عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي
الحوار المتمدن-العدد: 8300 - 2025 / 4 / 2 - 21:41
المحور:
سيرة ذاتية
على قصر عمر شقيقي الأكبر جواد عطية شناوة، كانت حياته أستثنائية، مليئة بعناصر غنى روحي وفكري وأخلاقي، وصلابة وشجاعة أستثنائية.
ولد قبل ولادتي بتسع سنوات في بيئة فقيرة شبه أمية، ولكونه أكبرنا كان عليه وهو صغير أن يكدح ليساعد أبينا في التخفيف من ظروف الفاقة والحرمان، التي تعيشها العائلة. والتحق في سن متأخرة بالدراسة النظامية بدوام مسائي، وصار يقدم أمتحانات خارجية تمكن عبرها من تعويض ما فاته من سنوات الدراسة، أهتم بالأدب والفلسفة والسياسة، ونشط نقابيا في الدفاع عن حقوق رفاقه العمال، وسجن عام 1962 وعذب تعذيبا وحشيا حتى توقع الأطباء أنه أن خرج حيا فسيصاب بمرض دماغي، لكن قوته الداخليه مكنته من تجاوز المخاطر.
عائليا غير حياة أسرتنا من وضع التخلف الى الأنفتاح على العالم وما فيه من قيم أنسانية قيم العدل والمساواة بين البشر بغض النظر عن جنسهم وعرقهم ولونهم، وفتح ابواب التحرر أمام شقيقتينا اللتين تصغراه وتكبراني، ولم يتخل أبدا عن حلمه في عالم بسوده العدل، ونذر حياته لذلك، فسجن وغذب من جديد، وأودع نحو ثلاث سنوات في السجن الصحراوي الرهيب ((سجن نقرة السلمان)). وبسبب نشاطه حرم من الأقتران بالفتاة التي أحبها وأحبته، حيث خشيت عائلتها عليها من المخاطر التي تحيط حياته.
في فترة حكم حزب صدام حسين لوحق من قبل الأجهزة الأمنية، وأضطر الى الأختفاء والعمل السري، وكان متزوجا حديثا وينتظر طفله الأول حين أعتقله جلاوزة صدام حسين عام 1971وأودعوه معتقل ((قصر النهاية)) الذي أشتهر بعمليات التعذيب التي لا مثيل لها، ولإصراره على عدم خياىة رفاقه، وعدم إفشاء أسرارهم للجلادين، تحدى الجلادين أن يزيلوا البسمة عن شفتيه، وودع الحياة تحت التعذيب مبتسما.
#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟