أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ريهام عودة - ما الحل ، لحقن دماء سكان قطاع غزة في المستقبل؟















المزيد.....


ما الحل ، لحقن دماء سكان قطاع غزة في المستقبل؟


ريهام عودة

الحوار المتمدن-العدد: 7335 - 2022 / 8 / 9 - 04:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


مع انتهاء جولة التصعيد القصيرة التي استمرت لمدة 3 أيام م بدءً من تاريخ 5-8-2022 ، بين حركة الجهاد الإسلامي و الجيش الإسرائيلي ، و التي أطلق عليها الاحتلال الإسرائيلي مسمى عملية " الفجر الصادق " ، و أدت للأسف إلي سقوط عدد كبير من الشهداء و الجرحى في صفوف الشعب الفلسطيني بقطاع غزة ، إضافة الي التسبب بحالة كبيرة من الرعب و الذعر لأطفال غزة بسبب صوت القصف الإسرائيلي ، إضافة إلي حالة القلق و التوتر الشديد التي أصابت معظم سكان القطاع جراء الخوف الشديد على حياتهم وحياة أطفالهم في ظل انقطاع الكهرباء ، و الحر الشديد ، و استرجاع الذكريات الأليمة لتصعيد مايو 2021 ، الذي قضى على أهم معالم شوارع قطاع غزة الرئيسية ، ودمر أبراج سكنية بأكملها ، وشرد أعداد كبيرة من العائلات.

تساءل البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، هل كُتب القتال على سكان قطاع غزة كل فترة زمنية و أخرى ، فحتى الآن لم يتم اعادة إعمار عدد كبير من البيوت التي تدمرت خلال تصعيد مايو 2021 ، ومازال أصحابها يقطنون بشقق مؤقته بالايجار، فما بال أن يتورط القطاع بجولة جديدة من التصعيد العسكري قبل ترميم جروح تصعيد مايو 2021.

للرد على هذا التساؤل لابد من التذكير أولاً ، أن هذه الجولة الجديدة من القتال بين حركة الجهاد الاسلامي و الاحتلال الاسرائيلي، لم تبدأها الجهاد الاسلامي ، بل فٌرضت عليها من قبل الجيش الإسرائيلي الذي قام بضربة استباقية ، استهدفت القادة العسكريين للجهاد الإسلامي ، مما أدى ذلك لرد الجهاد الإسلامي على اسرائيل ، عبر إطلاق الصواريخ من غزة للانتقام و الثأر لاستشهاد أبرز قادة الجهاد الإسلامي العسكريين ، و ذلك تحت مسمى معركة وحدة الساحات ، كرسالة للاحتلال الإسرائيلي أن الهم الوطني واحد ، و لا يمكن الفصل بين ما يحدث بالضفة الغربية من اعتقالات إسرائيلية ضد المقاومين الفلسطينيين ، وما يحدث في غزة من مقاومة مسلحة ضد الجيش الإسرائيلي.

لذا معظم المواطنوان الفلسطينيون يعلمون جيداً ، أن إسرائيل هي من بدأت الحرب ، و الهجوم على القطاع، و ليس أي فصيل فلسطيني ، وهذا ما جعل عدد كبير من سكان القطاع يتعاطفون مع حركة الجهاد الإسلامي التي شعرت بألم الغدر الإسرائيلي.

لكن ما أريد أن أطرحه هنا ، هو موضوع أخر، لا يتعلق بمن بدء المعركة أم لا ؟ أو من فاز بالمعركة أم لا ؟

ما أريد أن أطرحه هنا في هذا المقال ، هو ضرورة البحث عن حلول جذرية لسكان قطاع غزة ، تضمن لهم العيش بكرامة دون سفك دمائهم و استشهاد أطفالهم و إصابة نسائهم و شيوخهم بجراح الحرب ، و دمار منازلهم و سبل عيشهم.

حيث يجب التعامل مع قطاع غزة من وجهة نظر أخرى ، ليست عسكرية و لا حتى انسانية ، يجب أن يتم التعامل مع قطاع غزة، و سكانه كجزء من الحل النهائي للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، و كشعب يستحق الحياة ، يتم توظيفه لبناء الدولة الفلسطينية المستقبلية على حدود 1967 ، و ليس التعامل معه فقط كمجرد أدة لإدارة الصراع و المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي ، أو قربان للحروب التي يتم شنها من حين لأخر.

ولإخراج قطاع غزة و سكانه من قوقعة الحروب و الدمار ، لابد من اعتماد استراتجية وطنية عملية لإنهاء الانقسام الفلسطيني، و التعامل مع سكان قطاع غزة بصفتهم شركاء في بناء الوطن مع إخوانهم في الضفة الغربية و القدس ، و ليس بصفتهم محكومين يتلقون مساعدات انسانية من حين لأخر ، أو موظفين عاطلين عن العمل يتلقون رواتبهم من السلطة الفلسطينية كالتزام اداري من السلطة تجاهم .

يجب أن يتم أيضا التخلص من روح تضخيم الذات و القدرات الفلسطينية عند بعض الفصائل الفلسطينية ، و العمل على تقييم ذاتي للفصائل الفلسطينية لمعرفة نقاط الضعف و القوة لديهم ، دون الانفصال عن الواقع الشعبي، و دون استخدام لغة الشعارات و الوعود الرنانة ، و دون أيضاً توريط سكان قطاع غزة في حروب مدمرة أكبر من طاقتهم البشرية ، تحت أوهام البطولة الخيالية المذكورة في قصص وروايات العصور الوسطى .

إن سكان قطاع غزة ،هم في النهاية بشر عاديين ،وليسوا أنبياء أصحاب معجزات ، أو ربورتات ألية يتم التحكم بها عن بعد ، فهم بشر لهم طاقة تحمل محدودة للصمود في ظل هذه الحروب المدمرة التي لا تقوى عليها الجبال ، والتي بالتأكيد ستغير في المستقبل من الجينات النفسيه للأجيال القادمة من سكان قطاع غزة ، فنحن بكل بساطه لا نريد أن يتحول قطاع غزة في المستقبل ، لمصحة للأمراض النفسية و العقلية بسبب سوء تقدير قيادة الفصائل الفلسطينية لمدى قدرة تحمل النساء و الأطفال و الشباب و الكهول و الشيوخ في القطاع ، لويلات الحروب و الدمار و ألام فقدان الأحباب و الأعزاء.

لابد النظر إلي سكان قطاع غزة كمدنيين بالدرجة الأولى ، و كبشر من دم و لحم مثلهم مثل أي مواطن فلسطيني في المحافظات الأخرى بالوطن ، و ليس كأناس مطلوب منهم وحدهم دفع ضريبة الوطن من دمهم ، ومن دم أبناءهم ، للدفاع عن كل الوطن لوحدهم ، ونيابة عن الجميع!
وأخيرا ، يمكن القول أن الحل النهائي الذي يمكن اعتماده لحقن دماء شعب قطاع غزة في المستقبل، و لابعاد شبح الحرب و الموت مرة أخرى عن القطاع ، هو العمل على تبني طرق حل الصراع السلمية ، عبر استخدام أدوات المقاومة السلمية و القانون الدولي و المفاوضات الشفافة و المهنية و التي تضمن للشعب الفلسطيني الاطلاع على أسباب فشل المفاوضين الفلسطينين في الماضي، و الاستفادة من الدروس السابقة للوصول لحل سلمي نهائي للقضية الفلسطينية ، مع إتاحة المجال للشعب الفلسطيني بأن يكون شاهدا على ما يحدث داخل أروقة المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية ، لتقييم أداء فريق المفاوضات الفلسطينية ، ومدى مهنيتهم في التفاوض ، بدلا من التسبب بإحباط الشعب الفلسطيني في كل مرة عبر نشر أخبار سلبية عن فشل مفاوضات السلام ، و عدم الوصول لحل نهائي للصراع دون التسبب بخسائر بشرية ، أم مادية في صفوف المدنيين.

الحل هو أيضاً ، الترويج لثقافة الأمل و البناء و التطوير الإيجابي ، و عدم الترويج لأدوات الهدم و الدمار، والصراعات الداخلية و عدم بث روح الفتنة و الشقاق بين أبناء الوطن الواحد.

الحل هو السماح بكل بساطه للشعب الفلسطيني، بأن يمارس بكل حرية حقه الديمقراطي لانتخاب قادة الأمل ، الذين يستطيعون طرح حلول عملية و ذكية لمشاكل قطاع غزة الانسانية و الاجتماعية و الاقتصادية و الصحية ، و الذين يستطيعون مد يد المساعدة لشعبهم ، لكي يكونوا جزءً أساسياً من عملية بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية المستقبلية الموحدة ، بدلا من إقحام سكان القطاع في أتون الصراعات الداخلية و الحروب المدمرة.

الحل هو أن نعيش من أجل الوطن لنبنيه حجرا حجرا، وأن لا نستسلم للموت، كقربان يٌقدم في كل مرة على مذبح الحرب.



#ريهام_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أسباب تواصل بعض الوزراء الإسرائيليين مع السلطة الفلسطينية ...
- إنهم ليسوا مجرد أرقام، بل أرواح بريئة، و لعنة على قاتليهم!
- لا يجوز لإسرائيل أن تتدخل في الانتخابات الفلسطينية!
- في عيد الحب، عقارب الساعة بغزة تعود إلى الوراء ...
- ملامح سياسية الرئيس الأمريكي، جو بايدن تجاه قضايا الشرق الأو ...
- دعوة للمصالحة مع دول الخليج العربي، قبل أن نخسرها جميعا..
- تحليل: طبيعة المستوطنات الإسرائيلية المحتمل ضمها أولا للسياد ...
- مشكلتنا كفلسطينيين أننا لا نعرف حتى الآن ماذا نريد؟
- وباء كرونا: لماذا لا تطلب السلطة الفلسطينية الدعم الطبي العا ...
- كيف أفشلت السلطة الفلسطينية صفقة القرن قبل أن تبدأ؟
- لا أهلا ولا سهلا بالحرب
- النازية والمحرقة واللاسامية خطوط حمراء يجب عدم الاقتراب منها ...
- لا يوجد صفقة قرن مع الفلسطينيين بل مع العرب
- الفكر السياسي الفلسطيني و قضية تحرير الإنسان!
- الرومانسية السياسية
- لماذا يموت الشعب الفلسطيني في سبيل القدس و لا يعيش من أجلها ...
- حماس الداهية: كيف نجحت في إدارة أزمات القطاع والصراع مع إسرا ...
- هل يحتاج العرب فعلا للسلاح النووي ؟
- السياسي والبحث عن معنى الحياة ...
- هل بدأت إسرائيل تقرع طبول الحرب على لبنان ؟


المزيد.....




- استخراج عشرات الجثث من مقبرة جماعية في شمال غزة
- ترامب يختار سفيرا للولايات المتحدة لدى لبنان من أصول لبنانية ...
- قوات كييف تتحضر للتراجع من مقاطعة كورسك في غضون أسبوعين
- -السطر الأول هو الأهم-.. زاخاروفا تعلق على تهديد ترامب بتشدي ...
- تهانينا أمير!.. ترامب يعيّن أمير غالب سفيرا لدى الكويت
- روسيا تقترب من محاصرة القوات الأوكرانية في كورسك
- كيف تؤثر أزمة الثقة بين الساسة والعسكر على مستقبل إسرائيل؟
- أسرار العلاقة بين أنماط النوم واضطرابات سكر الدم
- الطيور تتنفس البلاستيك.. ما الذي يعنيه ذلك للبشر؟
- هل يصبح الموز فاكهة نادرة عالميا؟


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ريهام عودة - ما الحل ، لحقن دماء سكان قطاع غزة في المستقبل؟