أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - الخراب القادم، أو درس التخريب بمفهوم -مظفر النواب- (7)














المزيد.....

الخراب القادم، أو درس التخريب بمفهوم -مظفر النواب- (7)


حسام تيمور

الحوار المتمدن-العدد: 8036 - 2024 / 7 / 12 - 22:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل التطبيع بسنوات قليلة كان هناك شعب يؤيد القضية الوطنية، باعتبارها اجماعا، و القضية الفلسطينية كذلك، باعتبارها اجماعا تؤطره دكاكين السلطة، بواجهات و مسميات عديدة... و كان هذا الشعب يعتبر كل "معارض" عميلاً صهيونياً ماسونيا شيطانيا، يشتغل لصالح اسرائيل التي تعادي الدين و الوطن، و تريد افساد البلاد و العباد.

بعد التطبيع و قبله كذلك بفترة وجيزة، أو بالضبط لحظة وصول "اخنوش" الى الحكومة، و اندحار حزب العدالة و التنمية الاخواني بعد ولايتين حكوميتين تم تتويجهما بتوقيع اتفاقيات التطبيع، سوف يحدث اختراق في هذه المنظومة، أو تعديل في طبيعتها يمس الشكل دون الجوهر.. او هكذا يظهر لنا .
هكذا انقسم القوم، و هم مجمع "الرعايا الصالحين" أو "العبيد" إلى شيعتين، و بدأ ظهور ما يمكن تسميته ب"العبيد الجدد" من المؤيدين لكل شيء، دون تحفظ، و هم بالضرورة من رعايا الحيوان السياسي الاقتصادي الجديد، و حزبه و شركاته و اشياء أخرى، موقفهم طبعا "مع" دون تفكير او تمحيص او منطق او مقارنة، هم مع مغربية الصحراء و مع التطبيع و مع الأمازيغية و مع الاسلام و مع اليهودية و مع الالحاد و مع المغرب اولا و أخيرا.
و كذلك بدأ ظهور فئة اخرى، مازالت الى اليوم شاردة و عصية على التصنيف، و معها بعض التائهين و المؤلفة قلوبهم، من بقايا اليسار المفلس، و ما سمي بالربيع..
تنادي هذه الفئة دائما برحيل اخنوش، و تبتعد شيئا فشيئا عن العبودية القديمة، و ربما أن العبودية القديمة نفسها تبعد عن هؤلاء بسبب سياقات الازمة و التحولات الكبرى.
كذلك تدعوا هذه الفئة من حين لآخر، الى مقاطعة بعض السلع و الخدمات، كما تكشر عن انيابها لمخاطبة رأس النظام، طالبة منه التدخل لاعادة الامور الى نصابها، لكن دون اصطدام عنيف مع السلطة او جهاز الدولة (المخزن) ..، و هي بالطبع جزء اساسي منه، بل جزء وظيفي حيوي طاله الاهمال، او يتم بالتدريج الاستغناء عنه، لصالح المشروع القادم، المجتمعي و السياسي.

هنا لابد من تسجيل ملاحظة او فكرة أساسية، مختصرها أن الموقف من غزة و حرب غزة لا قيمة له، او لم يعد ذا قيمة، طالما اقترن بما يسمى بالانتماء الوطني، و حتى لو كان هذا الموقف من خارج دوائر التصنيف التي حددناها بعجالة، او التي تحدد نفسها بنفسها، و تجدد ملامحها الكالحة تبعا للفتات الذي ترمي به منظومة "السلم الاجتماعي" و "الامن السياسي".
و كذلك بالنسبة لجماعة "العدل و الاحسان" و باعتبار انها جماعة محظورة، لها وزنها في الشارع، و تتصدر "تريند" الوقفات المناصرة لغزة، فإن التموقف من قضية غزة و قضية الوطن أو باقي قضاياه، هو تموقف "رمادي" في جميع الحالات و حتى في حالات الوضوح..، و ببساطة، لأن "العمق الاستراتيجي للجماعة هو العمق استراتيجي الآخر للدولة"، باعتبار أن الجماعة هي مكان سقوط حر، تجد فيه كل مخرجات "التيه المغربي" مكانا لها، او باعتبارها مظلة بديلة عن تلك التي سقطت، أو أسقطها "التطبيع".
إن اشكالية التطبيع هنا لا تُفهم بوصفها او بحمولتها "الاخلاقية"، كتخلٍّ عن قضايا الامة و الدين، بل بوصفها الجيوستراتيجي العام، في بعده الاقتصادي خاصة، بوصفها انتقالا كبيرا من "الحماية الفرنسية" الى "الحماية الصهيونية"، و الذي سينتج منظومة "الدعارة اليهودية" و "العبودية اليهودية" في المجتمع كما السياسة و الاقتصاد، و نمط التدين، و ذلك عوضا عن "اليسار الفرنسي" بتدرجاته، و "الاسلام اليميني" بتفرعاته.

هنا بالضبط ينتهي دور "اليسار الفرنسي"، لصالح المد الحداثوي و الامازيغي .. و ينتهي دور الاسلام السياسي الاخواني، بوصفه الكلاسيكي كأداة وظيفية للاستعمار الانجليزي، و ينتهي دور و الاسلام الصوفي او "العدلاوي"، و هو البديل الامريكي للاسلام الأصولي.
و ينتهي كذلك دور امارة المؤمنين، أو تلك الخلطة العجيبة التي انتجها اسلام البربر و حماية فرنسا و النسب الشريف، و شيء من التشيع الطقوسي، و طبعا دون الحديث عن دور الاسلام السلفي الذي تم اخصاؤه، و لم يعد يشكل اي هاجس، بل صار مجرد ملحق ثقافي تابع لامارة المؤمنين.
يجري الآن تنويم الشارع ظاهريا، بقضية الخلاف حول الموقف الشعبي من احداث غزة، و موقف السلطة من احداث غزة، و الترجمة السياسية لكل هذه المواقف، او معادِلاتها على أرض الواقع، واقع السياسة و واقع المجتمع..
بينما في الجوهر هناك عملية كبرى لاعادة ترتيب الاوراق، إما أن تنتهي بصدام عنيف يعيد تشكيل الحدود بين السلطة الجديدة و المجتمع الجديد، و إما أن تنتهي، غالبا، باحتواء بطيء، ستلعب فيه الجماعة العدلاوية و جماعات اليسار و نصرة غزة، الدور الأقذر طبعا ..
و ببساطة لانها تقدم نفسها كحامل حصري للأمانة، و هي في الواقع طرف غير أمين، يشارك السلطة نفس "اخلاقها" و أسباب وجودها، رغم الظاهر من تعارض و تناقض.



#حسام_تيمور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ممانعة العرض و الطلب
- حزب الله و مغالطة المحاذير
- الخراب القادم، أو درس التخريب بمفهوم -مظفر النواب- (6)
- اليمن العظيم ..
- الخراب القادم، او درس التخريب، بمفهوم -مظفر النواب- .. (5)
- هل باعت إيران المقاومة ؟
- الصهيونية و الصفيونية وجهان لعملة واحدة
- اوهن البيوت بيت العنكبوت
- ازرع كل الأرض مقاومة
- فَحْمُ الغرب
- شذرات .. في جينيالوجيا بعض المتصهينين
- طوفان الأقصى، نتنياهو يرقص رقصة المذبوح
- الخراب القادم، او درس التخريب، بمفهوم -مظفر النواب- .. (4)
- الخراب القادم، او درس التخريب، بمفهوم -مظفر النواب- .. (3)
- سعار الوطنيّة، و الدفاعِ عن الوطن
- الخراب القادم، او درس التخريب، بمفهوم -مظفر النواب- .. (2)
- الخراب القادم، او درس التخريب، بمفهوم -مظفر النواب- ..
- فلاديمير بوتن، ضبع الصهيونية، مازال عند وعده لاسرائيل بعدم ا ...
- ايران، روسيا و اسرائيل
- مأساة كائن شقي


المزيد.....




- بباقة ضخمة من البصل وسمكة -فسيخ-.. لبلبة تشارك متابعيها احتف ...
- تسريب خطط عمليات اليمن في -دردشة سيغنال-.. كيف رد وزير الدفا ...
- السعودية.. ضبط مواطن لتحرشه بحدث والأمن العام يُشهر باسمه
- صورة مؤثرة لصبي فلسطيني بُترت يده بغارة إسرائيلية تفوز بجائز ...
- بالأرقام: 11 ألف مفقود لا يزالون تحت أنقاض المنازل والمباني ...
- إيران: الجولة المقبلة من المحادثات النووية ستُعقد في سلطنة ع ...
- الصين تحذّر الدول المتفاوضة مع واشنطن: لا تمسّوا مصالحنا
- وفاة البابا فرنسيس
- بسبب ترامب.. تراجع أعداد السائحين الأجانب إلى الولايات المتح ...
- الكشف عن أول كتاب إلكتروني قابل للطي


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - الخراب القادم، أو درس التخريب بمفهوم -مظفر النواب- (7)