أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - حوار بين الدين والسياسة















المزيد.....


حوار بين الدين والسياسة


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6449 - 2019 / 12 / 28 - 10:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أستهلال :
أوضح الشيخ الأزهري د. أحمد كريمة - في حقبة حكم الأخوان المسلمين في مصر 2012 – 2013 ، بين المهانة التي لحقت بالدعوة ومكانة الدين في النفوس جراء الممارسات الخرقاء للإخوان ، وصرخ وبكى من هتك قداسة الدين وجعله مطية للسياسة .. قاصدا الأخوان المسلمين !! . / منقول بتصرف من جريدة الأتحاد الأماراتية .

الموضوع :
ليس من معتقد أستغلت نصوصه بالسياسة والحكم والسلطة ، تفسيرا أو تأويلا أو تحويرا أو تكييفا ، كما أستغل وأستخدم المعتقد الأسلامي ، وقد بين ذلك د . علي مبروك ( مفكر وباحث مصري 1958 – 2016 ، أستاذ الفلسفة الأسلامية وعلم الكلام بكلية الآداب - جامعة القاهرة ، ويعد مبروك ، وأحد أهم الكتاب والمفكرين المصريين والعرب الذين ناقشوا التراث الإسلامى ) حيث قال في صالون علمانيون – الحديث منشور في 12. 2012 / نقل بتصرف : ( أنه في معركة صفين 37 هجرية / بين جيشي الأمام علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان ، حدثت خدعة " رفع المصاحف " من قبل أنصار معاوية ، لأحساسهم بالهزيمة ، قائلين : كتاب الله بيننا وبينكم ! ، وكانت هذه الواقعة أول أستخدام للدين / القرأن ، كوسيلة من أجل الحكم والسلطة ) .
1. وأعتقد شخصيا أن السيف لا زال منتجا للسلطة - ليس من معركة صفين فقط فحسب ، بل من سقيفة بني ساعدة عام 11 هجرية ( بين الأنصار / سعد بن عبادة وبشير بن سعد والحباب بن المنذر والمهاجرين / أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب ) ، على من سيخلف الرسول ، وهو مسجى في دار عائشة لم يدفن بعد ! ، ولكن الأمر والحال أخذ قالبا أخرا مرادفا للسيف ، وهو مبدأ القوة والجرأة التي كان يتمتع بها عمر بن الخطاب / والمستندة لجرأته بالدين أيضا ! ، عندما بايع أبو بكر الصديق ، ساعد هذا أيضا مبدأي القرب من الرسول / زواج الرسول من عائشة بنت أبو بكر وقرب الصديق وعمر من الرسول ذاته . وحول أجتماع السقيفة بين موقع الويكيبيديا التالي ( قال الحافظ أبو بكر البيهقي : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الحافظ الإسفراييني .. عن أبي سعيد الخدري قال : قبض رسول الله واجتمع الناس في دار سعد بن عبادة وفيهم أبو بكر وعمر قال : فقام خطيب الأنصار فقال : أتعلمون أن رسول الله كان من المهاجرين ، وخليفته من المهاجرين ، ونحن كنا أنصار رسول الله ، ونحن أنصار خليفته كما كنا أنصاره ، قال : فقام عمر فقال : صدق قائلكم ! أما لو قلتم على غير هذا لم نبايعكم ، وأخذ بيد أبي بكر وقال : هذا صاحبكم فبايعوه ، فبايعه عمر ، وبايعه المهاجرون والأنصار ) .

2 . والدليل على قوة عمر بن الخطاب في الدفع بالخلافة الى أبوبكر – والتصرف من ذات نفسه ! ، هو أعترافه في ثان يوم خلافة الصديق بقوله " أن ما تحدثت به الأمس هو رأي " ، وقد قال محمد بن إسحاق : .. حدثني أنس بن مالك قال : لما بويع أبو بكر في السقيفة وكان الغد ، جلس أبو بكر على المنبر ، وقام عمر فتكلم قبل أبي بكر ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال : أيها الناس إني قد كنت قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت إلا عن رأيي وما وجدتها في كتاب الله ، ولا كانت عهدا عهدها إلي رسول الله ، ولكني كنت أرى أن رسول الله سيدبر أمرنا يقول : يكون آخرنا وإن الله قد أبقى فيكم كتابه الذي هدى به رسول الله ، فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه الله له ، وأن الله قد جمع أمركم على خيركم صاحب رسول الله وثاني اثنين إذ هما في الغار ، فقوموا فبايعوه ، فبايع الناس أبا بكر بيعة العامة بعد بيعة السقيفة .

3 . وأرى أنه بنفس الوقت أيضا يستخدم عمر موضوعة " القرأن " ، بقوله " وإن الله قد أبقى فيكم كتابه الذي هدى به رسول الله ، فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه الله له " ، ثم يعقب بأحقية أبوبكر بكونه " صاحب رسول الله وثاني اثنين إذ هما في الغار " ، ثم يبين بأن أبو بكر هو خيركم ! ، وهذا الأمر يستوجب علامات الأستفهام ! ، لما ما يكون علي بن أبي طالب أو أبن عباس حبر الأمة هو خير الناس ! .

4 . لو تركنا الحقبة المبكرة للأسلام / وهذا الذي يشغلنا الأن ، وتعاملنا مع السيف والسلطة والقرأن – تحديدا ، في العصر الحديث ، المثل الذي يشخص أمامنا هو جماعة الأخوان المسلمين / تشكلت على يد الأمام حسن البنا عام 1928 في مصر ، هذه الجماعة المثيرة للشبهات تستخدم شعارا واضحا ملزما لمنتسبيها هو السيف والقرأن ، وهذه الجماعة تتبع المبدأ الميكافيلي " الغاية تبرر الوسيلة " ، فهي تستخدم الأسلأم برسوله وقرأنه وبكل موروثه في تحقيق أهدافها ، وبأي وسيلة أو طريقة كانت ! حلالا كانت أم حراما ! ، وأكبر مثال على ذلك ما قاله خيرت الشاطر / أحد قيادات الأخوان ، عقب عزل محمد مرسي ( " الجماعة أو حرق مصر " هذه العبارة التى أطلقها خيرت الشاطر مهندس الإرهاب فى جماعة الإخوان قبل ساعات من عزل مرسى فى 30 يونيو 2013 ، أصبحت حقيقة مطلقة ، خاصة مع تزايد العمليات الإرهابية وكان آخرها تفجيرات مدينة الطور بسيناء ، وميدان المحكمة فى مصر الجديدة وتفجيرات شارع رمسيس ، « الإخوان » نجحت بالفعل فى ترجمة كلمات الإرهابى خيرت الشاطر .. / نقل من موقع اليوم السابع ) ، لا تهتم هذه الجماعة لا بمصر ولا بأي مبدأ وطني ، وأعتقد ما قاله مهدي عاكف / مرشد الأخوان الأسبق 1928 – 2017 ، " طز في مصر والجماعة فوق الجميع " هو خير دليل على التفاهة الأخلاقية لهذه الجماعة . وعن مدى خطورة هذه الجماعة يبين صموئيل تادرس المحلل السياسي بمعهد هدسون للحرية الدينية الذي قال : " إن الإخوان ليس لديهم شعار أو هدف بعد سقوط مرسي من الحكم سوى « النصر أو الموت » / نقل من موقع العرب " ، وبرأي هذه الستراتيجية تضرب عرض الحائط شعار( السيف والقرأن ) ، وتضع موضوعة تحقيق أهدافها بغض النظر عن موافقة هذه الأهداف للقرأن أم لا ، المهم الوصول للسلطة ، وبأي ثمن أو طريقة كانت ! . * سأكتفي بهذه الأضاءأت ، حول أستخدام الدين / القرأن ، سياسيا في تحقيق أغراض أو أهداف الحكم ، وللعلم أن أثنتان من هذه الأضاءأت محوريتان وهما معركة صفين 37 هجرية وشعار الأخوان المسلمين 1928 م ، والثالثة / مبايعة أبو بكر في السقيفة ، من الممكن أعتبارها ولو جدلا ضمن المحورين ! .. وسأسرد في الأتي قراءتي الخاصة للموضوع .
القراءة :
بعيدا عن الأضاءأت وما جاء بها من أفكار ، أود أن أبين التالي : -
1 . أني أرى ليس حسرا ما جاء من أضاءأت كان الدين الأسلامي وما يمثله من ركائز وثوابت / القرأن أو الرسول وأحاديثه وسننه و.. ، أستخدم كسبل وطرق ووسائل لتحقيق مأرب سياسية ، ولكن الأسلام نفسه بعد أن أنتهت الدعوى المحمدية بعد موت الرسول - وهذا ما بينه المفكر أدونيس أيضا ، أخذ يستهلك في السلطة والحكم !! ، وأرى منذ عام 11 هجرية وما بعد ، وبالتحديد من سقيفة بني ساعدة ، أخذ الدين يتأطر سياسيا ، وأخذت أيات القرأن وسنن وأحاديث الرسول تتحور وتتكيف وتؤول من قبل العلماء والفقهاء خدمة للحاكم ! على أعتبار أن الحاكم يمثل سلطة الله على الأرض - " السلطان ظل الله في الأرض " / حديث متواتر ، لذا أن أطاعته واجبة وملزمة ، وهذا مؤكد أيضا وفق الأية التالية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء: 59] ) ، " فهذه الآية نص في وجوب طاعة أولي الأمر ، وهم : الأمراء والعلماء ، وقد جاءت السنة الصحيحة عن رسول الله تبين أن هذه الطاعة لازمة ، وهي فريضة في المعروف / نقل من موقع أبن باز " ، والأمر يتأكد أيضا بالحديث التالي : عن ابن هريرة عن النبي قال "... ومن يطع الأمير فقد أطاعني ، ومن يعص الأمير فقد عصاني " / رواه البخاري (7131) ومسلم (1835)..
* أذن طاعة الحاكم واجبة وفق النصوص المشار أليها ، وأن كان الحاكم ظالما أو جائرا ، والتاريخ يشهد بذلك ، خاصة في العهدين الاموي والعباسي وما تلاهما ! .
2 . والدين تعدى أستخدامه السياسي ، الى أفاق أوسع ظلامية ، حيث تسند الى نصوصه ، بل الى كل موروثه ، كل عمليات القتل والسحل والصلب والحرق التي تمارس من قبل المنظمات الأرهابية الأسلامية كالقاعدة وداعش وبوكو حرام وغيرهم ، وهذه الجماعات بذات الوقت تكفر وتتحارب مع بعضها البعض .
3 . وختاما : أن كل الظلم والجور الذي أصاب الشعوب العربية سببه الأساسي هو الدين المسيس من قبل علماء وفقهاء وشيوخ ودعاة باعوا الدنيا والأخرة خدمة لأرضاء الحاكم ! منذ الخلافة الراشدة الى السلطنة العثمانية مرورا بالعصر الأموي فالعباسي .



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساؤلات في القرأن
- سقطت العمامة في القمامة .. العراق ينهض
- الوصاية الدينية على الفكر .. الاسلام كنموذج
- العراق ينهض من جديد
- وأخيرا .. - أستقال - الله من كونه ألها للأسلام
- الموروث الأسلامي وفقه العنف
- قراءة حداثوية للسيرة النبوية لأبن أسحاق
- الموروث الأسلامي بين دهاليز الماضي وحقيقة الوجود
- شيوخ الأسلام و حرق العراق
- الدعوة للأسلام و جلد الذات الألهية
- قراءة حداثوية بين الزكاة والخمس
- الموروث الأسلامي .. بين تأريخ المفقود وواقع مشبوه
- المسلمون وفهم النص القرأني
- القرأن بين الأمس واليوم
- القرأن ... العقيدة الخفية
- الرسول والأسلام المبكر .. أضاءة في الصميم
- قراءة في غزوة سيرلانكا
- المرأة بين المسيحية والأسلام
- الأعجاز القرأني .. رؤية عقلانية
- رجال الكنيسة وحالة الضعف والهوان


المزيد.....




- السعودية.. إطلاق خدمة هي الأولى من نوعها داخل المسجد الحرام ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي في المح ...
- إيهود باراك يفجّر -قنبلة-: ’لا عودة للقتال في غزة’.. لهذه ال ...
- إيهود باراك: نتنياهو يبيع الأكاذيب للأمريكيين.. ومقترحات ويت ...
- 20 اقتحاما إسرائيليا للأقصى ومنع رفع الأذان في 44 وقتا بالحر ...
- افرحوا ماما جابت بيبي..ثبتها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يهنئ رؤساء الدول الاسلامية بحل ...
- الرئيس بزشكيان يدعو الى تعزيز التعاون بين الدول الاسلامية وت ...
- بزشكيان يهنئ قادة وشعوب الدول الإسلامية بحلول شهر رمضان
- مجلس الشورى الاسلامي يحجب الثقة عن وزير الاقتصاد 


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - حوار بين الدين والسياسة