أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم القمص - إختفاء الانتيكا فى زمن الأسطورةوحمو بيكا .














المزيد.....


إختفاء الانتيكا فى زمن الأسطورةوحمو بيكا .


مريم القمص
كاتبة وصحفية واخصائية اعلام تربوي

(Mariam Elkmoss)


الحوار المتمدن-العدد: 6719 - 2020 / 10 / 30 - 17:52
المحور: الادب والفن
    


• كلمة الانتيكا تعنى فى الأساس،، الآثر القديم كما تحمل معانى اخرى كالزينةوالأبهة،، فعندما نطلق على إنسان بأنه انتيكا فمعناه أنه يحمل تلك الصفات ، بالإضافة لكونه ظريف وخفيف الدم وليس سطحي وساذج كما يعتقد البعض ممن يطلق تلك الصفة للإستخفاف بالآخر.. وفى الواقع تحمل الكلمة أيضا الكثير من المعانى التى تلاشت مع الزمن ، وتبخر أصحابها معها فى مجتمعنا المعاصر ، ولم تعد الأنتيكا من البشر تقوى على مواجهة التدهور الحضارى الذى أصابنا ، وأنعكس بدوره على مظاهر الحياه وظواهر المجتمع الذى يتراجع يوما بعد يوم حتى هبطنا بمكوك فضائى نفذ منه الطاقة إلى زمن الأسطورة محمد رمضان والفلته الحمو بيكا وأشكاله من متواضعى الفكر والذوق ، فالعيب ليس فى رمضان الذى يدرك تمام أفعاله من أعمال معيبه وحمو بيكا الذى لا يدرك ما يقدمه ولا يميز ماأفسده، ولكن العيب كل العيب فى مجتمع يدمن الموبقات ويتعامل معها كشئ مفروغ منه، والخيبه فى إنحطاطنا الأخلاقى الذى بات بيئة حاضنة لا تتخلى عنهم ،ثم غاب الإبداع الذى رحل مع رحيل رجاله.. ربما لو كنا حائط صد أكثر فولاذية ضد تلك التغيرات الكارثية التى أصابت المجتمع من سفاهه وهشاشه فى الأخلاق والذوق العام والإبداع لم ينجح أحدا من مرتزقة فن هذا العصر ، بل ربما يختنقون بفعل تلوثهم الضوضائى ويتلاشون تدريجيا ليصيروا مجرد ماضى فى تاريخ مؤسف كتاريخ عصور الظلام فى أوروبا.. لقد هرمنا من محاولتنا النهوض والأرتقاء بالذوق العام سئمنا من الفشل، فالملاحظ الجيد لتدهور الحياة الإجتماعية فى مصر يجد أنها مرت بمراحل متوالية من الضعف حتى وصلنا بهذا التدنى الفكرى والأبداعى والاخلاقى للحضيض، بدأ مع سياسة الأنفتاح الذى أتبعها السادات للنهوض بالأزمة الإقتصادية ما بعد حرب أكتوبر ٧٣ والفجوة التى أحدثها فى الطبقة المتوسطة، وتضخم الطبقة الفقيرة وظهور صغار رجال الأعمال والحرفين ..فصار كل شئ لهم صار الإبداع لمن يمتلك قيمة تذكرة السينما أو حفلات المسرح أوثمن شرائط الأغانى، وأصطبغت الدنيا بألوانهم الصاخبه وبقي الحال على هذا النحو حتى بهتت معه المعانى والمثل والعادات والكينونه التراثية غرقنا فى برك الفقر والفساد، وأصبح كل ماهو نشاز يستهوينا لأن الزوق والرقي لم يجد داخلنا مخدع، فقد أصاب الجمال داخلنا عوامل التعرية وأستسلمنا لهذا الوضع المؤسف ،حتى كان الصدام الكبير ثورات الربيع العربي التى أستقبلته مصر كاإستقبال مهاجر غاب عن أحبائه عقد من الزمن.. كنا نظن أن الثورة أعادت إلينا الألوان رغم ما أثبتته من إرادة شعب إلا إنها محت فكرة القواعد الثابته ومبدأ إجلال الكبير ،بل صار كل واحد منا مرجعية لذاته صار التسيب هو شعار المرحله المتابع الواعى للشارع المصرى سيدرك ما يحدث فالتعدى اللفظى صار شجاعة والإنهيار الأخلاقى إستقلالية .. فى التسعينات كانت هناك جهود لعقد ندوات عن تحسين الذوق العام ولم يكن بهذا السوء ، اما الآن بات الإصلاح الأخلاقى درب من دروب الجنون ، فلم يعد حظر الموبقات حلاً جذرياً كما فعل نقيب الموسيقيين بمنع التيك توك ومنع بعض خلاقي الضوضاء من الغناء ،كذلك لم يعد التدين حجر الزاوية التى نرتكز عليه لإعادة الحضارة الأخلاقية ،فقد غاب التدين الحقيقي لدى عدد لايستهان به من الناس ..ربما الحل هو تكاتف قادة الرأى والفكر والفن والثقافة لوضع خطة شامله لتغير الذوق العام وإعادة الهيمنة لكل ما هو راقي فى الإذاعة والتليفزيون و وضع ضوابط غير مُقَيدة لإنتاج أعمال قنوات وتطبيقات الأنترنت ، وإعادة المشاريع القومية فى جميع الفنون لإنشاء فرق رحاله تجوب شوارع العشوائيات والصعيد ،ونشر أسس وقواعد التعامل الحضارى بين الناس ككبسولات صغيره مدسوسة داخل هذا الكم الهائل من البث الإعلامى منزوع الدسم.. فلنقم بإنتفاضة الانتيكا فلا فائدة لإى نهضة إقتصادية نحلم بها مادام لم ياتى فى ركبها التقدم الأجتماعى، ولن يكون لنا طموح فى أى مجال قبل أن نرتقى.



#مريم_القمص (هاشتاغ)       Mariam_Elkmoss#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شغف العلم ومذبحة التعليم.
- البابا شنودة ... كاريزما لن تتكرر.
- سطوة السوشيال ميديا وتجاعيد جدي
- المرأة ومعضلة ظل الرجل
- كورونافوبيا بين مطرقة الخوف وسندان الحب
- وسادة عم سالم


المزيد.....




- الفرقة الشعبية الكويتية.. تاريخ حافل يوثّق بكتاب جديد
- فنانة من سويسرا تواجه تحديات التكنولوجيا في عالم الواقع الاف ...
- تفرنوت.. قصة خبز أمازيغي مغربي يعد على حجارة الوادي
- دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة ...
- Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق ...
- الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف ...
- نقط تحت الصفر
- غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
- يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
- انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم القمص - إختفاء الانتيكا فى زمن الأسطورةوحمو بيكا .