أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فوزي النوري - لكي تقرع الاجراس














المزيد.....

لكي تقرع الاجراس


فوزي النوري
مناضل يساري تونسي

(Ennouri Fawzi)


الحوار المتمدن-العدد: 6573 - 2020 / 5 / 25 - 21:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


"لكي تقرع الأجراس"
هذه التدوينة هيّ بمثابة احتفال لتسليم "شعرة معاوية" لمن يستحقّها و اعلان حرب بالمعنى الفكري و الايديولوجي على البيت القديم بساكنيه .
بعد معاينة حالة السبات التي يعيشها اليسار منذ التسعينات بشكل أصبحت مقاربته تنصبّ على واقع لا وجود له الاّ في أذهانهم
من ذلك التغيّرات الكبرى و الهيكليّة في النسيج الاقتصادي للقوى العظمى و أغلب اقتصادات العالم و المقصود هنا هوّ هيمنة الثولثة (القطاع الثالث) بمعنى أنّه لم يعد للبرجوازية الصناعيّة نفس الثقل و لا الحجم و لا التأثير بما يفرضه ذلك من مراجعة آليات و أدوات التحليل لفهم المحاور الكبرى للصراع على النفوذ في العالم و على المستوى الوطني.
هذه التحوّل الكبير و الذي صاحبه ظهور الرأسمال المالي غيّر ملامح الصراع الطبقي و البنى الاجتماعية و الوعي الجمعي و غيّر حتّى من طبيعة أزمات النظام الرأسمالي و طرق التحكّم فيها ( الأزمة المالية العالمية) و لسنا في حاجة للتذكير بالرجّة التي أحدثتها المعلوماتية في مستوى طبيعة المؤسّسة الاقتصادية و حجمها و تأثيرها .
كلّ هذه العناصر الجديدة و التحوّلات الكبرى لم يقع استيعابها على مستوى الأطروحات أو المقاربات أو الكتابات التي تصدر هنا وهناك داخل بيتنا القديم أو في نصوص شيوخ اليسار التونسي .
التغيّرات الكبرى ليست اقتصادية فحسب من ذلك التحوّلات التي يشهدها الفضاء العمومي سواء في تداخله مع الافتراضي أو مستوى التقاطعات و الصراعات المستجدّة بعد تعاظم دور المجتمع المدني و صراعه ضدّ المجتمع السياسي و تأثير هذه العناصر مجتمعة في بنية الوعي و حتّى في تغيير مفهوم الفرد.
لا يفوتنا التذكير هنا بدور النقابات المتعاظم و الذي أدّى الى سحب البساط من تحت أقدام الأحزاب اليسارية و أصبحت المركزيّات النقابية هي الوحيدة التي تخوض صراع سياسي جدّي ضدّ الحكومات عبر مفاوضات دوريّة لتحسين شروط العمّال و هي التي تنوّع مناوراتها و تستغلّ المساحات التي تفتكّها للمساهمة في صناعة الخيارات العامّة على المستويين الوطني و الدّولي.
كلّ ذلك غيّر أنماط الهيمنة والنير و الاستلاب و غيّر الفضاءات السلطويّة و بالتالي غيّر أدوات التحليل و " المهمّات التاريخية" و في اعتقادي فإنّ المتاح حاليّا هوّ تثوير مفهوم المواطنة في جانبه المادّي الموضوعي و هذا لا يعني أنّنا لا نتبنّى الحريات الفرديّة و العامّة و لكن نحن واعون بأنّ هذه الحريات تظل شكليّة و فارغة في غياب الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية .
لم يعد بالامكان التأثير في الفضاء العام دون افتكاك مساحات كافية داخل المجتمع المدني و الفضاء العام .
التحوّل في كلّ المستويات يمرّ عبر المساهمة في تغيير البنى الاجتماعية و النسيج الاجتماعي و العبور من خلال الفضاءات المتاحة للتمكّن من الفعل و التأثير و حتّى المناورة عبر التحكّم في السّلم الاجتماعي .
هذا يظلّ غير قابل للتحقّق في غياب شروط موضوعية أهمّها معركة علمنة المؤسّسات و الفضاء العام و تجاوز الخطابات المتردّدة و المحتشمة و التي درجت على المطالبة بحريّة الضمير أو المعتقد بغايات الغزل الانتخابي و الخوف من التكفير .
لا يمكن لنا التأثير في الوعي الجماعي و افتكاك مواقع داخل الفضاء العام دون حسم معركة اللائكية التي تمهّد لولادة مجتمع سويّ لا يترك مساحات يتسلّل منها المقدّس للسيطرة على كامل النسيج و تأبيد الامراض الاجتماعية الناتجة عن الوضعيّة التي تعيشها المرأة و ما ينتجه ذلك من العاهات في مستوى التنشئة التي تعيد انتاج ذات المعضلات و الاشكالات.



#فوزي_النوري (هاشتاغ)       Ennouri_Fawzi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار و المغالطات الكبرى


المزيد.....




- فيديو يظهر لحظة انفجار ضخم في ميناء -الشهيد رجائي- جنوبي إير ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: بندر عباس.. مرفأ بيروت يحضر بالصورة
- انتهاء الجولة الثالثة من المفاوضات الإيرانية الأمريكية في عُ ...
- فيرجينيا جيوفري تضع حدًا لحياتها.. انتحار أشهر ضحايا جيفري إ ...
- رحلة عبر التاريخ والقداسة.. ماذا نعرف عن كنيسة سانتا ماريا م ...
- انتحار فيرجينيا جيوفري التي اتهمت الأمير أندرو وجيفري إبستين ...
- روسيا تعلن استعادة كورسك وتعترف لأول مرة بمشاركة جنود من كور ...
- الحوثيون: استهدفنا حاملة طائرات أمريكية بمسيّرات وهاجمنا بمس ...
- ترامب مهاجما -نيويورك تايمز-: أي صفقة في أوكرانيا حتى لو كان ...
- -يعمل ضد حكومته أو يخادع-.. الخارجية الروسية تعلق على عمل سف ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فوزي النوري - لكي تقرع الاجراس