أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لخضر خلفاوي - *أفكار: الكلمة ، الخيمياء و الفلسفة النقيضة !















المزيد.....

*أفكار: الكلمة ، الخيمياء و الفلسفة النقيضة !


لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)


الحوار المتمدن-العدد: 7620 - 2023 / 5 / 23 - 22:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


-كتب مُفكّرا: لخضر خلفاوي*
—-


…الكلمة ( الكلمات و المفردات )، تصبح كذلك إذا تعرّضت ( جُثثها) لفعل -التقوِيل- و التأويل و التدوين بفعل قائلها/كاتبها / راوبها ..
كل الكلام في الدّنيا ( بكل معاجمه) من مفردات عبارة عن رسوم حرفية/صوتية ميتة/جامدة /هامدة/ .
الخالق نفسه يحبّ و يفضل ( الكلمة) الطيّبة التي تترك أثرا طيبا ، كلمة تبني لا تُهدّم و يقبّح الخبيث من الكلام من القول و الكلمات :(وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُّسَمًّى).
و لأن سبحانه أعلى متعال حليم ينصح موسى و هارون أن يكونا لبقين مُسالمين في القول و -الكلام - و ليس مجرّحين عندما يتصلا ب فرعون ، و الكل يعرف أن فرعون نفى وجود خالقه بل نشر الفساد في الأرض و أدعى الألوهية و الربوبية مع ذلك الله حرص على رسوليه إلى فرعون بأن يتقيدا باللطف و الجميل من الكلام مع زعيم الكافرين به :(فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ). نصحهما ب ( الليونة ) في -الكلام- لا ( القسوة )… ما غرّك أيها الإنسان المغرور بربّك الكريم !!!
-الكلمات / المفردات / الأقوال : مخترعها هو نفسه القائل/ الناطق/ الكاتب بها و لها يعطي بفعله هذا الحياة لتلك ال( المفردات و التعابير )، هل وجدتم مذ فجر تاريخ الإنسانية و عالم اللسانيات ( مفردات و كلمات) مجسدة و تتحرك للعيان تدركها حواسك السمعية البصرية و الحسية.
"الكلمات" و أكرر رأيي في كل مناسبة هي ( ضمير المتكلّم ) و مسؤوليته و إرادته المرسومة صوتا و حرفا.
كذب -الحداثيون - ما بعد تيار ( الخيمياء) و لو صدقوا بابتداعهم أو تجنّيهم على مصطلح ( الخيمياء/الكيمياء) التي ربطوها بفكرهم و يزعمون أن أفكارهم ترفض أي تأويل من خلال محاكمة للمفردات و التعابير …
هي بالعكس ذريعة اختلقها الحداثيون للتنصّل من مغبة محاكمة أفكارهم و رؤاهم ، هذا الجانب ( المُفترى ) في كل قصة ( خيمياء / كيمياء ) من المسرودات.. هي حيلة بكل بساطة يعتدّ بها كذريعة للتهرّب من محاكمة مقاصد و نوايا المتقوّلين و الكُتّاب للقول و الكلام و التنصّل التضليلي المقصود من تهمة ما قد تحدثه ( الكلمة/ الكتابة بكل تناقضاتها ) من خراب -إذا دُبّرت بغرض الإساءة - على المتلقين لها، إذا ال( خيمياء) تحمل كمّا هائلا من الخبث الفكري و الأخلاقي إذا أُستخدمت كغذاء للوعي الباطن !…
- سبق لي و أن تطرقت إلى مفهوم و تاريخ ( الألشيمي/الخيمياء/ الكمياء ) في الماضي ، فلا بأس أن أذكّر مرة أخرى بذلك في هذا المقام المتجدد :
*(هي اتجاه/سلوك/ و منهج يتكفل بمجموعة محددة من الممارسات و السلوكيات و تلك التأويلات و المُضاربات المتصلة فيما بينها و العملية المنوطة بها في خاصية تحوّل/تحويل المعادن).
-من أهدافها الأساسية الكبرى هو وضع الحجر الأساسي للفلسفة ؛ فلسفة تحويل المعادن.
و أيضا كانت في البدء من أهدافها الأساسية الطبيعية البحث عن الدواء الشافي في مجال (الطب الإنساني العام)
و البحث -حلما - عن ترياق أو - إكسير - لإطالة الحياة أو لديمومتها.

-في الحقيقة يعود في الحقيقة ظهور الألشيميا في القرن الرابع قبل الميلاد منطلقها آسيوي المنشأ ، ثم انتقلت شيئا فشيئا كفكر، كفلسفة و كممارسة مع بداية عصرنا إلى باقي أنحاء العالم بدءً بالخيمياء (المصرو-إغريق-رومانية)، أي في مصر بتأثير تواجد الرومان و الإغريق إلى غاية عصر النهضة. و يسمونها بالخيمياء الغربية. للذكر بالنسبة لمن يستخدم هذه اللفظة جزافا دون معرفة عميقة لها فإن ( الخيمياء /الكمياء) كانتا تُستخدمان كمترادفات تؤديان إلى نفس المعنى حتى القرن السابع عشر .
و في القرن الثامن عشر دون أن تختفي تماما مُنيَ توجه ( الخيمياء ) بأفول و عزوف كبير من حيث الاستخدامات بينما انفصلت منفردة و منتعشة شقيقتها ( الكمياء ) ، أو الكمياء الحديثة بأعمالها التطبيقة .
للذكر فإن (الكمياء/ الخيمياء/ الألشيمي alchimie ) مصدرها عربي.
* في فلسفتي النقيضة التي أسميها ( فلسفة علمانية) : فالحقيقة هو أنّ هؤلاء المتخفون في كل مرة وراء ( خُرْطِي*/هرطقة ) استخدام عذر -الخيمياء- alchemy/ alchemie أنهم لا يتحدثون إلا عن ما هو مُتجلٍّ في ( العقل الباطن أو العواطف الباطنة )، التي قد نحشرها عن قصد أو عن لاوعي في خانة في عقلنا و أنفسنا فتظهر فجأة هكذا رؤى و حقائق و قناعات و يُطلق سراحها لتنتقل من عالم ( الإخفاء): الباطن / الغائب/ المُغيّب / اللاوعي ، إلى عالم الجهر و العلن.
عقليا لا يمكن أن نحتفظ بأغراض مختلفة مهما كانت أشكالها و ألوانها و أنواعها في صندوق مغلق بإحكام ثم يحدث أمر يجعل تلك الأشياء تفتح الصندوق بمفردها و تقفز منه و تنط و تذهب في كل الاتجاهات دون أن يكون لأحد يد في فتح الصندوق و في-آلية - إخراج الأشياء شيئا بعد شيء!… مستحيل ! هناك بالتأكيد إرادة إدراكية مُبيّتة و وعي في إدخال هكذا إثارة / تأثير مسلطة على الأشياء لتحريكها و تفعيلها …
إذن لا يمكن أن نتنصّل من مسؤوليتنا و نتهرّب بعدم ضلوعنا في (إطلاق / تصويب) كلام / كتاب / أفعال و نقول ببساطة:"لا نعرف كيف خرجت هكذا مصطلحات ، مفردات أو صور ، أو معاني ، أو ألفاظ !".
أُدكّر الكلام/القول/الفعل مرتبطان دائما بثنائية فعلية ( التصويب/ الإطلاق). و هما مختلفان حسب السياق في المعاني . التصويب واضح و الإطباق واضح .
كلّ ما يُكتب و يُقال هو لنا كتبناه بكامل قوانا العقلية، أن يقال لي أن تلك الأقوال أو تلك الكتابات كُتِبت في حالات نفسية لها خصوصياتها (الزمكانفسية)*و تأثر القول و الفعل و الكتاب ( سلبا أو إيجابًا ) بتلك الحالات العابرة أتفهم جيدا الأمر و اقتنع به؛ لأن هذا ما يعانيه جيل النخب في كل زمان (الرسام و الفنان و الروائي و الكاتب …) هذه الشريحة المبدعة من المجتمع بحكم فرط مشاعرها و رهافة أحاسيسها .. أنا فقط لا أريد من هؤلاء ( الخلط الجزائي الأحمق فكريا ) و أن يجبنوا وراء مصطلحات ليسوا قدّها و لا يعرفون عمقها ال -إتيمولوجي étymologie أي علم الاشتقاق.
—-

*) خُرْطِي*/تعني بالدارجة ( هراء، و تجنّي ، افتراء غير مبرر ).
**) الزمكانفسية/ المصرو-إغريق-رومانية/ فلسفة علمانية : هي مصطلحات خاصة بالكاتب.
———-
****)كاتب، مُفكّر، إعلامي ، مصوّر فوتوغرافي ، فنّان تشكيلي و مدير نشر -تحرير ( الفيصل) -باريس
باريس الكبرى جنوبا
في 23/5/23



#لخضر_خلفاوي (هاشتاغ)       Lakhdar_Khelfaoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- * الصبّار .. و حياة سعيدة *1! (مقاطع ملحمة سردية …)
- *أفكار: /وُجُوهٌ Faces يومئذ … ‏ Ce jour-là, il y aura des v ...
- *أفكار: أصدقاؤكَ هم أنتَ و أنتَ هُم؛ إمّا باقة ورد جميلة أو ...
- *حول تجربة الكتابة و النشر في الوطن العربي( المتحوّلون) : ال ...
- ملف/ فكريات و سرديات : رؤى مختلفة من مفكّرتي الخاصة
- *من الأمثال الشعبية الجزائرية، كلب السلوڨي و الذّيب!
- *فاكهة الملوك!
- موج البحر هدّته أملاح سباخي
- * الكيان يسلبنا نصف الهوية ، بل كل الهوية!
- *من قلبِ الصّخرة
- أفكار: متشرّدون، ضائعون بلا سكن!
- *من الحياة: القدر؛ أو الليلة التي أحييتُ فيها النساء جميعاً!
- *هل تدرون … أبي هو من أهلي ! ؟
- *أُمي عن ظهر و عن قلب*!
- *أفكار: اغتراب الروح و الفكر
- * -الأفيون- البديل - أو خشخاش الأصدقاء- الأزرق!
- من تجربة الكِتابة ، أفكار عدة حول كُتّاب الحياة البديلة:أسوا ...
- من مفكرة الإلكترونية: مجموعة خواطر و سرديات تعبيرية
- *أفكار : تشخيص الأزرق الآسر !
- *أفكار: نخب الغرب المختصة تدق ناقوس الخطر و تتباكى على ضحايا ...


المزيد.....




- -وول ستريت جورنال- تكشف هوية أقرب مستشار لنائب الرئيس الأمري ...
- في لحظة تاريخية مؤثرة.. عشرات الآلاف يلقون النظرة الأخيرة عل ...
- إيران تبدي استعدادها لمفاوضات نوويّة مع الترويكا الأوروبية.. ...
- لأول مرة في تاريخها - منظمة التحرير الفلسطينية تستحدث منصب ن ...
- نتنياهو: مستعدون لمواجهة إيران لوحدنا
- أوروبا.. توزيع التهم بين موسكو وواشنطن
- عراقجي يدعو لندن وباريس وبرلين للتفاوض
- شويغو: مجلس الأمن الروسي يعد مقترحات لتعديل استراتيجية الأمن ...
- الجزائر.. الحكم بالسجن 5 سنوات ضد المدير العام السابق للتشري ...
- الجثة الثامنة.. تجدد المخاوف من قاتل متسلسل في أمريكا


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لخضر خلفاوي - *أفكار: الكلمة ، الخيمياء و الفلسفة النقيضة !