مقدّمة الكتاب 45- صراعات حول الخطّ الإيديولوجي و السياسي للمنظمة الماويّة العالميّة الجديدة : الرابطة الشيوعيّة العالميّة

شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 7700 - 2023 / 8 / 11 - 03:25
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

مقدّمة الكتاب 45 -
صراعات حول الخطّ الإيديولوجي و السياسي للمنظمة الماويّة العالميّة الجديدة : الرابطة الشيوعيّة العالميّة
ملاحظة : الكتاب بأكمله متوفّر للتنزيل من مكتبة الحوار المتمدّن

إثر المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي و الإنقلاب الخروتشوفي و بالتالي إفتكاك الطغمة التحريفيّة للسلطة في الإتّحاد السوفياتي والشروع في إعادة تركيز الرأسماليّة هناك ، إنبرى الحزب الشيوعي الصني و على رأسه ماو تسى تونغ ليتصدّى في مقدّمة أحزاب أخرى لمهمّة مقاومة التحريفيّة المعاصرة و تعريتها و كان الجدال الكبير بوثائقه الهائلة ثمرة هذا الجهد . و توّج الصراع الذى لم يتوقّف لسنوات سنة 1963 بإصدار الحزب الشيوعي الصيني لنصّ " إقتراح حول الخطّ العام للحركة الشيوعيّة العالميّة " الذى مثّل أرضيّة تكوين حركة ماركسيّة – لينينيّة عالميّة في تمايز مع الأحزاب و المنظّمات التي ظلّت تتّبع التحريفيّة المعاصرة و في مقدّمتها التحريفيّة السوفياتيّة ( فضلا عن التحريفيّة الفرنسيّة منها و الإيطاليّة و الأمريكيّة إلخ ).
و طوال عقد الستيّنات من القرن العشرين و بدايات سبعيناته ، مثّلت الصين منارة الحركة الماركسيّة – اللينينيّة العالميّة و حصن الثورة البروليتاريّة العالميّة و زاد بريقها و ألقها و إشعاعها العالمي مع الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى في الصين بين 1966 و 1976 بما هي أرقى ما بلغته الإنسانيّة في سيرها نحو الشيوعيّة .
بيد أنّ حصول إنقلاب دمويّ في الصين سنة 1976 ، عقب وفاة ماو تسى تونغ و صعود التحريفيّة و بالتالى صعود الرجوازيّة الجديدة إلى سدّة الحكم ، جعل لون الحزب الشيوعي و الدولة الصينيّة يتحوّلان إلى نقيضهما ، من حزب بروليتاري إلى حزب برجوازي و من دولة إشتراكيّة إلى دولة أعادت تركيز الرأسماليّة . و عن ذلك نجم إضطراب كبير في صفوف الحركة الماركسيّة – اللينينيّة العالميّة رغم أنّ امكانيّة الإنقلاب كانت واردة حتى حسب تصريحات ماو تسى تونغ ذاته . و بالنتيجة إنقسمت هذه الحركة العالميّة إلى أنصار للتحريفيّة الصينيّة الماسكة بمقاليد الحكم في الصين و نقّاد لها مدافعين عن إرث ماو تسى تونغ الثوريّ .
و زاد الطين بلّة دخول حزب العمل الألباني على الخطّ في أوج الإضطراب الكبير ليعلن أنور خوجا في كتابه السيّئ الصيت و الخاطئ من ألفه إلى يائه ، " الإمبرياليّة و الثورة " أنّ فكر ماو تسى تونغ معادي للشيوعيّة ما أدخل الحركة الماركسيّة – اللينينيّة في أزمة عميقة حقّا أفضت إلى إنحلال عديد المنظّمات و الأحزاب و دخول أخر في نفق مظلم .
و سعيا لإيقاف هذا النزيف ، بادر الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة و الحزب الشيوعي الثوري ، الشيلي بإصدار نداء عالمي و إعلان مبادئ للنقاش كأرضيّة لوحدة من يتمسّكون بالماركسيّة – اللينينيّة – فكر ماو تسى تونغ
( الماويّة لاحقا ) بما ساهم في إنعقاد ندوة عالميّة أولى في بداية ثمانينات القرن العشرين ثمّ ندوة ثانية ، أصدرت في مارس 1984 بيان الحركة التي تأسّست و ضمّت في صفوفها أحزابا و منظّمات من عدّة أنحاء من العالم ، الحركة الأمميّة الثوريّة ( للإطّلاع على بيان الحركة الأمميّة الثوريّة لسنة 1984 ، عليكم بالعدد الأوّل من مجلّة " الماويّة : نظريّة و ممارسة " و قد خصّص لعلم الثورة البروليتاريّة العالميّة : الماركسيّة – اللينينيّة – العالمية ، ترجمة شادي الشماوي ، مكتبة الحوار المتمّدن ). و نشطت هذه الحركة موحّدة طوال أكثر من عشرين سنة ، منذ 1984 إلى 2006 ، قبل إعلان إنهيارها التام سنة 2012 لأسباب إلى الآن لا تزال موضوع خلافات عالميّة ( أنظروا مثلا " الماويّة تنقسم إلى إثنين " لشادي الشماوي، مكتبة الحوار المتمدّن ) .
تلك كانت التجربة العالميّة الأولى و المنظّمة العالميّة الأولى في تاريخ الماويّة . و سرعان ما بذلت جهود شتّى لعقد ندوات قصد تشكيل منظّمة جديدة و ذلك منذ 2012 . و بعد عقد من الزمن ، باغت محاولة من المحاولات هدفها فأُعلن في بداية 2023 عن تأسيس الرابطة الشيوعيّة العالميذة كمنظّمة ماويّة عالميّة جديدة . و بإعتبارها منظّمة ماويّة عالميّة ثانية تاريخيّا، من البديهي أن نتساءل عن علاقتها بالمنظّمة الأولى من جهة الإستمرار و القطيعة . و حسب الوثائق التي ينطولى عليها متن هذا الكتاب الجديد ، يبدو أنّ تقييم المنظّمة الجديدة للمنظّمة القديمة يظلّ أحد محاور الخلافات العديدة في صفوف الماويّين . و لمن يرنو أن يجري دراسة عن كثب على الأقلّ لجوانب من الصلة بين المنظمتين ، لعلّ عقد مقارنة بين بيان الحركة الأمميّة الثوريّة لسنة 1984 و بيان الرابطة الشيوعية العالميّة يكون مفيدا للغاية في الكثير من النقاط المفصليّة و الحارقة المتعلّقة مثلا بتقييم ستالين و التجربة السوفياتيّة و تقييم التجربة الإشتراكيّة الصينيّة و الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى و ما إلى ذلك .
و الأكيد هو أنّ بيان الرابطة الجديدة كان حافزا لتعبير الكثير من الأحزاب و المنظّمات الماويّة عن موقفها سيما و أنّ الخطّ العام الإيديولوجي و السياسي لهذه الرابطة شُخّص بسهولة على أنّه لسان حال كتلة أنصار خطّ الحزب الشيوعي البيروفي أو على وجه الضبط فكر غنزالو ( الغنزالويّون ) وهو موضع نقد من عدّة جوانب و عدّة زوايا النظر . فبات هذا الخطّ الإيديولوجي و السياسي محور صراعات عالميّة تخاض بأساليب متنوّعة . و قد لمسنا الحاجة إلى إطلاع المهتمّين بالحركة الشيوعيّة العالميّة و تطوراتها و مصيرها على مضامين هذه الصراعات البالغة الأهمّية حاضرا و مستقبلا و إيديولوجيّا و سياسيّا ، قمنا بترجمة جلّ و ليس كلّ ما كتب بهذا المضمار فتجنبنا النصوص التي لا تقدّم إضافة أو إضافات أو إضاءة أو إضاءات – وهي قليلة جدّا – على الموضوع و إصطفينا أكثرها تعبيرا عن محاور الصراعات و اساليبها . و إستقينا الوثائق من مصدرين إثنين من الأنترنت هما موقع الفكر الممنوع – القسم المخصّص للرابطة الشيوعية العالمية
http://www.bannedthought.net/International/ICL/index.htm
و موقع الرابطة الشيوعيّة العالميّة على الأنترنت و رابطه
https://ci-ic.org/
و قد بوّبنا حصيلة ما إشتغلنا عليه إجمالا في أقسام ثلاثة : يُعنى القسم الأوّل منها بعرض أهمّ مظاهر الخطّ الإيديولوجي و السياسي للرابطة الشيوعيّة العالميّة بينما يُفرد القسم الثاني إلى المقالات النقديّة الموجّهة لهذا الخطّ الإيديولوجي و السياسي و كي تكتمل الصورة أضفنا قسما ثالثا فيه عرض لوجهتي نظر ماويّة أخرى تستحقّ النقاش بدورها . و قد ألفينا أنّ الجدال بين الحزب الشيوعي الماوي – إيطاليا و هيئة تحرير جريدة صارت تنطق بإسم الرابطة مثيرا للإهتمام جدّا شكلا و مضمونا فعرّبنا نصوصه و وثّقناها كملحق أوّل لهذا الكتاب .
و فضلا عن هذه المقدّمة المقتضبة ، محتويات هذا الكتاب 45 أو العدد 45 من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " هي الآتي ذكرها :
القسم الأوّل :
الخطّ الإيديولوجي و السياسي للرابطة الشيوعيّة العالميّة
1- البيان السياسي و مبادئ الرابطة الشيوعيّة العالميّة
2- نداء إلى الأحزاب و المنظّمات الماركسيّة – اللينينيّة – الماويّة للإلتحاق بالرابطة الشيوعيّة العالميّة
3- قرار تكريم للرئيس غنزالو و الحزب الشيوعي البيروفي
4- ضد العدوان الإمبريالي ، لنرفع عاليا راية حرب الشعب !
القسم الثاني :

صراعات حول الخطّ الإيديولوجي و السياسي للرابطة الشيوعيّة العالميّة

1- نقد " من أجل ندوة ماويّة عالميّة موحّدة ! – إقتراح ..." :
أ- بعض الملاحظات النقديّة حول " من أجل ندوة ماويّة عالميّة موحّدة ! – إقتراح ..." [ الحزب الشيوعي الماوي – إيطاليا ]
ب- حول الندوة الماويّة العالميّة الموحّدة ( UMIC ) [ لجنة بناء الحزب الشيوعي الماوي لغاليسيا ]
2- نقد تكوين الرابطة الشيوعيّة العالميّة :
أ- حول إعلان تكوين الرابطة الشيوعيّة العالميّة [ الحزب الشيوعي الفليبيني ]
ب- لماذا لم يشارك إتّحاد العمّال الشيوعيّ ( الماركسيّ – اللينينيّ – الماويّ ) [ كولمبيا ] في الندوة الماويّة العالميّة التي نظّمتها لجنة الندوة الماويّة العالميّة الموحّدة ؟
ت- ملاحظات حول البيان التأسيسي للرابطة الشيوعيّة العالميّة (ICL) [ الشيوعيّون الثوريّون ، النرويج ]
ث- من الخطأ تماما اليوم محاولة إنشاء أمميّة شيوعيّة تطبّق المركزيّة الديمقراطيّة[ إتّحاد العمّال الشيوعيّين – السويد]
ج- موقفنا من تكوين منظّمة عالميّة للبروليتاريا [ الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) ]
ح- موقف الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) من تشكيل الرابطة الشيوعيّة العالميّة
خ- لماذا لم يشارك الحزب الشيوعي الماوي – إيطاليا في الندوة الماويّة العالميّة (+ ) بصدد بيان الرابطة الشيوعيّة العالمية – ملاحظات نقديّة للجنة العالميّة للحزب الشيوعي الماوي – إيطاليا

القسم الثالث :
مواقف ماويّة أخرى تستحقّ النقاش

1- الأمميّة البروليتاريّة : سابقا و حاضرا [ عضو المكتب السياسي المسؤول عن العلاقات الخارجيّة للحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) ، باسنتا -2012- ]
2- عرض موجز لوجهات نظر حول التجربة التاريخيّة للحركة الشيوعيّة العالمية و دروسها اليوم
3- الخلاصة الجديدة للشيوعية : التوّجه و المنهج و المقاربة الجوهريّين و العناصر الأساسيّة – خطوط عريضة [ بوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكية ]

ملاحق الكتاب : (2)
1- جدال بين الحزب الشيوعي الماوي – إيطاليا و هيئة تحرير موقع أنترنت " الأمميّة الشيوعيّة " :
2- فهارس كتب شادي الشماوي
-------------------------------------------------------------------

#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات