|
سرقة أموال الفلسطينيين
شاكر فريد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 6958 - 2021 / 7 / 14 - 09:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قررت حكومة الاحتلال يوم الأحد الأخير، من خلال الطاقم الوزاري لشؤون الحرب والاحتلال، واجماع كل الوزراء، سرقة ونهب نصف مليون شيكل من أموال الفلسطينيين، بتجميد قيمة الأموال التي تدفعها الحكومة الفلسطينية للشهداء والأسرى الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الاحتلالية، من قيمة المقاصة، وهي حق مطلق وفق اتفاقيات سابقة موقعة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. ومثل هذا القرار ليس جديدًا، فقد سبق لنتنياهو وحكومته اليمينية السابقة أن قامت بمثل هذه الخطوة أكثر من مرة باقتطاع أموال السلطة، حيث أقر الكنيست الإسرائيلي قانونًا مشابهًا لاقتطاع جزء من عائدات المقاصة في العام 2018، باقتراح من حزب "يش عتيد" الذي يتزعم الحكومة الحالية، التي تطالب بأن يكون اعمار قطاع غزة من خلال السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس. ويجيء القرار الإسرائيلي مع وصول المسؤول والمبعوث الأمريكي للشؤون الفلسطينية والإسرائيلية، هادي عمرو إلى المنطقة لبحث تدهور مكانة سلطة عباس عقب العدوان الإسرائيلي الأخير والصمود الفلسطيني في غزة، وبعيد مقتل المعارض السياسي نزار بنات والغليان الشعبي والجماهيري في الشارع الفلسطيني نتيجة ذلك. إن قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية اقتطاع واغتصاب ابسط حقوق الفلسطينيين، ولا نقول ضرائب راس المال أو الأعمال وسواها، مثلما كانت تفعل النازية بحق اليهود، بل أنهم يغتصبون ويسرقون حقوق أمهات ثكلى ويتامى محرومين من آبائهم، وتمنع وصول تلك الأموال لمستحقيها في ظلم تاريخي يتجاوز ما فعلته النازية بمراحل. ومن المؤسف جدًا أن منصور عباس وجماعته وأعضاء القائمة العربية الموحدة الشريكة في الائتلاف الحكومي، لم ينبسوا ببنت شفة على سرقة ونهب الأموال الفلسطينية، فهل يا ترى أن هذه السرقة مشروعة طالما أنها مخصصات لأهل الشهداء والأسرى الذين يقاومون بصدورهم وارادتهم الفولاذية سلطات الاحتلال، والذين نعتهم عباس بـ "الإرهابيين".؟! قرار حكومة الاحتلال باقتطاع مخصصات الشهداء والأسرى هو بمثابة حرب على الكل الفلسطيني ومناضليه وأسراه وشهدائه، الذين حملوا راية الحرية دفاعًا عن القدس والأقصى وحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة. ولذلك فأن نهب وسرقة أموال الفلسطينيين في وضح النهار، يتطلب استراتيجية فلسطينية واضحة لمواجهة ذلك، ويستدعي موقفًا صلبًا دون تأتأة من السلطة الفلسطينية واتخاذ قرارات مصيرية وتاريخي للتصدي له، وذلك بتغيير طبيعة العلاقات القائمة ووقف جميع أشكال التنسيق بين السلطة وسلطات الاحتلال.
#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قلوبنا مع خالدة جرار
-
حوار مع الشاعرة والناثرة نرمين سعيد
-
د. إيهاب بسيسو ضحية لحرية التعبير
-
على هامش رفض العليا لقانون القومية
-
العنف.. قضية مجتمعنا الأساسية
-
قصيدة لم تنشر من قبل للشاعر الراحل فاروق مواسي
-
نهوض مجتمعنا منوط بتغيير ثقافته السائدة
-
عودة الدكتور سلام فياض للمشهد السياسي الفلسطيني، فهل تتشكل ح
...
-
سقط قانون القومية لكنه لم ينتهِ..!
-
المأزق الفلسطيني الراهن
-
مقترح عيساوي فريج والتسوية البائسة
-
عن قانون لم الشمل مرة أخرى
-
في خطاب ونهج منصور عباس
-
قمة بغداد الثلاثية
-
لا طريق للتغيير الشامل سوى الانتخابات
-
سفارة لهندوراس في القدس
-
خطوة في الاتجاه الصحيح
-
ذكرى الرحيل
-
البروفيسور فاروق مواسي .. عام على الغياب
-
اغتيال الناشط نزار بنات جريمة بمسؤولية السلطة
المزيد.....
-
الإمارات تُعلن نجاح استضافة عملية تبادل سجناء بين أمريكا ورو
...
-
أطفال غزة.. تزايد أعداد الضحايا
-
الإفراج عن راقصة الباليه كسينيا كاريلينا في إطار صفقة تبادل
...
-
-نحن بني آدمين مش خرفان-… فلسطينيون في غزة يصرخون في وجه نقص
...
-
أمام العدل الدولية.. السودان يتهم الإمارات بالتواطؤ في إبادة
...
-
ألمانيا: ما الذي ترغب الحكومة المقبلة في تغييره بملف اللجوء؟
...
-
خبراء أوروبيون: لا تفسير علميا لحرائق الأصابعة في ليبيا (صور
...
-
رام الله ترحب بموقف فرنسا الداعي للاعتراف بدولة فلسطين
-
خريطة غير مسبوقة لدماغ فأر تحدث ثورة في فهم الأعصاب
-
كالاس تعترف بأن بعض دول أوروبا ترفض المساس بأصول روسيا المجم
...
المزيد.....
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
المزيد.....
|