|
هل ستندلع حرب أمريكية إسرائيلية مع الجمهورية الإيرانية
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 7873 - 2024 / 1 / 31 - 15:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ اكثر من أربعة وأربعين سنة ، ووسائل الاعلام الدولية ، تروج لخبر حرب وشيكة قادمة بين الجمهورية الإيرانية من جهة ، وبين الدول الغربية بواسطة الولايات المتحدة الامريكية ، وإسرائيل من جهة ، والى الآن لا تزال اخبار الحرب تغطي كل وسائل الاعلام ، وتنعكس سلبا ام إيجابا من حيث نتائجها على الدول الجارة لإيران ، والدول المتضامنة مع الجمهورية في ( حربها ) ضد الولايات المتحدة الامريكية ، وضد دولة إسرائيل ، سيما المملكة العربية السعودية قبل مجيئ بن سلمان ، الذي تفطّن لحقيقة التهديد الأمريكي ، منذ لحظة خروج الرئيس الأمريكي السابق Trump من البيت الأبيض ( الجمهوريون ) ، ودخوله من قبل الرئيس John Biden ( الحزب الديمقراطي ) . فثقل الدور الذي كانت أمريكا تفرمل به طموح الأنظمة السياسية بالمنطقة الشديدة الحرارة ، فقد حرارته عندما بدأت السعودية في انجاز خطوات تخلصها من السيطرة الامريكية التي كانت عيونها منصبة على النفط ، ومنصبة على الدولار ، والأكثر أهمية هي سوق تصريف السلع الامريكية التي تتنافس مع السلع الأوروبية ، او ما نسميه بحرب الأسواق التي اصبح للصين كلمتها الأساسية ، خاصة السوق الافريقية ، وسوق الخليج العربي . ان تمكن المملكة العربية السعودية من قول لا في وجه المطالب الامريكية ، قد قلل من الدور الذي كانت أمريكا كقوة سلاح ، وقوة تجارة تقوم به بالمنطقة ، واصبح للأنظمة الشرق-أوسطية ، شيئا من الثقة بالنفس ، لإعلان ورفع كلمة ( لا ) في وجه المطالب الامريكية ، خاصة نظام السيسي بخصوص مطالب دولة إسرائيل بعد السابع من أكتوبر الجاري ، أي رفض حل ازمة غزة على حساب الامن القومي المصري ، وبالنسبة للسعودية ، رفض حل الانكماش الاقتصادي والتجاري الأمريكي ، على حساب الامن القومي السعودي من كل النواحي التي لها الدور الأكبر في اتخاذ القرارات المصيرية بالمنطقة . فبعد خروج الرئيس الأمريكي السابقDonald Trump من البيت الأبيض ، وتعرّي حقيقة الدور الأمريكي الذي هو الدولار الخليجي ، والثروة الخليجية ، وحرب السيطرة على الأسواق ، من خلال السيطرة على المعابر والمنافد المائية والارضية .. ، ستشرع المقاومة الشيعية في اليمن وفي العراق ، وحاضنتها طهران في مهاجمة الاساطيل الامريكية التي لم تعد تخيف أحدا ، واصبح الدور الحقيقي الأمريكي ، هو في كيفية الحفاظ على نفس الدور ، في وضع تَغَيّر بعد خروج الرئيس Trump من البيت الأبيض ، وخاصة ان مزاحمة الصين ، اصبح لها وقع سلبي يفوق الوضع الذي ساد العالم ابّان الحرب الباردة ، بين أمريكا وحلفاءها ، والاتحاد السوفياتي السابق وحلفاءه . ان حجم الخلافات الأيديولوجية بين المعسكرين ( المتضادين ) ، وخاصة قبل الغزو الروسي لدولة اكرانيا ، أصبحت اليوم تجارية واقتصادية ، وهو ما نسميه " بحرب الأسواق " التي عوّضت الحرب الأيديولوجية التي قسمت العالم في السابق ، الى صنفين او مجموعتين ( متعارضين ) .. في هذا الخضم الذي اصبح واضحا ، ستستمر آلة الدعاية الإعلامية ، خاصة تلك التي تقتات من هكذا أوضاع ، في الترويج لحرب قد تندلع في كل وقت وحين ، بين إسرائيل التي يهدد قادتها بهذه الحرب ، وقد تندلع ، كما يروج لها اليوم ، بين الولايات المتحدة الامريكية وبين ايران . وطبعا عندما يتم ترديد الأسباب الجاهزة للدخول في الحرب بين طهران وبين تل ابيب وواشنطن ، فمن الاكيد ان لكل فريق حلفاءه ومناصريه . فواشنطن وتل ابيب سيعولون على الغرب ، خاصة عملاءه الموجودون بالمنطقة ، والتنسيق هنا سيكون مخابراتيا ، من دون الالتحاق المباشر بالحرب اذا اندلعت . وباستثناء بريطانيا وأستراليا ، الدول الانگلوفونية التي ستشارك في اية حرب اذا نشبت ، وربما حتى كندا ، فالاتحاد الأوروبي لن يقامر في حرب تخدم مصالح تل ابيب وواشنطن ، سيما وان حرب السيطرة على الأسواق ، تعني كل الدول القوية والغنية بالعالم . وأوربة ، وبهذا الشعور المتنامي ، لن تقامر بالمشاركة في حرب ، عند انتهائها ، تصبح كل الأوضاع التجارية والاقتصادية بيد تل ابيب وواشنطن ، وليس بيد الأوروبيين الذين سيخضعون لمساطر الإجراءات الامريكية بالأساس ، للسيطرة على كل اسواق العالم ، حيث أصبحت الصين المنافس القوي للجميع لواشنطن . بل ومن خلال تصريحات لجهابدة الإدارة الامريكية ، فان الصين بتكنولوجيتها ، واقتصادها ، وسيطرتها على الأسواق ، أصبحت اكبر خطر يهدد الولايات المتحدة الامريكية ، من دون اثارت نفس الإحساس والشعور من قبل كوريا الجنوبية ، واليابان ، والاتحاد الأوروبي . ان حرب الأسواق وهي حرب تجارية بالأساس . وبعد تراجع الدور الأمريكي في التأثير على قرار الخليج ، الذي اصبح يشهر سلطة القرار السيادي ، خاصة بعد مواقف ولي العهد محمد بن سلمان الأخيرة ، ومواقف قطر المتميزة المتهمة بالاخوانية ، والتي اعتبرتها بعض الأوجه اليمينية الشوفينية ، من الجمهوريين ، ومن اقصى اليمين ، ببداية تمرد تجاري اقتصادي سعودي خليجي باستثناء الامارات ، بدأت المصالح الامريكية المنافس الأكبر لسيطرة الصين على الأسواق ، تستشعر بنوع الازمة القادمة ، في السيطرة على الأسواق التجارية العالمية ، التي اصبح للصين ، ولدول الاتحاد الأوروبي ، ولكوريا الجنوبية ، واليابان ، وجود هام بها . فالأسواق الخليجية لم تبق بالأسواق الامريكية ، وانما أصبحت بالأسواق العالمية التي سلاحها الدعاية ، وجودة التقنية والإنتاج ، والقدرة على الاستثمار .. في خضم هذه الحرب التجارية والاقتصادية التي تجري بأشكال مختلفة ، وتخضع للمنافسة وللدعاية ، تطل ومنذ مدة ، اخبار تُردّدْ على وسائل الاعلام العالمي ، حول حرب وشيكة قادمة ، وهي الآن على الأبواب ، بين الولايات المتحدة الامريكية بعد الخسائر التي منيت بها بعد يوم السابع من أكتوبر ، وإسرائيل التي تعرضت لهجوم انتحاري حمساوي ( حماس ) ، وهجومات على يد جماعات سياسية باليمن ( الحوثيون ) ، وبالعراق ( المعارضة الشيعية ) ، وهي هجومات " تقف وراءها طهران " ، حاضنة المعارضة الشيعية في العالم . كما ان إسرائيل ، وقبل السابع من أكتوبر ، اليوم الذي لم تكن تتوقعه على الاطلاق ، بدأ تحضر نفسها لحرب ستخوضها مع ايران الشيعية ، المسؤولة عن ضربات ( الحوتيين ) ، والمسؤولة عما يقوم به " حزب الله " اللبناني ، وطبعا المسؤولة عمّا تقوم به المعارضة الشيعية العراقية ، في الهجوم بالصواريخ وبطائرات " دْرون " Drone ، على القواعد العسكرية الامريكية .. ولنا ان نطرح السؤال . هل فعلا ان حربا ، وليس فقط ضربات جوية وصاروخية ، ستندلع بالمنطقة بين إسرائيل والولايات المتحدة الامريكية ، وبين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، الحاضنة لكل الفرق والتنظيمات الشيعية المعارضة ؟ منذ نجاح الثورة الإسلامية الإيرانية في سنة 1979 ، والى الأن ، واليوم .. ، وإسرائيل لاتزال تهدد بضرب ايران ، ليس بسبب عداءها لها ، بل وكما تزعم تل ابيب ، بسبب برنامجها النووي ، الذي نسيته الولايات المتحدة ، ونسيه الغرب .. ، وليس بسبب هجمات ( الحوتيين ) الصاروخية من اليمن عند ضربهم السفن التجارية المتجهة صوب إسرائيل ؟ منذ اكثر من سبعة وأربعين سنة مرت ، وإسرائيل وواشنطن ولندن ، يهددون بالحرب على ايران ، مرة بسبب دعمها ( للإرهاب ) المقاومة الشيعية خاصة " حزب الله " اللبناني . ومرة بسبب النظام الإيراني الإسلامي ، ومرة بسبب موقف ايران من القضية الفلسطينية . ومرة بسبب الادعاء بالبرنامج النووي الإيراني الذي نسيه الجميع .. او استسلموا له .. لان حاضنته فارسية وليست عربية .. فحين تهدد إسرائيل والولايات المتحدة الامريكية بالحرب ضد ايران ، وأيا كانت الأسباب ، وهي مواقف مسجلة منذ سنة 1979 ، وليست فقط اليوم .. يمكن بكل سهولة لكل متتبع للتطورات المتسارعة ، الخروج بخلاصة ندرجها في السؤال التالي : هل حرب إيرانية ، إسرائيلية ، وامريكية بريطانية ، ستندلع قريبا ؟ . وهو نفس الهديد تروج له تل ابيب وواشنطن منذ سنة 1979 تاريخ نجاح " الثورة الإسلامية الإيرانية " ..؟ . ان أي سبب وجيه قد يقود الى اشعال حرب ثالثة بالخليج العربي ، على غرار الحرب الإيرانية العراقية التي دامت حوالي ثماني سنوات ، تبقى مستبعدة ، لانتفاء شرط المصلحة ، عند من اشعالها . ان ايران تقع على مسافات آلاف الكيلومترات من تل ابيب ، ومن واشنطن ولندن . كما ان كل هذه الدول مجتمعة ، لا تشكل ايران العقائدية خطرا محدقا بها ، بقدر ما يتم عرض الاخطار شكليا ، وليس موضوعيا .. كما ان العلاقات المتوترة بين الرياض وبين طهران ، وهي علاقات في شموليتها مذهبية عقائدية ، وليست أيديولوجية ، لم ترق لتصل الى علاقات اكثر تطورا بسبب حرب الأسواق المالية ، والتجارية ، والاقتصادية .. وبقدر ما كانت واشنطن وتل ابيب يلعبون على هذا التناقض في الشحن ، والذي اصبح متجاوزا بين إسرائيل وامريكا ، وبين طهران ، بعد مجيء الأمير محمد بن سلمان ، الذي شرع في احداث تغييرات جوهرية بالمملكة العربية السعودية ، سواء على مستوى الداخل ، او من خلال بلورة سياسة جديدة وواقعية ، تنهي الخلاف بين طهران وبين الرياض ، حيث كان ينفخ فيه من قبل واشنطن ، ومن قبل تل ابيب ، وفرنسا ، وبريطانيا ، لإيجاد الصفقات الضخمة لتوريد الأسلحة الغربية ، وللترويج للسوق الغربية من داخل السوق السعودية .. حتى بدأت تتكشف للمتابعين للأوضاع هناك ، طاووسية التهديدات الغربية ( واشنطن ، تل ابيب ، لندن ) ، وتم اقتناع الجميع ، خاصة المملكة العربية السعودية ، ودولة قطر ، بان أي حرب على غرار الحرب العراقية الإيرانية ، تبقى مستبعدة ، لان الأسباب التي قد تدعو اليها تبقى منتفية من الأصل ، واتضح انها مجرد بالونات هواء ، لقياس درجة الحرارة ، التي يمكن ان تؤدي الى الحرب . فهل الحرب ، وفي غياب الأسباب الحقيقية ، والاستناد للأسباب التعويمية ، لا تزال تركز على الثنائي الخليجي ، خاصة المملكة العربية السعودية ، ودولة قطر من جهة ، ومن جهة واشنطن وتل ابيب ، ولندن خبراء النفخ في الازمات ، حتى يجدوا الساحة فارغة امامهم ، وطبعا فالمبتغى يبقى الدولار الخليجي ، والبترول الخليجي ، والسوق الخليجية التي تسيل لعاب الكبار قبل الصغار .. ومثلما ان شحن قرع طبول الحرب ، قد فشلت بين الرياض وبين طهران ، فالاستمرار في قرع طبول الحرب ، بسبب ما حصل اثناء وبعد السابع من يناير، معرض كذلك للفشل . بل وقد فشل حتى في الاقناع به ، وعوض اخراج البندقية التي لن تؤدي الى تغيير ، حُضّرت الحكمة والرزانة ، بالمواقف الجديدة للقيادة السعودية برئاسة الأمير بن سلمان ، وبسبب الموقف المتميز للقيادة القطرية ، التي ظلت علاقاتها اكثر من عادية مع ايران ، ومع انقرة .. وكما ان التلويح بالحرب ، ولو للنفخ او للتخويف ، قد فشل ، فان الحديث عن اية حرب بين الولايات المتحدة الامريكية ، وإسرائيل و لندن ، تبقى من قبيل المستحيلات ، لان رفض الأمير محمد بن سلمان كل تهديدات الحرب ، ولجوؤه الى القطاع التجاري والاقتصادي والتنموي ، وامام الموقف الثابت والرزين لإمارة قطر، بعدم الانسياق وراء المغامرات ، قد جعل من تهديدات واشنطن وتل ابيب الداعية الى الحرب ضد طهران التي " تهدد " دول الخليج ، خاصة تهديدات الملاحة البحرية ، والمضايق ، والممرات المائية .. قد فشل الفشل الذريع .. ولنفرض جدلا ان ابواق الدعاية الى الحرب بين أمريكا وإسرائيل ، وبين ايران ، قد نجحت في اشعال هذه الحرب التي لن تكون ابدا ، فان تعويل واشنطن على مساهمة الخليج ( فخ منصوب ) فيها ، سيكون من باب المستحيلات . فالمملكة العربية السعودية لن تساهم ولا نقول تشارك فيها ، واراضيها ستبقى خارج دائرة جريان الحرب ، وامارة قطر الصغيرة والكبيرة ، ستواصل اتخاذ نفس المواقف السابقة من جميع الحروب التي دارت بالمنطقة . ان عدم مشاركة السعودية ، وقطر ، والبحرين ، وحتى الامارات العربية المتحدة ، يبعد التهديدات الى الحرب التي هدفها الرئيسي ، ليس التصدي ( للخطر ) الذي تشكله طهران على دول الخليج ، بل توريط الخليج في حرب عبثية ، للمزيد من بسط السيطرة ، وللتحكم في الدولار الخليجي ، والثروة الخليجية ، والغاية السوق التي نسميها ب " بسوق الخليج العربي " التي تسيل لعاب واشنطن ، وتل ابيب ، ولندن ، وباريس ... أي الغرب الرأسمالي .. لقد مرت اكثر من سبعة وأربعين سنة من ترويج إسرائيل وامريكا الى خوض الحرب ضد ايران ، وهذه الحرب ، وباستثناء بعض الضربات الصاروخية ، واغتيال علماء الطاقة الإيرانيين ، وشن هجومات على فيالق شيعية تابعة لإيران في سورية وبالعراق ، فالحرب التي تتحدث عنها ابواق الدعاية الغربية ( واشنطن ، تل ابيب ، لندن ) ، تبقى مجرد بالونات اختبار ، لقياس درجات الحرارة ، ولن تصل ابدا الى مستوى الحرب العراقية الإيرانية .. ان كل من يدعو الى الحرب بالخليج ، باسم مواجهة ( الخطر ) الإيراني ، وباسم الدفاع عن دول الخليج ( العربي ) المهددة من ايران ... ، همه السيطرة على الأسواق الخليجية الأكثر من غنية ، ولا يهمه مصير الحكام ولا مصير شعوب المنطقة ، الذين سيصبحون في اواضع تدَمّر كل ما شيدوه وبنوه منذ خروج دول الخليج الى الأمم المتحدة ، التي صارت من ابرز الدول التي تؤثر في السياسة الداخلية الخليجية ، وتؤثر في الساحة الدولية بسبب الغنى الذي تنعم فيه . اذن لنطرح السؤال : ما هي الأسباب التي حذت بواشنطن ، وبتل ابيب ، التهديد من الحرب ضد ايران ؟ -- هل السبب في الخسارات الطفيفة التي لحقت بالجيش الأمريكي ، بعد السابع من أكتوبر الجاري ، ونسميه بيوم انتحار " حماس " ، ومعها " الجهاد " ، وكل منظمات الإسلام السياسي الداعيشي ؟ -- هل السبب لإعلان إسرائيل الحرب على طهران ، يرجع لموقفها المناصر لغزوة " حماس " لإسرائيل في السابع من أكتوبر الشهر الذي انتهى ؟ -- هل تهديد واشنطن وتل ابيب بخوض الحرب ضد طهران ، سببه نوع النظام العقائدي الذي يحكم ايران منذ سنة 1979 ، ومنذ ها ونحن نصبح كل صباح ، على اخبار تروجها وسائل اعلام دولية كبيرة ، ان إسرائيل ستعلن الحرب على ايران ، ونفس الشيء بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية .. ومنذ سنة 1979 ، والجميع يستفيق على مجرد اخبار تهدد بالحرب ، دون ان تقع هذه الحرب التي طال انتظارها ولم تشعل ؟ -- هل حقا ان إسرائيل والولايات المتحدة الامريكية ، تعملان لإسقاط نظام طهران بسبب اسلاميته في صيغتها الشيعية ، وهو نظام يتعارض مع حقوق الانسان ، لأنه نظام شمولي ، لا مكانة له بأجهزة الأمم المتحدة ؟ -- هل السبب للحرب ، حقا برنامج طهران النووي ، الذي نسيته واشنطن ، ونسيته تل ابيب ، ونسيه الغرب الذي يرفض ايران نووية ، وهو برنامج وصل الى الانتظار ، الذي يتسنى الامر السياسي بالتفجير النووي الشيعي ، مثل التفجير النووي السني الباكستاني ؟ -- واذا فجرت ايران قنبلتها ، وتنتظر فقط القرار السياسي للتفجير .. ما الغاية من امتلاك ايران قنبلتها النووية ، وامتلاكها تكليف وليس بتشريف ... هل ستضرب طهران تل ابيب بالسلاح النووي ، هل ستضرب واشنطن ؟ ، وعمل وتصرف من هذا النوع ، يعد حماقة ستمحو ايران بالكامل من الجغرافية ، ومن الخريطة الأرضية .. لماذا سكت ويسكت الغرب ، وعلى رأسه الولايات المتحدة الامريكية ، وإسرائيل ، على المستوى الذي وصله البرنامج النووي الإيراني ، واصبح جاهزا وينتظر فقط القرار السياسي ؟ ان البرنامج النووي الإيراني لا يخيف الغرب ، ولا يخيف واشنطن ، ولا أخاف تل ابيب . لان الجميع مُدرك بحقيقة صعوبة امتلاك سلاح من هذا النوع ، خاصة اذا كان بدائيا او رديئا . كما انه لا يخيف دول الخليج العربي ، خاصة المملكة العربية السعودية التي يمكنها اختصار الزمن والمسافة ، لتصنيع القنبلة النووية السعودية ... وماذا بعد ، عندما تملك السعودية قنبلتها النووية ، وانْ كان بعد ايران التي تنتظر فقط القرار السياسي السيادي .. هل ستضرب بها ، ايران ، إسرائيل ، هل ستضرب بها قطر .... الخ . للملاحظة عند تفجير ايران قنبلتها النووية ، ستلحق بها السعودية في ظرف وجيز ، باستغلال العلماء المصريين ، والباكستانيين ، وعلماء اوربة الشرقية المُنْحلة ، وعلماء روس .. في صناعة القنبلة النووية السعودية ... لذا فان امتلاك طهران للسلاح النووي ، لن تخيف به احد من دول الخليج ، كما لن تخيف به إسرائيل الدولة النووية والهيدروجينية ، والأسلحة الأكثر متطورة فتاكة .. بل ستحمي به نفسها من جهة ، ومن جهة ليكون لها رأي مسموع دوليا ، وليكون لها رأي بسياسات الخليج العربي الذي لن يصبح فارسي .. وعندما يكون الاختلاف مجرد في العنوان ، الخليج العربي او الخليج الفارسي ، يبقى امر اشعال الحرب ، خاصة بين السعودية وطهران ، او بين طهران وواشنطن ، وتل ابيب مستبعدا .. ان جميع دول الخليج ، وعلى رأسها الأمير محمد بن سلمان ، وإمارة قطر ، يرفضون وسيرفضون ان تكون أراضيهم مسرحا لأي حرب مستقبلية بين واشنطن تل ابيب من جهة ، وبين طهران من جهة أخرى . وعند حياد دول الخليج العربي ، وامتناعها عن تسهيل اراضيها للمرور لأي غزو مسيحي ، بروتستاني ، كاثوليكي ، ويهودي ، كما حصل عند تحرير الكويت التي غزاها صدام حسين ، تصبح الحرب مستبعدة ، والترويج لها للتخويف ولتمييع الوضع وتعويم المشهد . أي بالونات اختبار فقط .. ان الدولة الوحيدة من دول الخليج العربي التي سترفض امتلاك طهران قنبلتها النووية ، تبقى وحدها الامارات العربية المتحدة ، لان خلافا بين ابوظبي وذبي ، وبين طهران لا يزال ساريا بخصوص احتلال ايران الجزر العربية الإماراتية جزيرة " أبو موسى " ، وجزيرة " الطنب الكبرى " ، وجزيرة " الطنب الصغرى " .. فهذا الغزو الإيراني للجزر العربية الإماراتية الثلاثة ، حصل في حكم " الامبراطوري " شاه ايران السابق محمد رضى بهلوي .. وعندما حصل الغزو ، باركه جميع الحكام العرب ، عندما لزمو الصمت من الغزو الإيراني للجزر الثلاثة ، وكان النظام العربي الوحيد الذي ادان الغزو الإيراني ، نظام حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق ( صدام حسين ) .. وقد اقتصر موقف العراق على مجرد الإدانة ، لان طهران وإسرائيل والغرب ، خاصة واشنطن ، كانوا يقفون وراء دعوات الحزبين الكرديين اللذان كانا يخوضان حربا لاستقلال كردستان العراق ، في انتظار استقلال اكراد سورية ، وتركيا ، وايران .. ان اندلاع حرب البالونات ، لقياس درجة حرارة الأنظمة السياسية الخليجية العربية ، سيكون ضحيته الامن القومي العربي ، التي تعرض لضربات قوية اثرت فيه اثناء انتفاضات ما سمي ب " الربيع العربي " . ملاحظة : الكل يجمع على ان الجزر الإماراتية الثلاثة ، هي جزر عربية منذ ان كانت كذلك " أبو موسى " ، " الطنب الكبرى " ، و" الطنب الصغراء " .. احتلت هذه الجزر ايران بالقوة في سنة 1974 . لأنها كانت من احلاف أمريكا . السؤال . لماذا لا تطرق الامارات العربية المتحدة ، أبواب محكمة العدل الدولية ؟ . فصدور حكم من قبل القضاء الدولي ، سيكون له الفصل عند عرض النزاع على مجلس الامن ، وعلى الأمم المتحدة ..؟
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بين محكمة العدل الدولية ، والمحكمة الجنائية الدولية
-
النظام المخزني السلطاني يتودد ويستعطف الدولة الموريتانية
-
في دولة الملك ، ودولة أصدقاء الملك ، ودولة اعز أصدقاء الملك
...
-
الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غتريس
-
هل البوليس المخزني متورط في عملية الاغتيال الفاشلة لاحد السي
...
-
الاقطاع المخزني
-
محاور : إسرائيل . محكمة العدل الدولية . مجلس حقوق الانسان
-
من دون استراتيجية ، يستحيل تحقيق الأهداف الثورية
-
حول مسألة الجنس
-
انقلاب الدولة البوليسية
-
من يعترف بالشعب الصحراوي ، ومن يعرقل حل نزاع الصحراء الغربية
...
-
الشعب الصحراوي
-
أين هو ؟ مسافر ولن يعود
-
الأمين العام الأمم المتحدة السيد أنطونيو گتريس
-
آليات السيطرة والعنف في المجتمعات المتخلفة
-
من هو الشخص الذي سرق الدولة ، وسرق كل المغرب ، أمام أعين الج
...
-
الموقف من المسألة الثقافية
-
من 14 دجنبر 1960 ، الى 13 دجنبر 2023 ، أربعة وستون سنة مرت .
...
-
الديمقراطية الحقيقية محور الصراع مع الدولة البوليسية فإمّا ا
...
-
وظائف الانتخابات في الدولة البوليسية
المزيد.....
-
شعرت بالوحدة.. كيف تصرف حوض أسماك في اليابان لإبهاج سمكة؟
-
بعد دخول الهدنة.. خرائط تروي تفاصيل مروعة تتكشف في غزة
-
بسبب وجود طفل.. مشغل درون انتحاري روسي يلغي هجومه على مركبة
...
-
-يديعوت أحرونوت- تستعرض أبرز الشخصيات المستقيلة في قيادة الج
...
-
درجات الحرارة في روسيا ترتفع أسرع بثلاث مرات تقريبا من بقية
...
-
خان يونس: خيام على مد البصر وسكانها لم يعودوا إلى بيوتهم جرا
...
-
-ترامب منح الضوء الأخضر لإرهاب المستوطنين في الضفة الغربية-
...
-
زيلينسكي يشكر قطر على جهودها في لم شمل الأطفال الأوكرانيين م
...
-
رئيس فنلندا: ترامب سيتمكن من تسوية نزاع أوكرانيا خلال 3 إلى
...
-
تايوان.. طائرة مقاتلة تقتل قائدتها على الأرض
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|