أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - الجزء الثامن عشر من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي الروائية الاخيرة 2020م غير المنشورة















المزيد.....


الجزء الثامن عشر من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي الروائية الاخيرة 2020م غير المنشورة


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 7583 - 2023 / 4 / 16 - 03:37
المحور: الادب والفن
    


توجد رحلة على اليمنية الى دمشق عند الثانية عشرة ظهرا . . اليوم ، لكن قد حجزت الرحلة بالكامل مسبقا لفريق فلم التقرير لدريد لحام ، غدا لا توجد رحلة لليمنية ولكن توجد رحلة بعد غد صباحا . . تحبوا تحجزوا عليها – تحدث قاسم بلطف مع الموظفة التي أبدت روحا طيبة في حديثها ، استمر في إلحاحه أن تجد طريقة لمغادرتي اليوم . . حتى إن تطلب سفري عدم وجود مقعد ، اراها جوازي بانتهائه بعد يومين – طيب . . يجدده في السفارة هنا في مصر ، وفي أي وقت يقدر يحجز في أي يوم يشاء – انت تعرفي الاجراءات طويلة ، والزميل لم تتبقى لديه فلوس ليأكل ، كان قد صرف كل ما معه . . معتمدا على ابن خالته في سوريا الذي يعمل في السفارة اليمنية هناك . . يدبر فترة وجوده هناك حتى تكتمل اجراءات تجديد الجواز ، مشكلتنا اليمنيين . . لا أدري إن كان من طباعنا روح المغامرة ولا نعمل حساب لما سيأتي . . أم هو نوع من الجهل ، . . المشكلة نحن طلاب . . وادرس انا الدكتوراه في عين شمس في كلية الاقتصاد . . وهو ايضا طالب دراسة عليا مرشح الى بريطانيا ومسافر مباشرة من اليمن بعد عودته من زيارته السياحية الى القاهرة – اراها قرار الابتعاث الخاص بي ومذكرة الترشيح الى بريطانيا والمحدد فيها سفري من شهر يونيو لهذا العام - لم يتنبه صاحبي الى اقتراب انتهاء الجواز و . . أيضا في موازنة بين الفلوس التي بحوزته والفترة التي سيعيش فيها هنا ، المشكلة انتهاء الجواز . . الله يخليك انقذينا ، تعرفي الخطر إن امسك به في جواز منته ، ربما سخرك الله لتقومي بهذا الخير لإنقاذ انسان و . . إنقاذ مستقبله – تأثرت السيدة كثيرا بكلام قاسم ، استسمحتنا عذرا لإعادة تشييك مقاعد الرحلة وعدد الركاب لطاقم الفلم . . رغم أن الرحلة تعد محجوزة بالكامل و . . المفترض لا مجال لتقوم بذلك – تدفق الادرينالين قويا داخلي . . داعيا الله أن تجد مخرجا لسفري على تلك الرحلة ، خاصة وانها محجوزة كليا للطاقم الفني السوري وكبار الفنانين السوريين المشهورين ، سيجعلني شبحا . . لن يتنبه احدا لوجودي وسطهم – وجهك اصبح محمرا جدا و . . كأنه سينزف دما – كانت قد رفعت رأسها واستوقفها مرآي . . بما زادها تعاطفا اكثر معي - بعد انتهائها انتقالاتها المتعددة خلال تصفح الكمبيوتر . . قالت : الله يحبك ، يبدو أن والدتك تدعو لك كثيرا . . كما لو أنها تحس بضائقتك الخطيرة ، في امامي مخرج . . لكن ادعوا الله أن يوافق المدير – خير . . اخبرينا ، وسنترجاه ونحيطه بكل الامور التي اصبحت تعرفينها – هناك مقعد وحيد فارغ ، فعدد الركاب بنقص راكب واحد . . رغم أن الرحلة محجوزة بالكامل للفريق الفني . اتركوني أنا احاول معه واقنعه – الله يخليك . . رققي قلبك ليوافق – ذهبت الى المدير في الطابق الاعلى من مكتب الحجز الآلي في الطابق الاول ، ما يقرب من ربع ساعة من الانتظار المحملق بهما من خلال الغرفة الزجاجية لمكتب المدير ، كان صوت المحادثة الاشبه بالمناقشة يصل إلى مسامعنا . . دون وضوح للكلام الدائر ، وصلت جملة واضحة على لسانها بعد فتح باب غرفة المدير – على مسئوليتي ، شكرا . . استاذ خالد – كانت فرحة غامرة تعلو وجهها عند نزولها وجلوسها على مكتبها ، وغمرتنا حين سمعنا جملتها تلك ، غمز لي بعينه قاسم مع هز رأسه . . بأن الامر قد فرج – اعطني التذكرة . . اعمل لك الحجز النهائي على المقعد الفارغ في الرحلة ، بس . . فاضل ساعة وثلث . . لازم تتحركون مباشرة الى المطار . . ما عندكم وقت . . يا دوب تلحقوا استكمال الاجراءات ، فالمسافة من هنا تعد الاقرب الى المطار و . . ستأخذ منكم خمسة واربعين دقيقة على الاكثر مع وجود الزحام – شكرا كثيرا لك ، يجزيك الله خيرا – خلال طباعتها السريعة على لوحة مفاتيح الكمبيوتر . . بإلغاء إي حجز سابق مع إلغاء التذكرة واستبدالها بأخرى برقم جديد – ما يعطي امانا كاملا ، فالتذكرة مسجلة برقمها الجديد آليا . . دون تسجيل للاسم عليها ، بينما التذكرة السابقة كانت قد رصد رقمها باسمي – والله لا نعرف كيف نوفيك حقك ، لو ممكن تخبريني كيف اقنعت المدير – سألها قاسم . . ووجهه يتقطر بالشكر والثناء ، ردت عليه وهي منغمسة باستكمال تجهيز التذكرة البديلة واعطاء التوجيهات بسحبها من الطابعة – والله بصعوبة اقنعته . . وعلى مسئوليتي ، قلت له نعم الرحلة محجوزة بكامل مقاعدها ، ولكن للضرورة الانسانية القصوى لحالة الاستاذ صخر . . لماذا يظل مقعد شاغر بينما يمكن شغله به – كحالة استثنائية – لا اعتقد أنهم لن يمانعوا ، خاصة وانه شخصا واحدا فقط ، ولذا يمكن إعادة ثمن المقعد الفارغ المدفوع من قبلهم . . اليهم ، هذا إذا لم يكن على حساب طيران اليمنية . . تقديرا منهم . تحركوا مباشرة الى المطار ف . . اجراءات المغادرة لفنانين كبار تتم سريعا وبسهولة . . ربما تقلع الطائرة قبل موعدها إن كانت جاهزة – ربنا معك ويوفقك .


كم انت محظوظ ، من يصدق . . توفقنا اكثر مما كنا نحلم به ب...كثير ولا في الاحلام ، ح . . حتى أن تكون في رحلة مع مشاهير الدراما السورية و . . محجوزة بالكامل لهم – هذا شيء مش معقول ومن غرائب الصدف – فلن تكون ملحوظ عند بنش اليمنية ، هيئتك مثلهم ، وحتى جوازك وإن كنت يمنيا ، . . فهم معتادين على ادخال واحد او اثنين احيانا على الرحلات الخاصة او بعد غلق أي حجز على الرحلة ، والذين يستثنون وفق سياسة البلد المالكة لخط الطيران . . يحاسبون كشخصيات مهمة او اعتبارية في اليمن . . لهم وابنائهم او الموصين عليهم عند مدير المحطة ، حيث تترك عادة عددا شاغرا من المقاعد لأمثال هؤلاء ، الذين لا يتم الحجز والتأكيد لهم من مكاتب اليمنية داخل البلد التي سيغادرونها ، بل يتم القطع للتذكرة بحجز نهائي في المطار عند وصولهم - وما عندك مشكلة مع الجانب المصري ، لا يعنيهم حتى لو كان هذا اليوم الاخير لانتهاء جوازك . . فأنت مغادر وهي مشكلتك الشخصية في تجديده في البلد الذي ستصل إليه – اخيرا انتهى الكابوس كليا ، ا . . اشعر الان بالاطمئنان الكامل ، . . حتى ازيد مما كنت اشعر فيه في الشهور الاخيرة في القاهرة – تملكك الاحساس بالحرية . . بلذة غير متناهية من الشعور بالانتصار . . رغم انك ذاهب الى المجهول مجددا ، خاصة الى بلد لم تزرها من قبل ، وتعرف في محصلتك الثقافية في رؤيتك . . ما هو مرعبا للآخرين ، أنها بلدا محكوما بقبضة حديدية بوليسية مطلقة لحزب الحاكم - حزب البعث – لكن ما يهون الامر عليك انه يعرف بالبعث السوري اليساري . . الاقرب الى الحزب الاشتراكي اليمني في الجنوب . . ودولة النظام العربي الحاكم الوحيد ذات الارتباط الخاص المتبادل بنظام دولة جنوب اليمن ، حتى أن فصيله اليمني كان يعرف بحزب الطليعة الشعبية ، ويعد أحد المكونات السياسية اليسارية التي اندمجت مشكلة الحزب الاشتراكي اليمني الحاكم للجنوب ، وكفرع سري التنظيم في الشمال في مسمى حوشي ، أي حزب الوحدة الشعبية اليمني – ليكن ما يكون ، . . عديت المنطقة الزئبقية الرمادية التي كانت قد اوشكت على التهامي وإعادة نسخي كأسير مذلول مطلقا ، لا خيارا ثالثا بين خيارين ، اولهما القبول بالطاعة الخنوعة مقابل عدم الموت . . أو الموت بعد سلاسل طويلة من التعذيب . . مخفيا لا ولن يعرف احدا عنك شيئا . . . .


اخرجت رأسي من نافذة السيارة – كان ينظر قاسم في اتجاهي بين فينة واخرى مبتسما في نشوة من الغناء المصاحب لأغنية شغلها لفيروز ، يقبض بيده اليسرى بلطف على مقود السيارة في عجلة سيرها المتسارعة للوصول الى المطار ، ويرخي ذراعه الايمن على قاعدة النافذة مفتوحة الزجاج – كان الهواء البارد العليل يعبث بشعر رأسي . . كما يحلو له مع تغير مسارات الريح الحامل له ، و . . يصقع وجهي ملونا لبشرته بين الوردي والاحمر ، احسست مجددا بالطفو ، هو ذات الشعور لمن ينقذ من منصة الاعدام ، هو نفسه الذي تحررت فيه انفاسي بعد ردح طويل من الاختناق . . لحظة أن وطأتا قدمي ارض مطار القاهرة . . هاربا من اليمن ، ها . . تتحرر روحي من الاختناق والخوف مجددا بخروجي الى دمشق ، تحررا . . يعيدني الى مسار حلمي نحو اكمال دراساتي العليا ، الذي كان وهما . . يكاد أن يكون فخا مغلقا اغرق فيه كيقين لخاتمة الضياع المحتم في مصر .



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدينة . . وذئاب المتمدنة
- الجزء السابع عشر من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعم ...
- الايديولوجية و الصراع الايديولوجي الجزء( 3 ) والاخير
- الجزء السادس عشر من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعم ...
- الايديولوجية و الصراع الايديولوجي الجزء ( 2 ...
- الايديولوجيا بين الوعي الزائف والوعي الحقيقي و مسألة الصراع ...
- نافذة . . وطرق ارتحال
- ملخص كتاب ( نظرية التغير الكلية ) / مؤلفي غير المنشور 2018م.
- النظام العالمي الجديد القادم و . . نهاية الحناش للحنش
- انتهاء زمن نظرية المؤامرة . . حقيقة أم اكذوبة خداعية – فيما ...
- من كتاباتي المنشورة في الصحف في 2000م / ثلاث مقالات
- انتهاء زمن نظرية المؤامرة . . حقيقة أم اكذوبة خداعية – فيما ...
- الجزء الخامس عشر من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اع ...
- انتهاء زمن نظرية المؤامرة . . حقيقة أم اكذوبة خداعية – فيما ...
- المثقف والمفكر . . عباءة فري سايز للجميع
- عراة . . ولكن لا يدركون
- خريف عدن . . واخيلة شبحية تذهب للمحو / نص قصصي - مارس 10 ...
- طيف انسان عابر / نص قصصي
- يرتحلون في الذاكرة / نص قصصي
- تمزقات ليلية . . للروح


المزيد.....




- اتحاد الأدباء يحتفي بعبد الملك نوري وفؤاد التكرلي..
- الكتاب الإلكتروني والنشر الذاتي.. هل يدقان المسمار الأخير في ...
- مؤتمر الحوار الوطني السوري .. انتقادات للاستعجال وضعف التمثي ...
- فيلم يوثق زيارة مراسل إسرائيلي إلى دمشق يُعرض الليلة وسط موج ...
- أبوظبي تحتضن مهرجان -صنع في روسيا- لتعريف الزوار بالثقافة وا ...
- جوائز السينما كانت خارج التوقعات.. الفائزون بجوائز نقابة ممث ...
- -صناعة الأفلام- أسلوب مبتكر لتعليم اللغة العربية للناطقين بغ ...
- فيلم -يونان- لأمير فخر الدين: رحلة كاتب مغترب في البحث عن ال ...
- غارديان: كتاب عمر العقاد يفضح القيم الأخلاقية الغربية وصمتها ...
- الخارجية الايرانية تستدعي رئيس الممثلية البولندية بطهران


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - الجزء الثامن عشر من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي الروائية الاخيرة 2020م غير المنشورة