أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - الأعتراف














المزيد.....


الأعتراف


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6632 - 2020 / 7 / 31 - 18:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يمكن أن تكون المجتمعات جاهلة ومتخلفة ، الأخطر أن ترى جهلها مقدساً - بيرتراند راسل
المعرفة والوعي والعقلنة عندما تغيب عن تحليل الوقائع والأحداث ، وغيابها أيضا ، عن مدى واقعية الروايات والسير الذاتية ، والتي تؤطر جميعها بتفسير صدقية الموروث الأسلامي ، من المؤكد أن يؤدي كل هذا الغياب القسري لمنطق البحث والتحليل العلمي ، بدفع بالمجتمع أن يبقى قابعا في غياهب الجهل والتغييب والتسطيح ، هذا من جهة ، فكيف الحال أذا كان المروج لكل هذه الأوهام والخرافات .. هم علية القوم ! ، من الشيوخ والدعاة ورجال الدين .. ! ، هنا تكون الأشكالية المجتمعية الكبرى ، أي بمعنى أخر ، أن هذه الفئة - من المروجين لهكذا أمور ستسحق النهضة لأي تطور مستقبلي وحضاري - بتجهيلها للمجتمع ، الذي وعيه هو النواة الأولية للتقدم ! .
هذا التجهيل المتعمد للمجتمع ، من قبل هذه الفئة / الشيوخ والدعاة ورجال الدين ، يزيد أيضا من الفجوة الكارثية بين التمدن والتحضر للعالم المتقدم ، وبين المجتمعات الأسلامية ، التي لا زالت في المرحة الهلامية لعصر القبلية للمجتمعات الجاهلية في زمن الحقبة المحمدية / قبل أكثر من 14 قرنا ، وينطبق هذا الحال على كل المجتمعات الأسلامية ، أينما كانت - في الشرق الأوسط أو في الغرب ، بل في كل العالم .. أن هذه " الفئة " هي المحرك الرئيسي للماضوية التي تعيشها المجتمعات الأسلامية قي الوقت الراهن .
أن كل المنظمات الأرهابية الأسلامية التي نشأت والتي ستنشأ هي نتيجة للدور الذي تلعبه هذه " الفئة " ، حيث تقوم هذه الفئة بتجنيد الشباب بعد غسيل فكري لهم ودفعهم للجهاد ، مع زرع ثقافة الكراهية للأخرين في فكرهم ، من خلال مؤسسات دينية مشبوهة ، بدعم مالي سعودي قطري ، وتركي / مؤخرا . ومن مهام هذه الفئة أيضا : نشر الأفكار الدينية الأسلامية المتطرفة ، وذلك حتى يبقى المجتمع يغط في جهله ، هذا من جهة ، والعمل على التحكم بكل مفاصل المجتمع المغيب ، وتحريكه مركزيا ! ، ومن جانب أخر ، هناك كسب مادي مفرط تجنيه هذه الفئة من دورها الهدام للقيم الأنسانية للمجتمع ، فأنت لن ترى داعية أو شيخ ألا أن يكون غارقا بالملايين ، وهذا السعودي - عائض القرني ، أكبر مثال على ذلك ، والذي قصره بملايين الدولارات – يمكن الأطلاع على مشاهد من قصره / في اليوتيوب .
هذه الفئة أيضا تتحكم بعقلية المجتمع ، حيث أنها ترسخ مبادئ قدسية هذا الموروث في الفكر المجتمعي المحشو بالخرافات والجهالة والأساطير .. ، وهذا الأمر يجعل من الموروث الأسلامي مقدسا ، شأنه شأن الذات الألهية ! ، ويشكل أي نقد له ، خرقا لثوابت الأسلام ، ويقع على المنتقدين حد الردة !! . ويقود الأزهر هذا الجانب ، حيث أن شيوخه يكفرون كل من يتعرض للموروث الأسلامي ، بحجة أنه قد تعرض للمقدسات !! ، وأكبر مثال على ذلك الشهيد فرج فودة والراحل د . نصر حامد أبو زيد و د. سيد القمني .

في هكذا واقع مزري - مجتمع آيل للسقوط في مستنقع الخرافة والجهالة والأساطير والغيبيات ، لا بد له من نهضة ، وهذه النهضة هي مسؤولية رجال الدين والشيوخ والدعاة .. والمؤسسات الدينية ! ، لأنهم بيت الداء ، ولأن الفئة المروجة للأفكار السوداوية هي سبب التغييب والتجهيل ، لذا يجب عليهم " الأعتراف " / على أقل تقدير ، بأن كل ما كان يدعون أليه هو مجرد نزوة فكرية ماضوية عقيمة ليست لها أي وزن عقلي في عالم اليوم ! ، وذلك حتى ينهض المجتمع من سباته أذا أستطاع أن ينهض !! ، ولكن الشيوخ ورجال الدين والدعاة .. أضعف من أن يكونوا بهذا القدر من المسؤولية الفكرية ! . * ولكن الأمل ليس في هذه الفئة المتربحة من تجهيل المجتمع بل يرتكز في دور رجال الفكر الحر ، من أجل كشف الحقائق وأزالة الغشاوة عن مجتمع محكوم بالأوهام والجهالة منذ أكثر من 14 قرنا ! .



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضم
- النهوض ..
- الأنقلاب الداخلي في الأسلام المبكر
- قراءة في أستنساخ الخلافة الأسلامية / ...
- غزوة كنيسة آيا صوفيا والخذلان العالمي والكنسي
- قراءة في أستنساخ الخلافة الأسلامية / ...
- قراءة في أستنساخ الخلافة الأسلامية - ...
- قراءة في أستنساخ الخلافة الأسلامية / الجزء الثاني - الخلافة ...
- قراءة في أستنساخ الخلافة الأسلامية ( الجزء الاول - ...
- قراءة نقدية ل .. كلمتي - الله أكبر - في علم العراق
- قراءة في ... التمايز والتصنيف الفوقي في الموروث الأسلامي
- الأسلام .. و ”وهم صنع الأبطال “ صلاح الدين الأيوبي
- عراق اليوم والأسلام السياسي
- الأسلام .. و ”وهم صنع الأبطال “ ...
- هل يقف التاريخ والفكر عند ظهور - محمد و الأسلام -
- قراءة خاصة .. في أي قرآن يقرأ المسلمون
- قراءة في .. أنقلاب الصحابة على الرسول وآل بيته
- تساؤلات في الشريعة الأسلامية
- رجال الدين و - عدة الشغل - !!
- أضاءة - الرد على د . يوسف زيدان حول الجهاد في المسيحية -


المزيد.....




- إحتفالات الجالية المسلمة في فرنسا بشهر رمضان المبارك
- الآلاف يؤدون صلاة أول جمعة من رمضان في المسجد الأقصى وسط إجر ...
- ضجة في لبنان بعد دخول مئات من يهود الحريديم إلى -قبر العباد- ...
- بالصور.. صلاة الجمعة الأولى من رمضان بالمسجد الأقصى
- الدم يحنّ.. هل ملك بريطانيا مولع بالإسلام لأنه حفيد أميرة أن ...
- رابط شغال.. تسجيل حجز اعتكاف في المسجد الحرام 1446- 2025
- أقبل قمرك يا رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد نايل سات وع ...
- 90 ألفا يؤدون الجمعة الأولى من شهر رمضان بالمسجد الأقصى
- أهالي غزة يعمرون أحد أقدم المساجد الفلسطينية في شهر رمضان
- 90 ألفا يؤدون الجمعة الأولى من رمضان في المسجد الأقصى


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - الأعتراف