|
تعليق جديد - عادل العمري
- تعليق جديد
|
العدد: 325870
|
عادل العمري
|
2012 / 1 / 18 - 18:34 التحكم: الكاتب-ة
|
الفكرة القائلة بأن العالم يستطيع بإمكانياته الحالية أن يكفى احتياجات البشر جميعا تتضمن مغالطات مهمة: - إمكانيات العالم ليست بالضخامة المتصورة إذا أخذنا فى الاعتبار أن هناك أشياء -ثمينة- جدا وبعض الناس يحبونها بل ربما كل الناس تتمنى الحصول عليها و لا يمكن أبدا أن يتم إنتاجها بكميات تكفى البشرية جميعها ،مثل: أطعمة كالكافيار والترسة والاستاكوزا ولحم الغزال والنعام وأنوع الفاكهة النادرة والغالية وبقية المأكولات الغالية الثمن – الملابس المصنوعة من الفراء و جلد الثعبان والأصواف الفاخرة والحرير الطبيعى – سن الفيل – المجوهرات والماس – السيارات الفخمة والقوية مثل هامر ولاند كروزر..إلخ – حتى العلاج المثالى لا يمكن توفيره لكل الناس لأنه مكلف جدا جدا- هناك أدوات منزلية فاخرة مثل التلفزيونات ثلاثية البعد والشاشات الحديثة والإنسان الآلى الذى يدير المنزل كله..إلخ – وهل يستطيع كل مواطن أن يملك طائرة خاصة؟ويخت خاص وأدوات صيد..حتى الموبايلات توجد ماركات غالية الثمن للغاية ومعها خدمات متطورة يتمنى أى إنسان أن يحوذها ...علاوة على الأثاث المنزلى الفخم (السجادة الحرير يصل ثمنها إلى عشرات الألوف من الدولارات،والسجاد اليدوى الإيرانى غالى أيضا).المواصلات العامة أيضا فيها تمايز:الدرجة الأولى بالطائرة تختلف بوضوح عن درجة الضيافة وكل الناس سترى أنها -تحتاج- للدرجة الأولى!!..وهكذا عندى مئات الأمثلة الأخرى. - إذا أردنا استخدام إمكانيات العالم فى توفير حاجات جميع البشر فيجب أن نوقف إنتاج الأشياء المشار إليها أعلاه والاكتفاء بعد ذلك بإنتاج الأشياء الرخيصة وتقديم الخدمات الأرخص حتى تكفى الإمكانيات. - احتياجات البشر نفسها شيء ليس بسيطا كما يتصور الاشتراكيون عموما:فالاحتياجات يقررها كل فرد حسب تكوينه،فهل سيتم فى ظل الاشتراكية تنميط البشر كما حدث فى عهد ماوتسى تونج (اللبس – كمثال - من لون واحد وشكل واحد وكم واحد لكل الناس)وفى روسيا الستالينية (كمثال:مساحة منزل صغيرة للغاية وملابس رديئة كلها...إلخ).الحقيقة أن الاشتراكيين عبر التاريخ تصوروا ذلك فعلا وكأن المجتمع سيصبح مجرد حظيرة دواجن. - سيستمر الناس متمايزون فى قدراتهم ومستوى تعليمهم:مثال سيكون هناك فى المدى المنظور طبيب وممرض وعامل وموظف ومدير فى نفس المستشفى حتى تحدث طفرة كبرى فى الطب،وسيكون فى المجتمع علماء وباحثون ومفكرون وفنانون وعمال نظافة وبائعين...إلخ حتى تحدث طفرة هائلة فى العلم والتكنولوجيا،فمن سيدفعهم جميعا بقبول الحصول على -احتياجات - مقررة سلفا؟وهل احتياجات كل هؤلاء متساوية؟أو لو كانت غير متساوية فما هى ومن يحددها وهل سيقبل الجميع بمعايير التوزيع حسب الحاجة بهذا المفهوم؟؟. - باختصار:فكرة التوزيع حسب الحاجة تتضمن:المساواة إلى حد كبير فى الحاجات وهذا يتطلب وقف إنتاج المواد والخدمات المميزة حتى لا يحدث عجز فى إمكانيات البشرية،وقبول الناس بذلك مهما يباينت قدراتهم. - أيها الرفاق الأعزاء :أرجوكم أن تفكروا فى الأمر بشكل عملى وأن تتخيلوا الموقف فى المجتمع الاشتراكى الذى تريدونه وعلى الأقل فليتصور كل منكم نفسه مواطنا فى هذا المجتمع ويصنع سيناريو لأحد أيام حياته منذ الصباح الباكر حتى ينام.
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
سامح سعيد عبود - مفكر وناشط اشتراكي تحرري - في حوار مفتوح حول الحركة الاشتراكية التحررية - الاناركية - وصعودها مجددا، ودورها وعلاقاتها في ربيع الثورات الحالي / سامح سعيد عبود
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
تَجَاهَل العلم ليقوى إيمانك
/ عادل صوما
-
طبيعة الجيوش النظامية و أهدافها ( 2 )
/ آدم الحسن
-
بين فانس وماسك إدارة ترمب تترنح مبكرا
/ رياض بدر
-
الاحتلال ووقف العدوان وانصياعه للقرارات الدولية
/ سري القدوة
-
أضواء المدينة
/ زيوس أولمبيوس
-
الضباع تحت الوسادة كتاب كامل قصائد
/ كاظم حسن سعيد
المزيد.....
-
حفلة تتحول لكارثة.. كاميرا ترصد لحظة انهيار شرفة تحمل أشخاصً
...
-
قيادي بحزب العمال الكردستاني ينهي حياته بعد اتفاق دمج -قسد-.
...
-
90 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في رحاب المسجد الأقصى ا
...
-
سلطات كورسك تشرع بالعمل على تطوير استراتيجية لإعاد إعمار الأ
...
-
عون: لا يمكن أن تعود الحياة الطبيعية إلى المناطق المتضررة من
...
-
ترامب يكشف أسباب شن الجيش الأمريكي عملية عسكرية -حاسمة- ضد ا
...
المزيد.....
|