كامل الدلفي
الحوار المتمدن-العدد: 8302 - 2025 / 4 / 4 - 04:51
المحور:
الادب والفن
نواح الساحل القتيل
الى ارواح العلويين الموؤدين غيلة تحت الصمت الأممي
زِنديقٌ في آخرِ رحلةِ طيرانٍ نحو بلادٍ
في الغربِ الأقصى،
يتفيّأُ في زهوِ حدائقِها الكثّةِ
بعضُ مراجِعِه التأريخية.
يروُونَ بحميمةٍ أصلابٍ مهووسة، كلَّ مساءٍ،
تراتيلَ مدوَّنةِ الأسفارِ إلى الشرق.
يُمرِّرُ خنصرَهُ المعقوفَ على طارفِ لحيتهِ،
ليلمسَ ثِقْلَ الحنّاءِ الموشومِ سِفاحًا في بيتِ أبيه،
بصمةَ إبهامٍ تفترسُ هدوءَ الزمنِ الباهت،
في ظلِّ أباطرةِ الليلِ المُخْصَيين،
عباقرةِ الصمتِ اللاذع،
المهووسين بتفسير الأحلام، وفبركةِ الرؤيا،
وشِعاراتِ اللَّعبِ على المكشوف.
يتنهَّدُ صوتٌ مبحوحٌ في أقصى شرقٍ مَوْؤد،
ما بينَ بقايا الليلِ وضِياءِ الفجر،
زَفَراتٌ سوداءُ تقيحُ جهاراً في وجهِ الصبح،
وخناجرُ موتٍ تُوأِدُ كَرْكَرَةَ الساحل،
تصبغُ وجهَ الشامِ،بدماءٍ تشخبُ من عمقِ التاريخ.
ما أعرى الصحراءَ الحاملةَ بهذا الفيضِ الدموي،
والبغضَ المتكلِّسَ في الأرحامِ البدوية!
ما أغبى الأعرابَ، يغضّونَ الطَّرْفَ عن الحرماتِ
الممهورةِ بختمِ اللهِ وبصمةِ إبهامِ نبي!
الساحلُ يغرقُ حتى ترقوةِ التاريخِ
بريحِ الزندقةِ الهَمَجِيّة...
#كامل_الدلفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟