أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز الخزرجي - درس عظيم من ملك و فيلسوف !














المزيد.....


درس عظيم من ملك و فيلسوف !


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7531 - 2023 / 2 / 23 - 23:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


درس عظيم من ملك و فيلسوف :
الاسكندر الاكبر (المقدوني) فيلسوف و من أعاظم الملوك أيضا لأنه درس على يد أرسطو (المعلم الأوّل) :
لكنه كان يُؤمن كآلبشر بآلحرب و العنف و الفتوحات و يتّصف بشهوة التسلط بعد سيطرته على معظم الدّنيا :

لكنه مع ذلك .. رجع لأصله (فآلحكمة لا تأتي سريعاً لكنها تُثمر طويلاً) معلناً ألحقّ نتيجة الفكر الذي تلقاه من أستاذه المعلم الأوّل .. ألذي علّمه الحكم و الفلسفة من الحياة و الخلق, و إن كان إعلانه في الوقت الضائع .. حين كان يُعالج سكرات الموت على فراشه أمام قادة إمبراطوريته العظيمة في آخر ساعاته التي إنتبه فيها من غفلته ، و قد استدعى الإسكندر المقدونيّ جميع جنرالات جيشه و قال لكبيرهم : [سأرحل عن هذا العالم قريبًا ، و لدي ثلاث أمنيات ، من فضلك نفّذها دون وجل ولا تفشل في أدائها, وتلك الأمنيات مثّلتْ وصايا الأسكندر .. التي تعلّمها من أستاذه أرسطو العظيم :

بينما كان ذلك الملك الكبير يتململ على فراش الموت أمام جنرالات جيشه؛ قال لأكبرهم : [سأرحل عن هذا العالم قريبًا ، و لدي ثلاث أمنيات ، من فضلك نفذها دون أن تفشل]!؟
1- لا تنس أن تسأل أفضل أطبائي بحمل نعشي أثناء التشيّع بطريقنا إلى المقبرة .
2 - أن يتناثر ما جمعته من مال (نقود ، ذهب ، أحجار كريمة , هدايا نادرة) على طول الموكب بطريقنا إلى المقبرة .
3. يجب أن تُطلق يداي بحرية من خارج التابوت ليراه الناس، بحيث يتم تعليقهما خارج التابوت أمام مرآى الجميع.

قبل الجنرال ألأقدم و المفضل يد الإسكندر وضغط عليها و في قلبه حسرة, قائلاً :
[أيها الملك أن كل رغباتك ستتحقق]!

لكن أخبرنا لماذا نقوم بتنفيذ مثل هذه الأمنيات الغريبة؟

أجاب الإسكندر الأكبربصعوبة و هو يتلفظ أنفاسه الأخيرة قائلاً :

1. أريد أن يحمل الأطباء نعشتي ليثبتوا للناس أنهُ لا أحد يستطيع الوقوف في وجه الموت ، حتى أفضل الأطباء في العالم غير قادرين على ذلك.
2. أريد أن يتمّ تغطية الطريق بكنوزي و أموالي و كل الهدايا الخاصة والعامة .. حتى يرى الجميع أن الثروة المادية و الكنوز المكتسبة على الأرض ستبقى على الأرض, و ليست ملك أحد, بل الملك لله وحده.
3. أريد أن تتأرجح يديّ الخاليتين في مهب الريح ، حتى يفهم الناس جيّداً أننا نأتي إلى هذا العالم خالي الوفاض ونتركها خالي الوفاض أيضا بعد استنفاد أثمن كنز على الإطلاق و هو الوقت!؟
و الآن بعد هذه القصة المعبرة عن كل الأمر .. أمر الدنيا و الآخرة و الأنسان و الوجود :

ما هو تعريفك للنجاح أخي الرئيس والملك و الوزير و المسؤول وووو كل الناس؟

فهل تهدر الموارد التي لديك ( الوقت ؛ الحب؛ الاهتمام؛ الإيمان؛ الخدمة؛ الصحة؛ القدرة؛ الصداقة) على أهداف لن تترك أثراً من بعدك!؟

يمكننا إنتاج المزيد من الثروة ، لكن لا يمكننا إنتاج المزيد من الوقت, والوقت لو مضى لن يعود!؟
أفضل هدية يمكنك تقديمها لعائلتك وأصدقائك و حتى لنفسك هي وقتك .. بإستغلالها لأجل آخرتك!
وفقكم الله جميعاً لإستثمار آلكثير من الوقت و العلم و الوعي لاستخدامه بحكمة, لتحقيق الهدف من وجودك !؟

يقول الرسول الخاتم العظيم :
[(إذا مات ابن آدم ؛ انقطع عمله إلّا من ثلاث: صدقةٌ جاريةٌ، أو علمٌ يُنتفع به، أو ولدٌ صالحٌ يدعو له)].ش

ملاحظة أخيرة : (قلتُ لبعض المسؤوليين و الوزراء و النواب العراقيين) و لغيرهم :
عليكم بآلقراءة و تثقيف أنفسكم .. لأنّ الأمية الفكريّة صفة شاملة يشترك فيها الجميع في بلادنا لأسباب سياسية و دينية وعقائدية و تربوية و عشائرية!
و هي السبب بآلتالي في خراب البلاد و العباد .. لأنك عندما تحمل فكراً ستنشر الحُبّ و الأحترام و الأمان و الطاقة الأيجابية و ستقدم الأفضل و الأكمل و الأجمل في عملك الذي كُلّفت أو كلّفتَ نفسك لأدائه و يقترب أحتمال الخطأ في مسيرتك في حال كنت مثقفاً إلى الصفر .. بآلعكس ممّا لو كنت أميّاً و كما هو حال ساستنا و العوام ؛ فأنك ستُخرّب و تهدم بدل أن تبني و كما كان للآن للأسف ..

فبدون الثقافة والفكر لا يمكنك أن تكون مسؤولاً صالحاً تبني و تُسعد الناس .. بل ستهدم و تخرب و تسرق الناس وكما حصل للآن في معظم - إن لم أقل - كل بلاد العالم ..
خصوصا في العراق الذي يعتقد فيه مسؤولي النظام التحاصصي و الأحزاب الجاهليّة التي تُقدّس الغباء؛ بأنّ الفكر و الثقافة و العلم عدوٍّ لهم (لمناصبهم وحصصهم) .. و قد أضاف رئيس حزب دعاة اليوم ؛ [المُثقفون يُريدون كنسنا من الحكم]!
هذا بآلنص و كما سمعته في تصريح السيد المالكي رئيس الأطار التنسيقي للأسف, كحال أقرانه الآخرين المشاركين في تحطيم العراق و أخلاق الناس .. الذين يعادون الفكر و أهل الفكر بل و يشرّدونهم و يقتلونهم و يعتبرونها جهاداً لله !!؟.
العارف الحكيم



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدور كتاب جديد للعارف الحكيم ؛ الجذور الفلسفية للنظريات السي ...
- دعوة لتقرير مصير الفيليين :
- ترقّبوا إصدار الكتاب المنهجي الجديد بعنوان : [الجذور الفلسفي ...
- نتائج المحاصصة بعد عقدين :
- ألتخطيط الإستراتيجي العراقي !
- التخطيط ألاسترتتيجي العراقيّ!
- يستحيل تأسيس دولة في العراق :
- جنّة الأرض و جهنّمها!
- لماذا يا صديقي العامري !؟
- ستبدء ثورة الجّياع :
- ١٠٠ يوم و يوم
- درس للمنتديات الفكرية :
- متطلبات إنجاح المشاريع :
- حول التظاهر للدوينار :
- نبارك الفوز ونستنكر ايضا :
- قصة ذات عبرة :
- الله بآلمرصاد لكل ظالم و معتدي :
- ألجمال في فلسفتنا :
- ألجّمال في عصرنا :
- إفرازات ألأميّة ألفكريّة :


المزيد.....




- تحليل: هل يمكن لحلف -الناتو- أن يصمد دون الولايات المتحدة؟ و ...
- أول تعليق للخارجية السورية على أحداث الساحل الدامية
- الساحل السوري يتحرك ويفجر أسئلةً كبرى حول مستقبل العلاقة مع ...
- ماركو روبيو.. صليب على جبين وزير الخارجية الأمريكي يشعل مواق ...
- الجزائر تستدعي السفير الفرنسي استنكارا للمناورات الفرنسية ال ...
- الساحل السوري يشتعل باشتباكات دامية.. تفاصيل المعارك والجهات ...
- المرصد: تمشيط و-إعدامات- في الساحل السوري غداة اشتباكات وسقو ...
- خسائر الشركات الأمريكية المنسحبة من السوق الروسية
- إسرائيل تقيد وصول المصلين للأقصى
- وسائل إعلام: إصابة 3 لبنانيين بنيران إسرائيلية قبالة جدار كف ...


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز الخزرجي - درس عظيم من ملك و فيلسوف !