أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد بدر الدين - سِفرُ الهُبوط..














المزيد.....


سِفرُ الهُبوط..


أحمد بدر الدين
كاتب وباحث، ومدرس فلسفة، ومحاضر تنمية بشريه

(Mr Ahmed Badr Eldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 6484 - 2020 / 2 / 6 - 13:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تابع مقال ما بين تفاحة أدم ووسوسة فولتير


كان العَالم في نورٍ تامٍ حتي { قال لوسيفر ليكُن نور، فأضحي ظلاَمًا } ..
أصدقائي أعترف بخطئي حينما أعَلنتُ ما قالتهُ لي الجساسة 1، عن " تفاحة نيوتن الكاذبة التي سقطت من فولتير ولم تسقط من أدم"، لكن رُبَما أرغب مِنكَ أن تري بعين البصيرة
لتستيقظ مِن سُباتك الذي أنتَ فيه، لهذا سنُحطم تابوهاتَ كثيرةَ لنري عين الإله.

هيا بنا أيها القارئ نسرع خُطانا للوصول إلي أطلانتس المفقودة، لنري حجر الفلاسفة، هيا بنا لنري الشيطان يتجسد في مظهرٍ فريدٍ من نَوعِهِ ليكون فيلسوفًا لأول مرة في التاريخ..

2 سِفرُ الهُبوط
إصحاح 1
(1) قال السيد الرب: أنت خاتم الكمال وملآن حكمة وكامل الجمال، كنت في عدن جنة الله، كل حجر كريم ستارتك(2) أنت الكروب المنبسط الْمُظَلِّلُ وأقمتك على جبل الله المقدس، كنت بين حجارة النار تمشيت (3) أنت كامل في طرقك من يوم خلقت حتى وجد فيك إثم، بكثرة تجارتك ملأوا جوفك ظلما فأخطأت (4) فأطرحك من جبل الله وأبيدك أيها الكروب الْمُظَلِّلُ من بين حجارة النار(5) قد ارتفع قلبك لبهجتك(6) أفسدت حكمتك لأجل بهائك(7) كيف سقطت من السماء يا زهرة بنت الصبح؟ كيف قطعت إلى الأرض يا قاهر الأمم؟ وأنت قلت في قلبك أصعد إلى السموات(8) أصعد فوق مرتفعات السحاب أصير مثل العلي، لكنك انحدرت إلى الهاوية إلى أسافل الجب(9) وحدثت حرب في السماء وطرح فولتير إلي الأرض وطُرِحَت معه فلسفته.
3- لوسيفر / سطانائيل/ فولتير كما أحب أن أطُلق عليه.. اليوم الأول لهُ علي أرض المعرفة
وقالت الكنيسة للعَوّامِ أسُجدوا للمَسيح فسجدوا إلا فولتير أبي وكان من العاقلين.
أسرع طريقة لإنهاء الحَرب، هي أن تَخسرُها " چورچ أورويل "
هذه المغالطة الكبري التي يتعرض لها، كل من ينفد للحق، ويتخطي مُسّلَماتَ واهيه..
لو نظرنا للشيطان لرُبما كان أعظم الناس إيمانًا، لكنّهُ كان لهُ الاختيار..
هكذا علي الرغم من كثيرٍ مما قيل عن الحاد " فولتير " بسبب مواقفهُ؛ إلا ان لنا عرض لها في مقال آخر؛ الان علينا تأمل مقولة " فولتير " لنغوص في بحر المعرفة
" لو لم يكن ثمة إله، لكان هُناك ضرورة مُلِحّة لإبتداعه "

لهذا ربما يجدر بنا أن نتناول العلاقة بين الآلهه الحقيقة والآلهه المزيفة..
دائمًا الخطأ من جانب ( الأديان) نحو اللّه، وهذا ليس حادث " مُستحدث" الشأن ، لنذهب لزمنٍ بعيد حيثُ الإنسان بدأ ككيان يُريد أن يخلق آله يحميه، لعدم القدرة أو العجز أو الخشوع من القوى ذا السيادة، فجعل الاله لهُ صور فوق القوى أو عناصر الطبيعة، وذاك نراه فى بعض الأديان، ولكنى لاحظت أنطباع " الأنا "، لنرى كل مذهب أو عقيدة معينه يرى اللّه بصورتهُ، وهذا عبثٍ تمْ الوقوع فيه، حيثُ اليهودية ترى اللّه فوق شعبها أى شعب اللّه المُختار، و المسيحية يختلط عليها عبث لاهوتي مُنذ " عصر الآباء " أي (4 آباء الكنيسة ) فى تفسير 5 اللاهوت والناسوت الخاص بعيسي ابن مريم، والإسلامية لم تُخطئ في الكثير مُنذ بادئ الأمر، ولكن أبناء الملة أخطأوا فى جعل اللّه ذا كيان معين وذي قوةً وبصيرةً معينهْ.
من الممكن النظر للتناظر فى الفكر بين الفرق الإسلامية من أمثال " المعتزلة والجهمية " فى الصفات الإلهية، وذلك من الأسباب التي جعلت هُناك أخطاء غير ملحوظة، كالقول( الله واحد فى السماء وحاكم واحد على الأرض )..
وأيضًا التقسيم والتخصيص بأضافة صبغة خاصة لكل اله جعلوا بسبب كبريائهم هُناك تعدد لله، حين رأيت البوذية وجدتها تُريد القول بالأنا، أي أن كل إنسان مُنفردٍ على حدى، أي أن الله موجود داخل كل إنسان فينا، وذلك ما آراه فى جميع الإديان، لقد تخابطنا ومن كُثر هذا التخابط جعلنا الله يهبط من على العرش لنقم بإعلاء مكانتنا وكياننا عنهُ..
نجد المسيحية ترى الله هو المحبة، اليهودية ترى الله هو الدمار، الإسلامية ترى الله هو القوة، برغم أن الله واحد فوقهم، مهما تم الاختلاف علي اسمه، لكنهُ أرقي من أن يتم تسميتهُ.
لهذا بدأ الشيطان فولتير في مذهبه " 6 الشكوكية "
أولًا الله فوق كل قوى وليس له مثيل؛ لا يجب أن تقوم بعض الفرق الدينية بإضفاء قدرات بشرية أو قريبة لأن تكون كذلك للذات الإلهية، الله ليس الكمال؛ أنما فوق الكمال، الله لا يجلس على العرش، أنما فوق العرش؛ لا يرى ولا يتحدث ولا يسمع، فهو فوق ذلك، لهذا لا يستطيع العقل البشرى الحكم وفهم الذات الإلهية.
الإلحاد ليس رفض وجود قوي عظمي، بل رفض وجود اله من صنع البشر.
جذر " حَاد " أي عدم أتباع قطيع الكهنوت..
( الله ليس الأنا وليس أنا ولا أنت، ولا هو ولا هى وليس مثل ما نتخيل لن نراه، الله هو الله وليس كما نعتقد )
وهذا ما رغب أن يوضحه الشيطان فولتير ضد الكهنوت..
أن قوة الشيطان المحدودة خير دليل علي قوة الاله الغير متناهية
لنطلق لإنفسنا العنان لنري ما سيُخبرنا به الشيطان فولتير حول المسيحية والإسلامية في المقال القادم ..
..........................................................................
1- انظر حديث الجساسة رواه مسلم في صحيحه في كتاب الفتن وأشراط الساعة
2- مصادر من سفر الرؤيا - كلام إشعياء - كلام حزقيال
3- حامل الشعلة " الضوء / النار "، وقيل عن أبليس هذا الاسم
4- أنظر موسوعة آباء مجمع نقية
5- لاهُوت : كلمة الرب .. ناسوت: الجسد/ التجسُد
6- الشكوكية : الحيرة في أمرًا ما



#أحمد_بدر_الدين (هاشتاغ)       Mr_Ahmed_Badr_Eldeen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من السماء إلي جحيم الجنس (1)
- الشخصية(2) personality
- الشخصية (1) personality
- الانتحار ودوركايم
- هل الشعراوي لا ينطق عن الهوي ؟
- الأغتراب
- مصر مش هبة النيل
- أنا أفكر إذًا الشيطان موجود


المزيد.....




- لم تكن بسبب تسرب غاز.. وفاة جين هاكمان وزوجته لا تزال لغزا
- رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد: علينا الاستعداد لـ-حرب استنز ...
- مصر.. بيان من الأمن حول مشاجرة بالأسلحة النارية في أحد أسواق ...
- -من أعطاهم الحق؟-.. ملياردير إماراتي يعلق على موقف إدارة ترا ...
- -بلومبرغ-: ذخيرة كييف قد تنفد خلال أشهر
- ما هي حظوظ نجاح الخطة العربية البديلة لإعمار غزة؟
- قتلى وجرحى في قصف مخيم للنازحين غرب السودان
- تلغراف: بريطانيا لا تقوى على قرع طبول الحرب الآن
- خبير عسكري: تغيير القيادات العسكرية في إسرائيل يرتبط بإخفاقا ...
- الكرملين: أمريكا وروسيا ناقشا ملف إيران النووي خلال محادثات ...


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد بدر الدين - سِفرُ الهُبوط..