|
سارطة طريق أمريكية جديدة للعراق
جاسم الرصيف
الحوار المتمدن-العدد: 1661 - 2006 / 9 / 2 - 09:19
المحور:
كتابات ساخرة
لأن ّ الوقائع على ألأرض ، غير ألأحلام الوردية التي تروّج لها إدارة ( بوش ) ومريديها من ( العراقيين ) ، تشير إلى أن ديمقراطية (بريمر ) مستمرّة في ألإنحدار نحو الحضيض ، و ( تجاهد !! ) على طريقتها هي ألأخرى على الطرف ألآخر من خنادق الفعل وردّه لتأجيل سقوط هذه الديمقراطية ــ التي سخر منها ( بوتين ) علنا ً كما بات يسخر منها العراقيون ــ في أيادي ألأطراف ( ألأخرى !! ) المناهضة لها على حدود آلاف الجثث من العراقيين ألأبرياء ممّن ( ترملت !؟ ) عنهم تجربة ( الشرق ألأوسخ الجديد ) ، فقد بات من الضرورات ألأمريكية إبتداع ( سارطة جديدة ) لما تبقى من وجبة العراق الدسمة قبل أن تلتهمها أطراف أفلتت من قبضة ( رامسفيلد ) العجوز ورفيقته في السلاح ( كوندي ) .
مسلسل ( الخطة ألأمنية ) ، الذي حشد له ثلث القوات الفاعلة والمفعول بها ممّن تبقى من ( متعددة الجنسيات ) ، ويبدو أنه ألأخير الذي سيعرض على الجمهور العراقي ، لحماية المعقل ألأخير للديمقراطية في ( المنطقة الخضراء ) ، والذي إتخذ لنفسه إسما ً يذكرنا بالشعارات التي صارت أقدم من أكلة الثريد في عالمنا : ( معا إلأى ألأمام !! ) تحوّل بنظر العراقيين أولا ً إلى واقع دموي يشير إلى أن الجميع يذهبون ( معا إلى ...؟؟!! ) ــ وللقارئ أن يخمّن : إلى أين ؟! ــ على ضفاف ( التصعيد الخطير للعنف ) ، حسب وصف الرفاق ألأمريكان للوضع أخيراً الذين وجدوا ألا ّ مناصّ من العثور على ( خارطة طريق آخر !! ) لإعلان ( هزيمة مشرّفة ) من شوارع ( بغداد ) ، مادام ( المتمردون يحصلون على تأييد أوسع وأصبحوا أكثر قابلية .. من أي وقت مضى !! ) ، حسب إعترافهم .
وما تسرّب عن هذه ( السارطة الجديدة ) سيناريوهات ما زالت قيد البحث ، منها :
تقسيم العراق إلى دويلة شيعيّة في الجنوب ، تجاورها دويلة سنيّة ، ويكافأ الحليف الكردي بدويلة لا بد أن تضمّ ( قدس ألأقداس ) الكردي : ( كركوك ) الغنية بالنفط تمهيدا ً لإقامة ( كردستان الكبرى ) ، ويلي ذلك إعلان ( الهزيمة المشرّفة للأمريكان ) على أنهم : (نجحوا !!) في إقامة دول ديمقراطية بدلا ً من دولة واحدة .
أو ( فدرلة ) العراق تحت ظل ّحكومة ( لا تمتلك أية مركزية ) ، كما صرّح السيد ( مسعود البرزاني ) مؤخرا ً ، تحت ألإشراف ألأمريكي الذي يضمن شرذمة العراق على فدراليات موالية يحق ّ لأميركا وحدها ( سرط ) مضامينها سياسيا ً وإقتصاديا ً وتجاريا ً وإجتماعيا ً، فتتفرغ إدارة ( بوش ) و ( خلفائها ألأمريكان ) و( حلفائها العراقيين ) من هناك لمشروعها العتيد الذي أعلن عنه مرارا ً : ( فدرلة ) دول الشرق ألأوسط واحدة بعد ألأخرى ، في أبسط الحالات ، إن لم تسمح الظروف بتقسيمها ، ومن ثم ( سرط ) مضامينها في وجبات جاهزة ومريحة .
أما السيناريو الثالث فهو :
إعلان جدولة ( الهزيمة المشرّفة ) ، رغم معارضة ( بوش ) ومريديه ، لترك العراقيين ، أيا كانوا ومن مختلف ألأطراف ، يواجهون مصائرهم وحدهم بعد أن غرقت الهوّة الفاصلة بينها بدماء ألأبرياء من العراقيين الذين ذهبت أرواحهم هدرا ً على الحد ّ الفاصل بين مفهوم (المواطنة ) و (خيانة الوطن ) ــ موالاة أو معاداة أميركا ــ بعد أن وصل الحال بأكثرية المواطنين ألأمريكان من دافعي الضرائب التي تموّل الحرب أن ( أعلنت ) يأسها من ( هكذا ديمقراطية !! ) مرفوضة من قبل من صمّمت لهم من ( العراقيين )!! وهنا لا مجال ( للسرط ) من أي نوع كان ، لأمريكا ولمريديها في آن !! ، وتعود ( قوّات التحرير ألأمريكية ) ليس ( بخفّي حنين ) ، مثقلة بخسائر قلّ نظيرها في التأريخ الحديث ، لأنها لم تجد ( حنين ) ولا حتى خفّيه في العراق !! .
وفي خطوة إستباقية لهذه ( السارطة الجديدة ) للعراق ، أعلنت ( حكومة كردستان ) في مسودة دستورها الذي أعلن قبل أيام ، أن ( كركوك ) هي عاصمة ( كردستان ) !! طبعا ً دون الرجوع إلى رأي ألأكثرية في العراق !! ولابد أنها راجعت ( الحليف ألأكبر ) في ذلك ( ألأخ المحرّر ) في ( واشنطن ) ، بعد أن إستعارت لكركوك أكثر من ( 600 ) ألف ( كردي ) تحت وجه ( مرحّلين سابقين !! ) ، يعرف أبناء (كركوك ) والعراقيون جميعا ً ، أنهم ليسوا من أهلها !! وقد حذّرت من هذا التزوير الفاضح لديمغرافية المدينة ألأطراف العربية والتركمانية في المدينة نفسها ، قبل( إستفتاء !!) بهؤلاء يعد بعد أشهر ، ( وافقت الحكومة غير المركزية عليه !! ) ، لتكريس ( كركوك ) عاصمة كبرى لأحلام ألإنفصال عن العراق .
ومن الواضح أن مرحلة جديدة من نهب كل ما هو سائب عن مفهوم المواطنة الصادقة قد بدأت إستباقا ً لإعلان ( الهزيمة ألأمريكية المشرّفة ) في مشهدها الثالث ، وقبل أن ينفرط ( عقد برلمان ) ، بصم على آيات ( بريمر ) التي أجازت مثل هذه ( المكافآت السخية ) لمريديه ، ، أكثريتهم من العرب المتشرذمين بين ( موال للإحتلال علنا ً ) و( بين بين !! على بقايا حياء !! ) محاصرين برافضي ألإحتلال وفدرالياته و ( رابطة حرامية بغداد ) التي مازالت فضائحها تزكم ألأنوف حول العالم !! .
بيضة القبّان في ( سارطة العراق الجديدة ) ستكون ( قدس ألأقداس ) الكردية : كركوك !! . ليس في العراق حسب بل وفي دول الجوار ، أيران وتركيا وسوريا بشكل خاص ، في ظلّ كل ّ السيناريوهات المحتملة في ( الشرق ألأوسخ ) الذي تريده أميركا ، وستجري سباقات دموية قاسية ( لكسر ) هذه البيضة قبل أن تفرّخ شرقا ً خاليا ً من مفاهيم المواطنة الصحيحة أوّل ضحاياه هم المواطنين ألأبرياء في العراق وفي دول الجوار ، بعد مفهوم الوطن الواحد طبعا ً وطبعا ً ، وآخر ضحاياه هم مريدي ( بريمر ) ، ( مع ألأسف ؟! ) ، من متعددي الجنسيات غير العراقية من القطط التي سمنت حد ّ الترهل من كثرة السرط ( الوطني ) في العراق .
ترى هل شاهدت حكومة ( المنطقة الخضراء ) ــ ولا تسقطوا حرف الضاد عنها ــ آخر مظاهرة في قلب بغداد ، ( الكاظمية ) ، يوم 2006.8.26 ، هتف فيها العراقيون : ( خلّصنا من صدّام .. جونا الحراميه !! ) .
#جاسم_الرصيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أهذه آخر ألألعاب يا كوندي ؟
-
نشيدان وعلمان ( وطنيان !؟ ) ورئيس واحد
-
الشرق ألأوسخ من شمال العراق الجديد
-
الفرق بين: من ضيع الذهب ومن ضيع الوطن
-
فضائح مدرسة الديمقراطية العراقية
-
سنة رابعة مضحكات مبكيات
-
كشكول عراقي : القرود الثلاثة
-
كشكول عراقي : ياما جاب الغراب لأمّه
-
كشكول عراقي (10 ) : - قوّات الحسين
-
حكم أيراني بالاعدام على الثقافة العراقية
-
شلش العراقي
-
مابعد العولمة العراقية !! - مقطوعات في السخرية مما يجري
-
ما جناه ألإمام من المحاصصة
-
كشكول عراقي - 9
-
كشكول عراقي - 8
-
كشكول عراقي -7
-
كشكول عراقي - 6
-
كشكول عراقي -5
-
كشكول عراقي - 5
-
كشكول عراقي - 4
المزيد.....
-
الجزء الثاني من الفيلم الناجح -Freakier Friday- أصبح جاهزاً
...
-
مسجد إيفري كوركورون الكبير.. أحد معالم التراث الثقافي الوطني
...
-
من دون زي مدرسي ولا كتب.. طلاب غزة يعودون لمدارسهم المدمرة
-
فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
-
مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم
...
-
هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير
...
-
ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا
...
-
بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات
...
-
تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض
...
-
“معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|