زائد عن الحاجة_ثرثرة

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1620 - 2006 / 7 / 23 - 11:55
المحور: الادب والفن
    

تكاد"عملية تدمير لبنان" قبل أن تكمل الأسبوعين, أن تتحول إلى خبر تلفزيوني روتيني, بالنسبة لمن هم خارج ملامسة سعيرها. وذلك ما يحدث دائما.
الدم الذي يراق ليس دمي والمنزل الذي يتهدم ليس منزلي والمشرّدون بالجملة ليسوا أهلي.
تلك الحقيقة البسيطة والفظيعة بذات الوقت, يجري القفز فوقها بمختلف السبل, بالتعاطف الصادق والحقيقي تارة وبالمزايدات الفارغة كثيرا. ماذا بوسعي أن افعل؟ ذلك السؤال الذي أتوقف عنده اليوم يائسا لأعترف.
أتشارك مع الأغلبية في الشعور والأمنيات الخيالية, أن تنتهي مأساة الشرق الأوسط, بحلّ شامل وعادل وبأسرع وقت وأقل تكلفة. ذلك الحلم القديم صار وهما وحالة ذهان.
عقدة الاضطهاد"اليهودية" تحوّلت إلى هستريا قتل وتدمير بلا ضابط و منطق, يقابلها شعور الخزي والعار الإسلامي_ العربي, ومراكز القيادة والتحكّم من الجانبين يحتلّها الأعلى صوتا والأكثر ضررا على حساب الحكمة واتساع الرؤية والرؤيا . كما يحدث في سائر حالات الانفعال في الغضب والخوف وحتى الشغف.
لا شيء أغلى من الحياة ومحتوياتها ولا شيء أسهل وأسوا من الموت وتعبيراته.
*
سؤال صديقي غسان الاتّهامي عن صمتي, أنا الثرثار شفاهيا وكتابيا حتى في التفاصيل والمهمل وعديم الفائدة حتى. ليس لدي ما أقوله ويشعرني بالحدّ الأدنى من التقدير الذاتي.
لقد تخلّى عنا الله والحكام والآباء, وكلّ من له صوت نافذ أو مقدرة صغرى. وليت الأمر توقف عند ذاك الحدّ, بشكل غير مفهوم بالنسبة لي, يجري تدمير أسس المنطق والتفكير العقلاني, ولا أفهم ولا أستطيع أن افهم العبرة في ذلك عدا الجنون وتحصيل المتعة من الخراب فقط.
الصوت الداعي إلى دخول "الجيوش العربية" في الحرب, والمقصود فعليا هو الجيش السوري, أفهمه. حتى حرب الكويت كنت أحمل ذلك الصوت, حجم الرعب والمغامرة المفتوحة في ذلك الطريق تجعلني أصمت. الصوت الداعي إلى تحميل حزب الله المسؤولية حصرا, كنت لأفهمه لو صدر صوت إنساني أو عقلاني أمريكي_أوربي رسمي. الصوت الباطني الداعم كنت لأفهمه لولا رنّة القدرية والسلبية القصوى, تنشرها الجسور والمنازل والأشلاء الساخنة, ولا وعد بفردوس أو جحيم يبرر مجزرة تشمل كل لبنان. سأخرس.
*
ماذا بوسع فرد أعزل وهامشي أن يقول أو يفعل؟
هل انضمّ إلى جوقة الصراخ أم أتسمّر في مقاعد المتفرّجين؟
مؤازرة الأقارب والأصدقاء في لبنان ولو معنويا, عمل عاطفي ومردوده فردي فقط, هو سلوك دفاعي ضد الاثمية, ويعرفه جيدا من خبروا الإحباط المزمن. الصمت أفضل.
ليس لدي ما أقوله وليس لدي ما افعله.
أغرق عقلي ومشاعري بالكحول, وأنتظر, لدي مهارة الانتظار وقلق التوقع.
أصدقائي في بيروت أرجو لكم السلامة.

للتو سمعت خبر قصف l b c ... هل أضحك أم احزن .
اضحكي على الموت
اضحكي على الحزن
اضحكي على الضحك
لولاك
كنت لأحتسي الكحول
على سطح هذا العالم
وأضحك حتى الثمالة
لا تلتفتي للخلف
صغيرتي
خطاك فوق أحلام الجميع

صباح الخير يا بيروت
أنا وكلامي زائد عن الحاجة

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات