رغم المشاركة الفعّالة
للقوى اليسارية والتقدمية في الثورات الأخيرة في عدد من الدول العربية في
منطقة الشرق الأوسط والعالم والتي هزت الرأي العام العربي وغيرت الكثير من
الرؤية النمطية لشعوب هذه البلدان وقادت إلى تغيير الكثير من حكوماتها،
إلاّ أن النتائج التي أفرزتها هذهِ الثورات إلى الآن صبّت إلى حد ما في
مصلحة قوى الإسلام السياسي وحركتها في الشارع العربي. ورغم ذلك أصبح في
مقدور القوى اليسارية والشيوعية و الديمقراطية أن تمارس اليوم عملها بشكل
علني وفي ظروف هي أفضل عموماً مما كانت عليه من قبل ُ، مما يُحتم على هذهِ
القوى موازنة حركتها وإعادة تقييمها ومواكبة التطورات السياسية والاجتماعية
والاقتصادية والثقافية والإعلامية الجارية في الساحة وجعلها تصب في خدمة
التحرر والعدالة الاجتماعية والمساواة والثقافة المدنية العصرية وبناء
المجتمع المدني الديمقراطي الحديث، وتطوير برامجها وخطابها السياسي وأساليب
نضالها بما يتناسب والوضع السياسي الذي أفرزتهُ هذهِ الثورات، والاستفادة
قدر الإمكان من التطور العلمي والمعرفي والطاقات الشابة والنسائية التي
ساهمت بشكل مباشر في إسقاط الأنظمة الاستبدادية والدكتاتورية.
مؤسسة الحوار المتمدن بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن قامت
بطرح ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع
العربي وما بعدها- من خلال إجراء حوارات مع نخبة من ابرز القادة السياسيين
و الكتاب والكاتبات في العالم العربي.
فواز فرحان
منسق الملف في مؤسسة الحوار المتمدن
******************************************************
اسئلة الملف:
1ــ هل كانت مشاركة القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات
الجماهيرية مؤثرة في هذهِ الثورات؟ و إلى أي مدى؟
2- هل كان للاستبداد والقمع في الدول العربية الموجه بشكل خاص ضد القوى
الديمقراطية واليسارية دوره السلبي المؤثر في إضعاف حركة القوى الديمقراطية
واليسارية؟
3- هل أعطت هذه الانتفاضات والثورات دروساً جديدة وثمينة للقوى اليسارية
والديمقراطية لتجديد نفسها وتعزيز نشاطها و ابتكار سبل أنجع لنضالها على
مختلف الأصعدة؟
4ــ كيف يمكن للأحزاب اليسارية المشاركة بشكل فاعل في العملية السياسية
التي تلي سقوط الأنظمة الاستبدادية ؟ وما هو شكل هذهِ المشاركة ؟
5- القوى اليسارية في معظم الدول العربية تعاني بشكل عام من التشتت. هل
تعتقدون أن تشكيل جبهة يسارية ديمقراطية واسعة تضم كل القوى اليسارية
والديمقراطية العلمانية ببرنامج مشترك في كل بلد عربي, مع الإبقاء على
تعددية المنابر, يمكن أن يعزز من قوتها التنظيمية والسياسية وحركتها
وتأثيرها الجماهيري؟
6ــ هل تستطيع الأحزاب اليسارية قبول قيادات شابة ونسائية تقود حملاتها
الانتخابية وتتصدر واجهة هذهِ الأحزاب بما يتيح تحركا أوسع بين الجماهير و
أفاقا أوسع لاتخاذ المواقف المطلوبة بسرعة كافية ؟
7- قوي اليسار معروفة بكونها مدافعة عن حقوق المرأة ومساواتها ودورها
الفعال، كيف يمكن تنشيط وتعزيز ذلك داخل أحزابها وعلى صعيد المجتمع؟
8ــ هل تتمكن الأحزاب اليسارية والقوى العلمانية في المجتمعات العربية من
الحدّ من تأثير الإسلام السياسي السلبي على الحرّيات العامة وحقوق الإنسان
وقضايا المرأة والتحرر ؟
9- ثورات العالم أثبتت دور وأهمية تقنية المعلومات والانترنت وبشكل خاص
الفيس بوك والتويتر..... الخ، ألا يتطلب ذلك نوعاً جديدا وآليات جديدة
لقيادة الأحزاب اليسارية وفق التطور العملي والمعرفي الكبير؟
10- بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن، كيف تقيمون مكانته
الإعلامية والسياسية وتوجهه اليساري المتفتح ومتعدد المنابر؟