وجهة نظر:: احذروا خطر تحويل المجتمع العراقي إلى مجتمع استهلاكي

نجم الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 8199 - 2024 / 12 / 22 - 14:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ان قادة نظام المحاصصة الحاكم ومنذ الاحتلال الاجنبي للعراق ولغاية اليوم و خاصة في الفترة الاخيرة ، تم التوجه نحو المولات والفنادق الفارهة والعمارات السكنية للاغنياء، للاوليغارشية والسبب الرئيس يعود إلى تحقيق الارباح الخيالية والسريعة والمضمونة ،و بنفس الوقت تم اهمال تطوير قطاع الزراعة والصناعة وعدم تشغيل المصانع والمعامل المتوقفة....وتم تخربب ،وهدم قطاع التعليم ولجميع مراحله الدراسية من خلال تطبيق نهج اسلمة التعليم ولجميع مراحله الدراسية مع فسح المجال امام القطاع الخاص الراسمالي المافيوي في التعليم ولجميع مراحله الدراسية وبالنتيجة بدأ هذا القطاع يخرّج اشباه الاميين ناهيك عن الاميين في المجتمع العراقي ،وان الهدف الرئيس لهذا القطاع الخاص الراسمالي هو تعظيم الربح وليس تطوير قطاع التعليم ولجميع مراحله الدراسية ،وهذه حقيقة موضوعية واضحة للجميع....

هل المجتمع العراقي يحتاج الى هذا التوسع للقطاع الخاص الراسمالي في اهم قطاع حيوي بدليل اصبح عدد الجامعات والمعاهد العراقية الخاصة تفوق الحكومية وهذا غير منطقي وغير معقول ياقادة نظام المحاصصة الحاكم ناهيك عن الشهادات المزورة وبشكل خاص للشهادات العليا الماجستير والدكتوراة وان سوق مريدي داخل وخارج العراق يعمل بشكل كبير ولكل شهادة عليا سعرها الخاص والمحدد وان حاملي هذه الشهادات العليا يؤكدون ،إنها للجانب الاجتماعي وتحسين المستوى المعيشي واستلام المناصب العليا في السلطة والغالبية العظمى من هؤلاء هم من جميع المكونات الطائفية الثلاثة الحاكمة، انه خراب وتخريب منظم لقطاع التعليم ولجميع مراحله الدراسية.

هل تريدون ان يكون الغالبية العظمى من المواطنين العراقيين لديهم الشهادات العليا البكلوريوس والماجستير والدكتوراة والغالبية العظمى من هؤلاء لا يفقهون شيء في العلم بشكل عام وفي تخصصهم بشكل خاص ؟ ثم هل الإقتصاد الوطني العراقي يحتاج الى هؤلاء الخريجين من الطلبة والطالبات ومن مختلف الاختصاصات ؟ .

انتم ياقادة نظام المحاصصة الحاكم توجهتم نحو القطاع الخاص الراسمالي :: قطاع التعليم والصحة وقطاع السكن.،،من اجل الحصول على الارباح الخيالية في هذه القطاعات الخدمية واصبحت محافظات العراق اشبه بالمولات والهولات...؟ حولتم المجتمع العراقي إلى مجتمع طفيلي - استهلاكي بامتياز ونمت فئة طفيلية متنفذة في الحكم وتحولت من فقراء ومعدمين.،الى مليونيرية ومليارديرية وبالدولار الاميركي تحديداً ،ناهيك من تفشي فيروس الفساد المالي والاداري وبشكل مرعب ومخيف وفي جميع مفاصل الدولة العراقية

لماذا لم يتم التوجه نحو تطوير قطاع الزراعة والصناعة... وهذه القطاعات الانتاجية هي وحدها التي تضمن تحقيق السيادة الوطنية والتخلص من التبيعة الاجنبية وتوفر الغذاء والدواء للشعب العراقي...وهذا يتم من خلال تعزيز دور ومكانة الدولة في الحياة الإقتصادية والاجتماعية والمالية...

نعتقد ،انتم تدركون ذلك ولكنكم واقعون تحت هيمنة ونفوذ القوى الاقليمية والدولية والمؤسسات الدولية ومنها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي...وهذا غير صحيح وغير مالوف.هل فكر قادة نظام المحاصصة الحاكم ماذا سيحل بعد انتهاء عصر النفط ؟. علما ان معدل النمو السكاني كبير في العراق ومعدل نمو البطالة في تزايد اضافة إلى عدم حل مشكلة الكهرباء والماء الصالح للشرب منذ الاحتلال الاجنبي للعراق ولغاية اليوم بدليل تم انفاق اكثر من 100 مليار دولار أمريكي على قطاع الكهرباء ! والكهرباء غير متوفرة لدى الغالبية العظمى من المواطنين العراقيين .

ان توفر الكهرباء يعد المفتاح الرئيس لتطوير الاقتصاد الوطني وضمان توفر هذه الخدمة للمواطنين العراقيين وفي ظروف الصيف الكارثية....،انها قضية سياسية بامتياز وهي في يد القوى الخارجية تحديداً.

ان الحل الوحيد والجذري امام قادة نظام المحاصصة الحاكم وحاشيتهم ومستشاريهم هو التخلي عن فكرة المجتمع الاستهلاكي لانه سيشكل كارثة مدمرة وحقيقية في المستقبل القريب للشعب العراقي وخاصة بعد انتهاء ما يسمى بعصر النفط . ان الحل الوحيد والجذري هو وضع استراتيحية علمية واضحة الاهداف والمعالم ولمرحلة محددة لا تقل عن 15 عاماً يتم تطوير القطاعات الانتاجبة الزراعة والصناعة.،،ويتم بالتوارن تطوير قطاع الخدمات ،اي يتم اعطاء الاولوية لتطوير القطاعات الانتاجية الزراعة والصناعة..مع تطوير قطاع الخدمات....وبهذا سوف نوفر الغذاء والدواء والسكن...وتوفير فرص العمل وفق حاجة الإقتصاد الوطني العراقي بعد الاهتمام الكبير بتأسيس المعاهد الفنية والمهنية التي تعد الكوادر الوطنية للاقتصاد الوطني والمجتمع العراقي. وبهذه الخطة الاستراتيجية سوف يتم بناء مجتمع انتاجي بالدرجة الأولي وتقليل المخاطر من خطر المجتمع الاستهلاكي الموجود حالياً.

كانون الاول -2024

#نجم_الدليمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات