أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أشرف عبدالله الضباعين - اسم مادبا: المدينة والمكان والحدث














المزيد.....


اسم مادبا: المدينة والمكان والحدث


أشرف عبدالله الضباعين
كاتب وروائي أردني

(Ashraf Dabain)


الحوار المتمدن-العدد: 8288 - 2025 / 3 / 21 - 18:11
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يصر بعض الناس على تسمية مادبا بمأدبا وهي تسمية حديثة لا علاقة لها بأي حدثٍ ديني لا من قريب ولا من بعيد.
ولعل اسم مأدبا ظهر في منتصف القرن العشرين لكن لم أجد أصل التسمية وكيف بدأت حتى تاريخ كتابة هذا المقال. اسم مادبا يعود لكلمتين مركبتين من الآرامية -السريانية هما: (ميا) و (دأبيا)، الكلمة الأولى (ميا) تعني المياه والثانية (دأيبا) تعني الفاكهة فمادبا: هي "مياه الفاكهة". وسارت السردية على هذا الأساس ودعمها لوحات الفسيفساء البيزنطية التي تكاد تشترك بعناصر منها صنوف الفاكهة التي تظهر بهذه اللوحات إضافة لسنابل القمح وغيرها.
في الكتاب المقدس وردت مادبا "ميدبا" واسمها هذا كان قبل موسى بكثير بالتالي لا يمكن ربط هذا الاسم بالتوراة أو أنه اسم توراتي مثل الكثير من المواقع الأردنية كحشبون ومؤاب وعمون وغيرها فكلها تسميات وجدت قبل موسى عليه السلام وأخذتها التوراة كما هي، فلا علاقة لليهود بهذه التسميات.
بينما يروج البعض لسردية لا أساس لها وهي أن مأدبا تعود للتسمية مأدبة أو مأدُبة والمقصود بها المأدبة التي وردت بالقرآن: قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ ۖ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (المائدة 114) وفي التفسير لم يرد أن هذا الحدث الذي أُطلق عليه اسم "مائدة بني اسرائيل" قد حدث في مدينة مادبا الحالية بالتالي فإن هذه الحادثة لا علاقة لها قطعيا بمدينة مادبا بل تعتبر هذه سردية غير منطقية ومضادة للسردية المعتمدة حول أن أصل التسمية سريانية، بل هي سردية خطيرة كونها تربط مادبا ببني اسرائيل. وهنا تمامًا ما يمكن اعتباره دس السم مع العسل.
إن السيد المسيح له المجد كما هو معروف ومعلوم في الديانتين المسيحية والاسلامية من نسلٍ يهودي ورسله أو حوارييه هم يهود، ولم يرد في الأناجيل أو التقليد المسيحي أن السيد المسيح قد جاء أو وصل أو أقام أو مر من مدينة مادبا، ولو وصل أو أقام في هذه المدينة حينها وحدث فيها ما يسمى بالمائدة لكانت مادبا افتخرت بهذا المرور وروجنا له دينيًا وسياحيًا، لكن لا في القرآن الكريم ولا في التفسير الاسلامي ذكر مكان المائدة، بل جاء التفسير يشرح عن المائدة بأنها من السمك والأرغفة بالتالي هي تشبه كثيرًا النص الانجيلي فيما يسمى بمعجزة تكثير الخبز والسمك.
و يستعيد القديس يوحنا هذه الرواية في انجيله حيث تلي معجزة شفاء مريض يوم سبت فيقول: "بعد هذا مضى يسوع إلى عبر بحر الجليل، وهو بحر طبرية. وتبعه جمع كثير لأنهم أبصروا آياته التي كان يصنعها في المرضى. فصعد يسوع إلى جبل وجلس هناك مع تلاميذه. وكان الفصح، عيد اليهود، قريبا. فرفع يسوع عينيه ونظر أن جمعا كثيرا مقبل إليه، فقال لفيلبس: من أين نبتاع خبزا ليأكل هؤلاء؟ وإنما قال هذا ليمتحنه، لأنه هو علم ما هو مزمع أن يفعل" (6: 1-6). وتشير هذه الرواية إلى موقع مجاور لبحيرة طبرية. وهذا الموقع هو بحسب التقليد قرية الطابغة، التي تقع على الشاطئ الشمالي الغربي لبحيرة طبريا، على مسافة 4 كم جنوب شرق كفرناحوم. وقد زارت هذا الموقع الحاجة إيجاريا المشهورة في عام 383، وذكرته، وكتبت في وصفه: "في مكان ليس بعيدا عن كفرناحوم، مقابل بحر الجليل، أرض مروية جيدا تنمو فيها الحشائش وكثيرٌ من الأشجار والنخيل. وتقع في هذا المكان الينابيع السبعة الوفيرة المياه. في هذا البستان المثمر أطعم يسوع خمسة الاف شخص مع خمسة أرغفة خبز وسمكتين".
بعد هذا الكلام الطويل أرجو من جميع الأصدقاء الانتباه من خبث بعض السرديات والمرويات التي تريد الترويج لبعض المناطق والمدن والمواقع الأردنية بطريقة تخدم الطرف الآخر ويدس فيها بعض العسل لتطييب السم.



#أشرف_عبدالله_الضباعين (هاشتاغ)       Ashraf_Dabain#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن والآخرون... في كتابة التاريخ.
- كتابات المؤرخ يوسيفوس -الجزء الثاني
- المؤرخ يوسيفيوس وتاريخه في الميزان- الجزء الأول
- لقب نصارى - الجزء الثاني
- المواكبة في عالمٍ متغير
- القافلة واقفة
- أين أخطأنا؟
- معارك يطرح فكرة مؤتمر أردني لكتابة السردية بمناسبة صدور كتاب ...
- السردية التاريخية الأردنية كتاب جديد للضباعين
- دمه عليهم وعلى بنيهم
- عربنا وعربكم
- متى يخون المنصتون
- التشوه النفسي في الواقع السياسي
- بربر وأمم وعجم
- للآثار الأردنية يوم
- الاختلاف حين يكون خطرًا
- جدلية التدين
- الحل الصعب والحل الأصعب
- اليوم العالمي للكتاب
- أزمة عامة


المزيد.....




- دانييلا رحمة تكشف عن ملهمتها في أداء دور -روح- بمسلسل -نَفَس ...
- فيديو متداول لـ-إرسال معدات عسكرية تركية إلى مطار منغ- في سو ...
- الأردن.. القبض على شخصين حاولا التسلل من سوريا إلى المملكة
- الجيش الإسرائيلي: الفرقة 36 تستعد لعمليات عسكرية في قطاع غزة ...
- حكومة نتنياهو تقر إقالة المدعية العامة والاحتجاجات تتواصل
- إفطار رمضاني لتعزيز شراكة روسيا وتونس
- الحوثيون يقصفون مطار بن غوريون
- ستة جرحى في إطلاق نار بملهى ليلي في ولاية تكساس الأمريكية
- الجيش اللبناني يعلن إغلاق 6 معابر غير شرعية مع سوريا
- أنقرة تدعو إلى زيادة الضغوط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أشرف عبدالله الضباعين - اسم مادبا: المدينة والمكان والحدث