|
مفهومنا- للوطنية والسيادة - بزمن الاستبداد
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 6504 - 2020 / 3 / 2 - 09:08
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
بعد التطورات العسكرية الأخيرة بادلب ومحيطها والتي تميزت بالدخول التركي من الباب الواسع وتوجيه الضربات الموجعة الى جيش النظام وحماته وميليشياته الإيرانية واللبنانية والعراقية ودعم مسلحي المعارضة بالأسلحة والعتاد مما خلق كل ذلك أو يكاد رسم واقع جديد في ميزان القوى على الأرض قد يجري تعديلات على بنود اتفاقيات ( أستانة ) الثلاثية لغير مصلحة نظام الأسد تعالت أصوات بعض السوريين ليس في صفوف الموالاة لأن ذلك مفهوم وغير مفاجئ بل من أوساط الرماديين الذين لم يكونوا يوما مع معارضي نظام الاستبداد والثورة والتغيير الديموقراطي تعبر عن الحرص الزائد على السيادة الوطنية التي ( انتهكها العدو التركي المحتل ) الى آخر ماهنالك من تعبيرات وأوصاف من دون الإشارة الى جرائم وفظائع النظام ضد السوريين . ومن المعلوم أن سوريا ومنذ سنوات قد تحولت الى ساحة لصراع القوى الإقليمية والدولية على النفوذ وتجد فيها عدة احتلالات : أولها كانت إيرانية ثم ميليشيات حزب الله وعراقية ثم جاء المحتل الروسي عام ٢٠١٥ الذي فاق الجميع حيث احتل البلاد بحرا وبرا وقرارا سياسيا واختبر كل أسلحته الحديثة في أجساد بنات وأطفال وأبناء الشعب السوري وتحاصص انتهاك القرار السياسي مع من قبله ثم جاء الاحتلال الأمريكي لأجزاء من البلاد واختتمت بالاحتلال التركي لعفرين ومناطق محاذية للحدود المشتركة مع سوريا بعيد استدراجه من جانب مسلحي جماعات – ب ك ك – التي وقفت مع النظام منذ اندلاع الثورة السورية وتحت حجة الحفاظ على الامن القومي التركي . من حيث المبدأ كل الاحتلالات لارض الوطن مرفوضة ومدانة ولكن موضوعيا نحن أمام شكلين : احتلال بطلب النظام لحمايته وآخر صديق للمعارضة كما يعلن جاء من أجل حماية الشعب السوري ومعاداة النظام وهما الامريكييون والأتراك ( وقد تكون لنا ملاحظات على تلك المزاعم) وهناك سوابق مماثلة حصلت بالعراق عام ٢٠٠٣ عندما طلبت المعارضة العراقية بكل أطيافها العربية والكردية من الامريكان التدخل لاسقاط النظام وعندما استدعيت الاحتلالات الإيرانية والميليشياوية والروسية من جانب النظام السوري المرفرض من غالبية شعبه والثائر عليه وقسم كبير من جيشه المنشق عنه من اجل الحفاظ عليه من السقوط لم نسمع أصوات هؤلاء " الرماديين " ولم نشعر بغيرتهم – الوطنجية – الزائدة . لاشك أن نظام الاستبداد الأسدي هو أول من انتهك سيادة البلاد وشوه الكرامة الوطنية وحول الوطن الى ملكية عائلية وفردية ومصدرا للفتنة الطائفية والحروب وأداة لابادة السوريين وتحت ظل هذا النظام لم تبق هناك أية معنى للوطنية التي يتاجر بها ويستخدمها لمآربه ونزعاته الدكتاتورية الاجرامية فالسورييون المناوؤون لهذا النظام يبحثون عن رسم وطنية جديدة تحميهم وتوحدهم وتنير الطريق نحو الخلاص والبناء والوحدة الوطنية تنطلق من دستور يكرس حقوق الجميع من العرب والكرد والتركمان والمكونات الاخرى ولكن بعد اسقاط الاستبداد الذي سيتم عاجلا أو آجلا وهؤلاء السورييون الاحرار هم أبناء وأحفاد الذين واجهوا التهديدات التركية وانخرطوا بالمقاومة الشعبية دفاعا عن الوطن والسيادة قبل عقود عندما كانت هناك نسمة من الديموقراطية ولم يكن النظام آنذاك مشابها لماهو قائم الان وحينها كان للوطنية مذاقا آخر . مسألة ادلب ومنطقتها مطروحة بالحاح وملتهبة وقضية الساعة وانني ككردي وسوري ومثل الملايين أرى أن العدو الرئيسي والاخطر والذي يتحمل مسؤولية دمار بلادي وقمع شعبي الكردي وتطبيق الحزام والاحصاء والتهجير وتغيير التركيب الديموغرافي هو أنظمة الاستبداد وآخرها نظام الاسد ويهمني جدا كما يهم كل كردي وطني وسوري أن تنهزم جيوش وأنصار النظام والميليشيات حتى يتسنى للسوريين العيش بسلام ووئام وتقرير مصيرهم واجراء التغيير الديموقراطي واستعادة الحقوق . وهنا والى جانب ذلك علينا الاعتراف بوجود أزمة في المعارضة السورية وانحرافات بمعظم فصائلها العسكرية وهياكلها السياسية التمثيلية وهذا لايغير من المبادئ شيئا وفي السياسة لايهم اهداف ومقاصد الاطراف بل مايهم هو من يوجه النيران الى النظام ويضعفه وذلك يخدم قضيتنا وحتى لو لم اكن على وفاق مع تركيا أو امريكا أو اسرائيل فليس من المنطق السياسي أن تهاجم آي من تلك الاطراف وغيرها لتتحول بالتالي الى صفوف النظام بنهاية الامر من جهة أخرى وعلى ذكر تركيا فمازالت القضية الكردية لم تحل في تركيا والحكومة لاتعترف بحق تقرير مصير كرد تركيا وهناك مشاكل كردية مع تركيا واشقاؤنا هناك هم مسؤولون عن مصيرهم كما نحن كرد سوريا مسؤولون عن مصيرنا وليس من وظيفة الكرد السوريين ولا من منهاج حركتهم الوطنية الحلول محل كرد تركيا أو أي جزء آخر . بالختام أقول أن منظار الوطنية الحقة الصادقة أوسع بكثير من النظرات الضيقة المنطلقة من مصالح فئوية أو حزبية أو مشاعر وعواطف شخصية مزاجية فبنهاية المطاف نحن السورييون بكل أطيافنا القومية والدينية والمذهبية والاجتماعية نخضع مجتمعين لمبادئ الوطنية بل نسعى اليها وفي مقدمتها السيادة وانهاء كل الاحتلالات بعد رحيل الاستبداد وتثبيت النظام الديموقراطي والمساواة والعيش المشترك والتشاركية في السلطة والثروة ودستور يضمن وجود وحقوق الجميع .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- مانيفيست - ( المؤتمر الوطني ) بصيغتيه الكردية والسورية
...
-
الكرد السورييون في واد وسيدة – قسد – بواد آخر
-
ظاهرة الانشقاقات في ( الأحزاب ) الكردية السورية
-
أيها السورييون : فلنتفق أولا على منهج الحوار
-
- مانيفيست - مكانة الكرد السوريين في البيت الكردستاني
...
-
يريدون جرنا من تحت - الدلف - الى تحت - المزراب -
-
- مانيفيست - تصحيح مفاهيم خاطئة حول الكرد السوريين
...
-
الالحاق القسري نقيض الاتحاد الاختياري
-
- مانيفيست - الأولويات القومية والوطنية
-
الجيل الثاني من ثورات الربيع
-
حول وحدة الحركة الكردية السورية
-
ملاحظات على اعلان ( مخرجات مؤتمر المسيحيين العرب الأول )
-
منابع أزمات الكرد السوريين وسبل الحل
...
-
منابع أزمات الكرد السوريين وسبل الحل
...
-
منابع أزمات الكرد السوريين وسبل الحل ( ١ )
-
كرد سوريا : تحديات ماثلة ومهام عاجلة
-
حوار مع صلاح بدرالدين حول آخر التطورات الكردية والسورية
-
- دستور - مابعد تصفية الثورة
-
عودة الى – الخصوصية – الكردية السورية
-
حراك – بزاف – ماله وماعليه
المزيد.....
-
رئيس -حزب الشعب الأوروبي-: كل أوروبا تنتظر الاستقرار من ألما
...
-
انتخابات ألمانيا: اليمين المحافظ في المركز الأول وهزيمة تاري
...
-
مباشر: عائلات المختطفين مجهولي المصير وضحايا الاختفاء القسري
...
-
استطلاع: فوز للمحافظين واليمين المتطرف يحل ثانيا في الانتخاب
...
-
الانتخابات البرلمانية في ألمانيا.. فوز للمحافظين واليمين الم
...
-
ألمانيا: فوز المحافظين بالانتخابات التشريعية واليمين المتطرف
...
-
بالصور.. أبرز لقطات مراسم تشييع حسن نصر الله: مشاركة حمدين ص
...
-
اشتباكات مسلحة بين الجيش التركي وعناصر حزب العمال الكردستاني
...
-
حق اللجوء يتراجع عالميا مع ظهور اليمين المتطرف
-
خيبة ماركس.. اليسار التونسي ولد لينقسم
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|