الفرق بين (الارهاب) و(الوحشية) حرب غزة كمثال!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)

الحوار المتمدن-العدد: 7998 - 2024 / 6 / 4 - 21:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حدث في الجدال كما ستسمع وتشاهد - في الشريط المرفق أدناه - غموض في تعريف الارهاب كما لو انه محصور في ((قتل المدنيين))!!، فهل قتل المدنيين هو مضمون الارهاب؟؟ هل اذا حدثت حرب بين بلدين وسقط فيها ضحايا مدنيين نطلق على هذه الحرب صفة (الحرب الارهابية)!!؟ الجواب : لا قطعًا فسقوط ضحايا مدنيين في اي حرب امر وارد ومعتاد لكن اذا كان عدد الضحايا ضخمًا جدًا وحجم الدمار ضخمًا وغير مقبول ومعقول وغير مبرر فهنا تسمى هذه الحرب ب(الحرب الوحشية) اي كما فعل الجيش الاسرائيلي في غزة فهو يخوض حربًا وحشية بدعوى مكافحة الارهاب، وهو ما لم يحدث مثلًا في حرب روسيا على اكورانيا حتى الآن لكنه حدث في الحرب اليابانية الامريكية التي انتهت بإلقاء قنبلتين ذريتين على مدينتين يابانيتين كما أنه يحدث في حرب غزة الحالية!! فهي حرب (وحشية) بكل معنى الكلمة وهو ما استفز الضمير العالمي الانساني نفسه الذي استفزته محرقة اليهود في عهد النازي على يد الألمان الأوربيين (المسيحيين)!!
اذن ما هو ((الارهاب))؟ جوابي: ((الارهاب هو استهداف المدنيين بالخطف والترويع والقتل بشكل متعمد ومقصود لايصال رسالة سياسية او تحقيق اغراض سياسية ضد العدو مثل اختطاف المدنيين والطائرات المدنية او تفجير اماكن تجمع المدنيين كالاسواق او المقاهي او دور العبادة، او دهس المدنيين بالسيارات لقتلهم))... فمثلًا لو دهس فلسطيني تابع لمنظمة حماس او حتى منظمة شيوعية مجموعة من المارة المدنيين الاسرائيليين فهذا بلا شك ارهاب، ولكن لو هذا الدهس استهدف مثلًا مجموعة من الجنود والضباط في الجيش الاسرائيلي او حتى بعض القادة السياسيين الذين يقودون هذه الحرب الوحشية مثل (بن غفير) بل و(النتن ياهو) نفسه فهذا لا يدخل لا تحت مفهوم الارهاب ولا الوحشية بل يأتي تحت مفهوم (الكفاح المسلح ضد المحتل من اجل تحرير الأرض المحتلة)، وفي المقابل لو قامت الموساد مثلًا باغتيال (السنوار) او (نصر الله) او حتى (رئيسي وعبد اللهيان) فهذا لا يدخل ضمن مفهوم ((الارهاب)) بل ضمن مفهوم ((الحرب ضد اعداء الدولة))!!... فهذا الفرق بين مفهوم الوحشية ومفهوم الارهاب ومفهوم الكفاح المسلح ومفهوم استهداف اعداء الأمن القومي، ومع ذلك لا تخلو الوحشية من الارهاب ولا يخلو الارهاب من الوحشية، ولا يخلو الكفاح الوطني المسلح والدفاع عن الأمن القومي في بعض الحالات من شبهة الوحشية وشبهة الارهاب!!، فمع مشروعية الكفاح المسلح لتحرير الارض من المحتل الذي تقوم به حماس فلا شك ان خطف بعض المدنيين مع العسكريين في عملية طوفان الاقصى هو تورط بالفعل في شيء من الارهاب، لكن لا يعني هذا التورط او الخطأ ان حماس - ولمجرد هذا الخطأ - باتت منظمة ارهابية !! فلا يمكن اعتبار المنظمة منظمة ارهابية الا اذا كان الارهاب جزءاً لا يتجزأ من خطها وسلوكها السياسي ومنهجها الحركي العملي (الاستراتيجي والتكتيكي) كما هو الحال في تنظيم القاعدة والدواعش وانصار الشريعة وبوكا حرام وغيرها، كذلك لا يمكن انكار ان الوحشية التي مارسها الجيش الاسرائيلي في غزة هي وحشية لا تخلو من مفهوم الارهاب، لسبب واضح وبسيط وهو ان حكومة (النتن ياهو) وجيشه كانت ولا زالت تستخدم مسألة قتل المدنيين وتجويعهم في غزة كورقة ضغط على حماس لكي تستسلم او على الاقل لكي تفرج على الرهائن والاسرى الذين تحتجزهم!!، فهذا الأمر واضح في سلوك حكومة النتن ياهو والجيش الاسرائيلي وهذا السلوك بلا شك يدخل ضمن مفهوم الارهاب بالنظر لمسألة استخدام المدنيين كورقة ضغط سياسية فضلًا عن مفهوم الوحشية بالنظر لحجم الدمار و القتلى في صفوف المدنيين!!... وهذا يعني أن حكومة النتن ياهو وجيش اسرائيل فضلًا عن تورطه في الوحشية هو متورط في الارهاب كذلك!.... هذا رأيي فما رأيكم أنتم؟؟
**********************
أخوكم العربي البريطاني (الليبرالي غير العلماني) المحب
لمشاهدة هنا لقطة مهمة من الحوار (العقلي الجدلي) الساخن حول مفهوم الارهاب الذي جرى بين الداعية المسلم البريطاني (الاندلسي) والمذيع البريطاني الشهير (بيرس مورغان)
https://www.youtube.com/watch?v=FXtgee38q10

#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات