أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ناهد بدوي - القمع التافه














المزيد.....


القمع التافه


ناهد بدوي

الحوار المتمدن-العدد: 1588 - 2006 / 6 / 21 - 11:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يبدو أننا نشهد في هذه الأيام قمعا من نوع جديد لم نألفه من قبل. قمع من النوع التافه.
طبعا من النافل القول أن كل أشكال القمع مرفوضة وأنها بالمحصلة تدل على هزالة القامع الذي يلجأ إلى هذه الوسيلة. ولكن هناك قمع يولد عندك احساس بالغضب والثورة وهناك قمع يولد عندك احساسا بالتقيؤ.
القمع الحالي الذي يدور في سورية هو من النوع الثاني. وهكذا كان شعوري عندما علمت بفصل احدى عشر موقعا على اعلان بيروت دمشق.
كيف يمكن أن يخسر المرء عمله لأنه وقع على بيان؟ وإلى أي درك وصلت سورية في هذه الأيام.
في السابق كان سبب الاعتقال الانتماء لحزب سياسي والآن سبب الاعتقال هو التوقيع على بيان يطالب بتحسين العلاقة مع الجيران.
في السابق كان المعتقلون يساوَمون على الانسحاب من الحزب والآن يساوَم المعتقلون على سحب توقيعهم من بيان حول الجيرة.
في تجربة الاعتقال السابقة التي مررت بها كان شعوري أنني أنتمي إلى حركة سياسية وأقاوم سلطة غير متوافقة معها، وكنت أعتبركل أشكال مقاومة القمع فعل سياسي مقاوم في مواجهة فعل سياسي قامع لذلك كنت أفتخر أنني مناضلة. في الاعتقال الثاني أي عند اعتقالي كعضو في مجلس ادارة منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي كان شعورا مختلفا كليا عن المرة الأولى كان شعوري بالقرف هو الطاغي وكان إحساسي بالغرابة والاستنكار والخجل من استمرار هذه الأساليب حتى هذا اليوم الذي أصبحت حتى في بلدان مجاهل افريقيا نوعا من الماضي البغيض. كنت انظر إلى الضباط وأشعر أني لا أستطيع تقبل منهم أي فعل إلا فعلا واحدا ووحيدا: أن يرحلوا...............
والآن عدت ومع سماعي لخبر فصل احد عشر موقعا عدت أتساءل لماذا لا يرحلون؟ وفورا وبدون أي تضييع وقت على سورية المسكينة التي تم تشويهها بما فيه الكفاية، و كفى تضييع الوقت على الناس السوريين الذين عانوا أكثر من أي شعب آخر، ولا ينقصهم الآن التسريح التعسفي من وظيفة هي أصلا لم تكن تنصفهم ماديا ومعنويا.
لينا وفائي من دفعتي في كلية الهندسة وكنا معا أيضا في مؤسسة الإسكان العسكرية وكنا معا في السجن أيضاً. ولكني أنا فيما بعد استقلت من الدولة لقناعتي بأن لا مستقبل لنا نحن في قطاع الدولة. وأنشأت مكتبي الهندسي الخاص وأدركت في مكتبي الخاص كم كانوا يسرقون جهدنا كمهندسين موظفين وكان وضعي أفضل من الوظيفة. أما لينا فقد أبت إلا أن تظل في قطاع الدولة "تخدم وطنها!!" وهي مهندسة نشيطة بشهادة الادرات المتعاقبة التي عملت معها. ولكن لينا دخلت ساحة محرمة على السوريين نعم كيف تجرأت وأبدت رأيها بعلاقات الجيرة مع لبنان؟؟ العلاقة بين المزرعتين الخاصتين واللتين لا علاقة لنا بهما؟ نعم يجب أن تخرج من الجنة.
تحولت كل الأماكن إلى جحيم ومع ذلك نطرد منها!!!
الحقيقة أن الجحيم اكتمل عندما تم تحويل المعتقلين السياسيين إلى القضاء المدني. نعم لقد كانت النهاية الفعلية لسورية كبلد وكوطن وإعلانها كجحيم. إذ أن القضاء هو ترمومتر الحياة في أي بلد. وكلنا يعرف أن القضاء عندنا غير مستقل والكثير من القضاة مرتش. ولكن أن يصبح القاضي تحت أمرة رجل المخابرات مباشرة فهذا تدهور جديد نحو الدرك الأسفل. وكنت أحلم أن يرفض القضاة التورط في المحاكمة وأن يصدروا أمرا بإخلاء سبيل المعتقلين لعدم وجود المبرر القانوني لاعتقالهم. هل هذا حلم مستحيل؟؟ لماذا لم يفعل القضاة ذلك؟؟ ألم يكن ذلك حري بأن يخفف قليلا الشعور بالغثيان عند الشعب السوري؟؟ كيف يمكن للناس بعد الآن أن يسلموا هؤلاء القضاة مصالحهم وأرزاقهم وأحوالهم الشخصية بعد أن رضوا بأن يكونوا مجرد منفذين صغار عند رجال الأمن؟؟ لمن سيلجأ الآن المسرحون الجدد؟؟ أليس تعريف الجحيم الحقيقي هو أن تظلم في نفسك ومالك ورزقك ولا يكون عندك قضاء مستقل تستطيع أن تلجأ اليه.



#ناهد_بدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تأخر الشرق الأوسط عن الديمقراطية
- الصحافة الصفراء ومعهد آسبن في باريس
- تمرد لغوي عودة تاء التأنيث
- رسالة قصيرة إلى زياد رحباني
- تراث طمس الاختلاف العلم السوري وإعلان دمشق
- لا..للعقائد التي تقتل التنوع والأطفال - فيلم السقوط
- اقتصاد سوق اجتماعي بدون تعاقد اجتماعي
- العلمانيون المؤمنون والعلمانية بمعناها الواسع
- لن يكون دستورا ديمقراطيا إذا لم توافق عليه النساء الديمقراطي ...
- نــــــــــداء إلى جميع المنظمات النسائية
- خلاف في الأقبية!! على مفهوم الوطنية الذي لا يتجزأ
- ممنوع الحوار الديمقراطي مشهد -سوريالي- أمام المنتدى
- نزار قباني يعتذر من شبيهته، بيروت!
- الهدف: تفريق اعتصام الوسيلة: تحريض -مدنيين- على العنف
- نداء للمشاركة من التجمع العالمي المناهض للحرب
- المنتدى الاجتماعي العالمي الخامس ممنوع دخول السوريين!
- وثيقة المنتدى العالمي للإصلاح الزراعي
- هواء الحرية الثقيل
- ماذا فعلنا بهذا البلد
- العاصفة رفع قانون الطوارئ في حالة الطوارئ فقط!!!


المزيد.....




- طقوس وثنية احتفالية في أوروبا.. ماذا تعرف عن المهرجانات الشت ...
- العائلة المالكة البريطانية تحيي تقاليد عيد الميلاد في كنيسة ...
- اختفاء أربعة أطفال يهز الإكوادور والتحقيقات تقود إلى تورّط ع ...
- وزير الداخلية السوري: مقتل 14 عنصرا وإصابة 10 آخرين إثر تعرض ...
- روسيا تقصف بأوكرانيا.. وتحذر من حرب نووية
- وزير العدل السوري يدين اغتيال 3 قضاة من المحكمة العقارية في ...
- ترامب ينشر رسالة تهنئة -غريبة وعجيبة- بمناسبة عيد الميلاد
- -الرادا-: لن يكون هناك تسريح في القوات المسلحة الأوكرانية بس ...
- العراق.. تدمير كهف وقتل عناصر من -داعش- كانوا بداخله
- إستونيا: لن نقدم دعما لسوريا ما دامت القواعد الروسية موجودة ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ناهد بدوي - القمع التافه