أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الحريري - لماذا يرفضون صفقة القرن؟














المزيد.....

لماذا يرفضون صفقة القرن؟


طلال الحريري
سياسي عراقي

(Tallal Alhariri)


الحوار المتمدن-العدد: 6476 - 2020 / 1 / 29 - 17:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هنا لا اريد ان أُسهِب في تفاصيل مضمون اتفاقية السلام التي يُطلق عليها ( صفقة القرن ) فهي بإختصار اتفاقية لإنهاء الصراع واستبداله بالسلام والتنمية والتعاون، وهذه القيم العليا التي تمثل اهم مخرجات الاتفاقية لها نتائج وانعكاسات رهيبة اهمها ترسيخ اسس الاستقرار في الشرق الأوسط وحصر الصراع بمفهوم الإرهاب الإسلامي للتعامل معه وانهاء وجوده في المنطقة. وفي هذه النقطة تحديدا سيكون الهدف الجيوستراتيجي الأمريكي_العربي_الإسرائيلي محدد بالتعاون لإنهاء وجود النظام الإيراني بصفته اخر عقبة واخطر فاعل يهدد اسس السلام ورؤية استقرار الشرق الأوسط، والتعامل مع الإسلام السياسي والحركات الجهادية ايدولوجيا وسياسيا وامنيا. وبذلك تكون المنطقة بحسب الرؤية مهيئة لتعزيز اسس التنمية والاستقرار، والعمل على تأسيس تكتل اقتصادي كبير سينهي الازمات الاقتصادية ويضع رؤية افضل للمستقبل. ومن هذه الرؤية تتجلى اهمية ترسيخ هذه المبادئ وضرورة تحويلها الى قيم اجتماعية وسياسية تترافق مع المشاريع الاقتصادية والحضارية لتنمية الانفتاح والتنوع في دول وشعوب المنطقة. ولعل ما ذكرته في مقال سفر التكوين، ومقال الخليج الجديد قبل عدة اشهر يعد تحليلا عمليا لمخرجات هذه الصفقة الاستراتيجية.

هنا نعود الى السؤال الجوهري الذي اعتلى عنوان هذا الموضوع، لماذا يرفضون صفقة القرن؟
اولا علينا ادراك الفواعل الرافضة لها قبل كل شيء وبتصنيفها ايدولوجيا سنراها تنقسم الى ايدولوجيتين الأولى الاخوانية على مستوى احزاب وحكومات ومنظمات جهادية، الثانية الإيرانية على مستوى النظام ومليشياته الجهادية العابرة للحدود. اذن من يرفض هذه الصفقة المهمة هم من نضعهم تحت عنوان ( فواعل الإرهاب الإسلامي) وهؤلاء حضروا مسبقا منهجية اعلامية لمناهضتها وتجهيل شعوب المنطقة استباقيا عبر بروباغندا ممنهجة وماكنات اعلامية هائلة هدفها الإستراتيجي الحفاظ على الواقع لضمان استمرار الارهاب، ومنطق النزاع، واللااستقرار كي يضمنوا بالمقابل وجودهم المرتبط بشرعية ما يسمى بالمقاومة التي لا تمثل سوى مقاولة لنهب الشعوب وتخريب الدول ونشر الارهاب والنزاعات الصفرية التي يقودها الجهاديين.
هذه الرفضية المشبعة بالإرهاب والتطرف تريد اعادة العالم العربي الى الصراع والحروب التدميرية تحت قيادة الإرهاريين، وتحويل الشعوب العربية الى مشاريع ارهابية يتحكم بها الاخوان والايرانيين الذين خسروا شرعيتهم السياسية والدولية في هذه المرحلة الحاسمة التي تشهد رغبة دولية ورؤى عملية لمواجهة الارهاب الاسلامي.
لهذا السبب اصبحت القضية الفلسطينية اخر عروة يتمسك بها الاسلام السياسي( الاخواني والايراني) لضمان تموضعهم الارهابي في العالم العربي. ولكي ينجحوا كان لابد من توجيه هذه الماكنة الاعلامية لضخ الخطاب الاصولي ورؤية الجهادية والترويج للعداء والحرب بلغة صنعتها تراجيديا القضية المشبعة بالزيف والأباطيل والكراهية المطلقة. هذه الوسائل التي كانت سببا ليس بدمار دولنا وشعوبنا فقط بل كانت وما تزال اهم الاسباب لغزغزت كل الشعب الفلسطيني( تعميم نموذج غزة فكرا ومنهجا) والمتاجرة بمصيره وحقوقه الانسانية التي ترغب بالسلام وترفض الحرب بطبيعتها التاريخية والواقعية. لا يريدون هذا الحل التاريخي الذي يضمن للفلسطينيين دولة معترف بها امريكيا ودوليا تتمتع بالاستقرار والعلمانية والرفاه الاقتصادي ولا يرون في فلسطين الى استمرار كحاضنة للارهاب وقضية لشرعنة وجودهم الارهابي على حساب امال وتطلعات شعوبنا المنهكة بنيرانهم المشتعلة، وهم انفسهم لا يريدون لمدينة القدس/اورشليم ان تكون عاصمة للسلام والاندماج وتتشارك بها القيم الروحية والانسانية لهذا السبب يروجون للخطاب الفاشي العنصري الإلغائي لتشويه وعي شعوبنا وعرقلة رؤية التعايش السلمي.
إن تحليل ردة الفعل العربية تجاه الاتفاقية تعطي بعدا عميقا للوعي العربي العام الذي يتطلع للسلام والاستقرار ورفض العنف والارهاب والتطرف وهذا المتغير الاستراتيجي جعل هذه المحاور والفواعل تحترق من الداخل ولم ترى سبيلا للتخفيف عن حالة هيجانها المستمر الا بتعزيز خطاب الكراهية والرفضية وبث افكار الإرهاب والحروب في اوساط الرأي العام العربي.
وهنا اختم بالقول: الاتفاقية ليست مجرد اتفاقية سلام فقط بل هي اهم متغير استراتيجي شهدته المنطقة وفي حال تطبيقها ستتخلص الشعوب العربية من الارهاب الاسلامي وتنشغل بالتنمية والانفتاح الحضاري والاقتصادي وبناء دولها وتحديث قيمها بما يخدم الانسان قبل كل شيء لذلك على الدول العربية ان تدرك هذه الاهمية والمخرجات الاستراتيجية وتعمل على تطبيقها واقرارها بأسرع وقت وعدم السماح للإسلاميبن بالعبث مرة اخرى بمستقبل شعوبنا.
وأخيرا وليس اخرا ينبغي استبدال مصطلح التطبيع بمصطلح التعاون والإندماج لان التطبيع يعني تطبيع حالة غير طبيعية في حين ان الحالة الإسرائيلية بمقياس الدين والتاريخ حالة طبيعية لا تختلف عن الموروث الحضاري للمنطقة بل هي جزء مهم من هذا الموروث الذي يمكن ترجمته الى حضارة مشتركة مشبعة بالقيم الروحية والتعاون الانساني وقيم الاختلاف والتنوع.
#طلال_الحريري



#طلال_الحريري (هاشتاغ)       Tallal_Alhariri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألرّد الإيراني ومخرجاته الجيوستراتيجية
- لماذا جمدت اسرائيل ضرباتها الجوية في العراق وأيُ حرب تتحدث ع ...
- سقوط الإسلام السياسي في ظل المتغيرات الجيوسياسية
- احذروا ثلاث! ( كيف نحافظ على ثورة اكتوبر)
- الصدريون في ثورة اكتوبر_تفكيك الجدل
- العلمانية التي نُريد
- الصراع القادم_ الجزء الأول
- إستراتيجية التدمير الذاتي في رؤية احتواء ايران وبرنامجها الن ...
- الخليج الجديد. أيُ سلام مع إسرائيل؟
- إستهداف كركوك
- قبل عقد قمة مكة لردع إيران ينبغي أن تحموا مكة من صواريخ إيرا ...
- سِفْر التكوين/ لماذا سقوط النظام الإيران يُعد ضرورة حتمية، و ...
- الخطاب المعكوس. اهم اسرار السياسية الخارجية الأمريكية
- هل ستُضرب إيران وتشن امريكا حرباً لإسقاط نظامها؟
- ماذا بعد ظهور البغدادي
- سقوط النظام الايراني
- الاصلاح السياسي في العراق خدعة العصر !
- #داعش_الشر_المقيم! نهاية نظام #الاسد
- الانتخابات العراقية2014(صوت الناخب والتوجه السياسي)
- العراق دولة مدنية وسيبقى كذلك


المزيد.....




- فيديو منسوب لعبور أسطول أمريكي قناة السويس إلى باب المندب.. ...
- رسالة سورية لطمأنة واشنطن.. ماذا جاء فيها؟
- خمس لحظات تاريخية في جنازة البابا فرنسيس.. تعرّف عليها
- عباس يعين حسين الشيخ نائبا لرئيس منظمة التحرير
- ترويكا.. الحلقة الثالثة
- السعودية ترحب بتعيين حسين الشيخ نائبا لرئيس دولة فلسطين
- ميروشنيك: زيلينسكي أصبح -ملكا عاريا- بعد تحرير كورسك
- السعودية تعرب عن صادق تعازيها لإيران على خلفية انفجار ميناء ...
- فراشات صينية على الجليد الروسي
- منظمة التحرير الفلسطينية تصادق على حسين الشيخ نائبا للرئيس م ...


المزيد.....

- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الحريري - لماذا يرفضون صفقة القرن؟