أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-النّصر المبين














المزيد.....

بدون مؤاخذة-النّصر المبين


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 8306 - 2025 / 4 / 8 - 18:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أعقاب حرب حزيران عام ١٩٦٧ وما تمخّض عنها من احتلال ما تبقّى من فلسطين وهي قطاع غزّة والضّفّة الغربيّة بجوهرتها القدس الشّريف، واحتلال مرتفعات الجولان السّوريّة وصحراء سيناء المصريّة، اعتبرت الأنظمة العربيّة تلك النّتائج "نكسة"، أي أنّها ككبوة الحصان الّتي يتعثّر فيها الحصان ويقوم منها سريعا ويواصل عَدْوَهُ، ومصطلح" نكسة" جادت به أفكار الصّحفي الرّاحل محمد حسنين هيكل، وسوّقها الإعلام المصريّ والعربيّ. ولم ينتبه النّظام العربيّ وكذلك الشّعوب العربيّة أنّ ما حصل هو أكبر هزيمة ساحقة في التّاريخ العربيّ المعاصر، ولا تزال نتائجها الكارثيّة متواصلة حتّى يومنا هذا.

أمّا القوى والأحزاب الّتي تعتبر نفسها طلائعيّة فقد اعتبرت نتائج تلك الحرب نصرا مبينا، لأنّ إسرائيل لم تحقّق أهدافها من تلك الحرب، حيث أنّها لم تستطع إسقاط " النّظامين التّقدّمّيين في مصر وسوريا"، ولم تستطع "هَدْم الكيان الأردنيّ"، ولا أخفي سرّا عندما أقول أنّني حتّى الآن لا أعرف ما معنى كلمة" كيان"، مع أنّني عدت إلى معجم المعانى فوجدت أن كيان تعني:" مصدر كان كيان وهو هيئة ذات وجود أو بنية". وعدم اقتناعي هو معرفتي اليقينيّة بأن الأردنّ دولة! لكن الأنظمة "المنكوسة والأحزاب المنتصرة" لم تأخذ بعين الاعتبار احتلال الأرض ولا الويلات الّتي لحقت بملايين البشر الّذين وقعوا تحت الاحتلال. فهل انتبهنا أنّ نظام عبد النّاصر في مصر قد انتهى بوفاته في سبتمبر ١٩٧٠. وأنّ نظام نور الدّين الأتاسي قد انتهى بانقلاب حافظ الأسد عليه في العام ١٩٦٩. لكنّ الاحتلال لم ينته بل ازداد شراسة، ومعاناة من وقعوا تحت الاحتلال تزداد يوما بعد يوم.

ما علينا... فقد أتيت بهذه المقدّمة تعقيبا على ما أعلنته حركة حماس الفلسطينيّة وحزب الله اللبناني أنّهما انتصرا في الحرب المستمرّة منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ حتّى يومنا هذا، رغم اتّفاقيّة وقف اطلاق النّار الهشّة مع لبنان، ورغم الهدنة الّتي انتهت بين حماس وإسرائيل. وأسباب النّصر المزعوم أنّ إسرائيل لم تحقّق أهدافها المعلنة في هذه الحرب! مع أنّ إسرائيل دمّرت جنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبيّة وقتلت وجرحت أكثر من خمسة عشر ألف مواطن لبنانيّ، واغتالت قيادات الصّف الأوّل والثّاني والثّالث في حزب الله، ودمّرت القوّة الضّاربة لحزب الله وأبعدته إلى شمال الليطانيّ، كما أنّها دمّرت قطاع غزّة بالكامل، وقتلت وجرحت أكثر من ١٧٠ ألف فلسطينيّ في القطاع، ٧٠٪ منهم من النّساء والأطفال، كما قتلت المئات في الضّفّة الغربيّة وجوهرتها القدس، بمن فيهم قيادات حماس والجهاد الإسلاميّ، كما أنّها تفرض حصارا تجويعيّا وصحّيّا على حوالي مليونين ونصف هم مواطنو القطاع. كما قامت بتدمير مدينتي جنين وطولكرم ومخيّماتها في الضفة الغربية، عدا عن الانفلات الاستيطانيّ ومصادرة الأراضي واستيطانها.

وبعد كلّ هذه الويلات دعونا نتساءل: هل يوجد عندنا خلل ثقافيّ؟ فرغم انهيار العالم العربيّ والنّظام العربيّ الرّسميّ، ورغم الأزمات الكارثيّة الّتي تعيشها الأمّة العربيّة، وأزمات أحزاب وقوى المعارضة المأساويّة، إلا أنّهم جميعهم يتكلّمون عن انتصارات وهميّة أفرزتها خيالاتهم المريضة، ولا يوجد من بينهم من اعترف بأخطائه، وعلماء النّفس يقولون بأنّ المجنون يبدأ شفاؤه عندما يدرك حالته المرضيّة... فهل نحن أمّة من المجانين غير القابلين للشّفاء...والحديث يطول.

٨٤٢٠٢٥



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-التّكيّف والتّهجير
- بدون مؤاخذة- نحن سدنتها
- بدون مؤاخذة-القادة الكبار
- ندوة اليوم السابع شمس القدس الثقافي
- رواية -فلفل وجدّه الأسمر في ندوة اليوم السابع
- معلومات قيّمة في صيّاد...سمكة وصنّارة
- محمود شقير يدهشنا بمنزل ذكرياته
- رواية -فلفل وجدهّ الأسمر- تحارب العنصريّة
- حسناء د. روز اليوسف شعبان والفروسية
- الزّمن الجميل والأصالة
- قصة -حزمة نور- والحلم بالسّلام
- فرصة ثانية رواية تطرح قضايا اجتماعية
- قراءة في رواية تراتيل في سفر روزانا
- د. محمود صبيح قدوة يقتدى
- الرّومانسيّة والحبّ المتعثّر في رواية- في قلبي..- لرضوان صند ...
- رواية -ذاكرة في الحجْر- والعقول المتحجّرة
- قصّة الكوكب الأحمر والاكتشافات الحديثة
- بدون مؤاخذة-بلاد العرب أوطاني
- الثقافة العربية لا تزال بخير
- الخلط بين التّاريخ والخرافة في -وجه آخر للهويّة-


المزيد.....




- ترامب حول التسوية في أوكرانيا: سنعرف الكثير قريبا
- RT توثق الانتهاكات الإنسانية الأوكرانية
- ترامب: زيلينسكي مستعد للتخلي عن مطلب -استعادة- شبه جزيرة الق ...
- بعد مقطع فيديو أثار غضبا كبيرا في العراق.. وزارة البيئة تتوع ...
- -الحوثيون- يطالبون مستخدمي أجهزة -ستارلينك- في مناطق سيطرتهم ...
- ترامب واثق من قدرة الولايات المتحدة وإيران على التوصل إلى ات ...
- فعل -مشين- لراكبة يجبر طائرة أمريكية على التوقف عن العمل واس ...
- ترامب: زيلينسكي طلب مني أسلحة.. لكنه يطلب ذلك منذ ثلاث سنوات ...
- مقتل وإصابة سبعة أشخاص في إطلاق نار بولاية نورث كارولينا الأ ...
- الأزهر يدين قتل مصلٍ في مسجد بفرنسا ويحذّر من تصاعد -الإرهاب ...


المزيد.....

- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-النّصر المبين