سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 7601 - 2023 / 5 / 4 - 10:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد 44 عاما من تصدير التطرف والارهاب والتدخل في شٶون بلدان المنطقة، فإن التصريحات الصادرة من جانب القادة والمسٶولين في النظام الايراني بشأن حرص هذا النظام من إستتباب أمن وإستقرار المنطقة والعالم ومن إنه سيکون طرفا إيجابيا فعالا بهذا الصدد، لايبدو إن هناك من يصدق بهذه التصريحات ويثق بها، خصوصا وإن أي تغيير لم يجري في النظام الايراني بحيث يمکن الاستشفاف من خلاله إن هذا النظام قد قام بتغيير نهجه أو إنه يعتزم ذلك، بل إن کل الامور والاوضاع على حالها من دون أي تغيير.
النظام الايراني ومنذ تأسيسه قام بتشکيل جهاز الحرس الثوري وأناط به مهمة المحافظة على النظام، وبعد 44 عاما من تشکيل هذا الجهاز، فإن يهيمن على قطاع واسع من الاقتصاد الايراني يصل الى أکثر من 60%، کما إن کبار قادة هدا الجهاز صاروا بشکل أو آخر يهيمنون على مختلف مٶسسات الدولة، فهم يتواجدون في وبصورة واسعة في السلطتين التنفيذيـة والتشريعية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن کل من رئيس مجلس الشورى، ووزير الخارجية وعدد کبير من السفراء والدبلوماسيين العاملين في وزارة الخارجية کانوا قادة أو ضباطا في الحرس الثوري، وبمختصر العبارة فإن هذا الجهاز متغلغل في کل مکان والحديث عن التغيير والاعتدال في إيران مع وجود وبقاء هذا الجهاز يعتبر حديثا فارغا لامعنى له.
الدور الذي قام ويقوم به الحرس الثوري في داخل وخارج إيران والنشاطات المتداعية عنه، جعلت المجتمع الدولي على إطلاع بطبيعة وعمل هذا الجهاز ومن إنه يشکل رأس حربة النظام ضد الشعب الايراني وضد معارضيه في خارج إيران، وإن تصنيفه من قبل العديد من دول العالم ضمن قائمة الارهاب ومطالبة البرلمان الاوربي من بلدان الاتحاد بتصنيفه ضمن قائمة المنظمات الارهابية، يدل بکل وضوح على إن هذا الجهاز بات مکشوفا ومفضوحا أمره وليس من السهل على النظام التغطية عليه وإخفاء ماهيته وحقيقته بالغة السلبية.
بهذا السياق، فإن المقال الذي جاء في صحيفة تايمز اللندنية، حول ارهاب النظام الايراني في العالم وعلى الخصوص في بريطانيا، قد سلط الاضواء وبصورة ملفتة للنظر على جهاز الحرس الثوري وتغلغله السرطاني في کل مٶسسات الدولة ومفاصل النظام. ولفتت صحيفة التايمز الانظار وهي تتحدث عن الدور المشبوه لهدا الجهاز بقولها من إن قد تم" كشف ملفات سرية تظهر أن قتلة إيران العالميين استولوا على اقتصادها"، وإستطردت الصحيفة وهي تلفت الانظار الى النشاطات المشبوهة التي قام بها هذا الجهاز من إن قتل وإختطف المعارضین في جميع أنحاء أوروبا، وقام برعاية امتيازات إسلامية متشددة في الشرق الأوسط من حماس إلى حزب الله. كما تدخل في حروب أهلية في العراق وسوريا لدعم القوات الشيعية. وإنه يدعم فصيلا متشددا من طالبان في أفغانستان.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟