عندما يخطط الأثول وينفذ الغبي

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7266 - 2022 / 6 / 1 - 14:39
المحور: الفساد الإداري والمالي
    

الأَثْوَلُ في العربية الفصحى: هو الأحمقُ البطيء الخير، اما الغبي فهو الجاهل والبليد. فإذا أُسندت مهمة التخطيط للأثول، وتم تكليف الغبي بالتنفيذ فلا تتوقع النجاح أبداً، ولن تسير الأمور على ما يرام، لأن الفشل هو النتيجة الحتمية لتخبطات الثولان وشطحات الاغبياء. فما بالك اذا كانت الحكومات نفسها هي التي ترفض الاهتمام بالمشاريع الصناعية والزراعية، وتتعمد الاساءة إلى القطاع الصناعي والزراعي الخاص ؟. .
لنبتعد قليلاً عن الشأن العراقي الذي صار مضرب الأمثال في متلازمة الفشل، ونسقط ورقة الدهشة من خلال استعراض بعض المفارقات الدولية لبيان صورة التناقضات الصناعية والزراعية. .
فالمملكة الهولندية (مساحتها 41,543 كم²)، تمتلك من الأبقار الحلوبة مليون و 554 ألف بقرة، وارتفعت القيمة الإجمالية لصادراتها من الألبان إلى أكثر من 7.8 مليار يورو، وبلغت الحصة الهولندية في تجارة الألبان العالمية 5٪ تقريباً، مما جعلها تحتل مكانة متقدمة بين الدول المصدرة لمنتجات الألبان إلى جانب نيوزيلندا وبيلاروسيا وألمانيا. بينما تبلغ مساحة الصومال 637,655 كم²، أي أكبر من مساحة هولندا بنحو 15 مرة، ولديها ثروة حيوانية تقدّر بنحو 40 مليون رأس من الإبل والبقر والغنم، لكنها تقع في ذيل القائمة الدولية لمنتجات الألبان. .
وعندنا في العراق 2.552 مليون رأس بقري، و 285.5 ألف رأس من الجاموس، و 7.722 ملايين رأس من الاغنام والماعز. لكننا نستورد منتجات الالبان الطازجة من السعودية وتركيا وايران والكويت. ولسنا بحاجة إلى تقديم الدليل، فبمجرد ذهابك إلى أقرب أسواق ستجد المنتجات مكدسة على الرفوف، ناهيك عن استيرادنا لكميات هائلة من الحليب المجفف (للكبار والصغار) بالعملة الصعبة، ولا تجهد نفسك في التفكير بإنشاء أي معمل للالبان لأنك ستصطدم بجدران المعوقات والمعرقلات والإجراءات التعطيلية. .
ومثال آخر نذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تخلوا تماما من الاهوار والانهار والسواقي والجدوال، صارت تتبوأ مركز الصدارة بين دول العالم في تصدير التمور، وبلغت صادراتها حوالي 240.652 ألف طن، بحسب بيانات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، وصرنا نحن نستورد التمور الإيرانية والسعودية والامارات، ولن تجدوا صعوبة في العثور عليها في الاسواق والمحال التجارية في المدن العراقية. .
أرايتم كيف تدهورت أمورنا وكيف ساءت أحوالنا ؟. .
ولا خَيرَ في وزارات تأكلُ مِن ما لا تَزرعُ، وتَلبَسُ ما لا تصنَعُ. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات