للوقوف معكم في محنتكم هذه وفي دعمكم كي تستردوا حقوقكم المغصوبة ، وأدعوا بصفة خاصة السبيد السيستاني بإعتباره مرجع تقليد لكم ، التدخل لدى القوى العظمى لثنيها عن القرارات التي أتخذتها على الظن ، فشعب البحرين أولى بالنصرة من غيره في هذه الأيام ...



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة الليبية في مواجهة الطغيان
- أحذر الحكام العرب
- الشعب يريد إسقاط النظام
- هل أفاق العرب من سباتهم ؟
- الثورة المصرية ... الحلم العربي
- ثورة الشعب المصري
- الحرية والثقافة
- الثورة التونسية في مواجهة التحديات
- لماذا الليبرالية الديمقراطية ؟
- على أبواب عام جديد
- أردوغان والوحدة
- الخمر بين الحلال والحرام والإباحة
- العام الهجري الجديد
- الليبرالية الديمقراطية في مواجهة الطائفية والعنصرية
- القرآن والمرأة
- الليبرالية طريقنا للنجاة
- حاجتنا لتشكيل نظام الأقاليم العراقية الثلاث
- ماذا بعد تقرير ويلتكس
- العراق بين خيارين
- الليبرالية الديمقراطية من أجل الحياة


المزيد.....




- بيان القطاع النسائي للنهج الديمقراطي العمالي بمناسبة اليوم ا ...
- طور جديد من النضال النسوي التحرري
- عاش الثامن من اَذار، يوم نضال المراة العالمي
- احتجاجات العلماء ضد ترامب.. -تمويل العلم وليس الأغنياء-
- -زمان-: أوجلان بعث برسالة لرؤساء بلديات ونواب الحزب الكردي ف ...
- ندوة حول: أهم مميزات الوضع الراهن بالمغرب وبالدار البيضاء وم ...
- م.م.ن.ص// معركة الكرامة: تراكم نضالي لتعزيز مشاركة المرأة ف ...
- با ل? ?يز?کي ي?کگرتووي خ?باتدا بو?ستين ب? پوچ??کردن?و?ي ه?مو ...
- عاش الثامن من أذار، يوم نضال المرأة العالمي
- بمناسبة 8 مارس، الأسيرات الفلسطينيات: صمود يتحدى الأسر وتحري ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - البحرين لا تنقذها الدبابات السعودية بل ينقذها الحوار الوطني الشامل