عباس موسى الكعبي
الحوار المتمدن-العدد: 7298 - 2022 / 7 / 3 - 17:48
المحور:
الادب والفن
أراد ان ينال قسطا من الراحة، ذهب إلى فراشه العفن، لم تغمض عيناه بسبب غياب الكهرباء المزمن.. نهض من فراشه صوب صنبور المياه ليغسل وجهه، لم تسعفه سوى بقطرات ذات صبغة ترابية حالكة.. شعر بالجوع، لم يجد لقمة في بيته المشيد من الصفيح ليسد بها رمقه.. لعن حظه العاثر.. خرج مسرعا بملابسه الرثة الممزقة التي تكاد تبرز جزأ من مؤخرته.. تسمر تحت الشمس بانتظار حافلة نقل الركاب.. حشر جسده الهزيل في زاويتها البعيدة.. فتح علبة سجائره الرخيصة وأشعل سيجارا دون اكتراث للآخرين.. مد يده الى جيب سرواله المتهرئ واخرج هاتفه المحمول الذي اهداه له شيخه قبل عشر سنوات ومضى يتصفح مواقع الحسناوات والشقراوات ويبتسم.. وبعد هنية من الزمن، ترجل من الحافلة صوب مدينة "السندباد لاند" الترفيهية ليهتف بصوت عال" "كلا للغناء.. كلا للموسيقى.. كلا للفرح.. كلا للجمال.. كلا للحياة...!؟".
#عباس_موسى_الكعبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟