قناة الجزيرة .. تسويق الإرهاب عربيا ؟

داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 445 - 2003 / 4 / 4 - 02:58
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

مهمة جديدة أضافتها ( قناة الجزيرة ) لسلسة مهامها الإستراتيجية والملحة في الفضاء الإعلامي العربي وتتمثل في اللعب على أوتار الأكاذيب ومحاولة الإنفراد بمواقف بطولية قومية زائفة ولامصداقية لها ؟ وتسويق أكاذيب الدعايات الفاشية البعثية المضحكة وفي عصر الحرية المعلوماتية ؟ والمهمة الجديدة هي تسويق الفاشيين والعملاء ودعاة الإرهاب الشمولي هي إستيراد دعاة النظام العراقي المهزوم وواجهاته الإستخبارية  وإستثمارهم في معاركها ضد سياسات الدول الخليجية المناوئة لها وفي أسلوب إعلامي مبتذل يتشابه والأساليب الإعلامية للأنظمة الفاشية والنازية البائدة في الدعاية المريضة والتمجيد الأهوج وخلط كل الأوراق ومحاولة إستغلال عواطف الجماهير وتوجيهها وفقا للغايات والأهداف المريضة والمبرمجة للسياسة الإعلامية للجزيرة والتي كشفت حرب تحرير العراق من الفاشية والإرهاب عن وجوهها الحقيقية ؟ فقبل يومين على وجه التحديد ظهر على شاشة أخبار الجزيرة أحد الوجوه العراقية المعروفة بإرتباطاتها بنظام صدام من خلال يافطة المعارضة المزيفة التي يرفعها ففي مقابلة مع المذيع الجزيري ( توفيق طه ) ظهر عبد الجبار سليمان إرزيج الكبيسي مسؤول التنظيم الإستخباري المسمى ( التحالف الوطني العراقي ) ومقره باريس والذي ينتحل صفة المعارضة العراقية ! ظهر على شاشة ( الجزيرة ) وفي لفتة غريبة ومبادرة لاأستطيع فهمها تحديدا وبعد المؤتمر الصحفي البذيء لنائب صدام طه الجزراوي والذي كان واضحا من انه واقع تحت تأثير صدمة عصبية عنيفة وإنهيار نفسي حاد إنتظارا للمصير الأسود الذي ينتظر الطغمة البعثية الحاكمة في بغداد عبر إعدامهم أو اسرهم وخضوعهم للمحاكمة الدولية كمجرمي حرب من الطراز المتميز ! ، وقد صب الجزراوي جام غضبه وحقده البعثي الأسود على المملكة العربية السعودية وعلى وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل تحديدا وشمل الأمير بندر بن سلطان السفير السعودي في واشنطن ؟ إلى هنا والمسألة طبيعية فمواقف النظام العراقي من كل الدول العربية هي مواقف عدائية كما أن حقده على المملكة العربية السعودية بالذات ليس له حدود لأنها كانت السبب الرئيسي والعامل الحاسم في طرده من الكويت والوقوف بوجه توجهاته العدوانية المسعورة ومنعه من التمادي في إطلاق ترهاته وسخافاته حول الجهاد وبقية الشعارات الدينية البعيدة كل البعد عن الفكر البعثي العفلقي المعادي للدين والتراث وكل القيم الإنسانية الحقة  ، وشتائم الجزراوي لاتختلف في حصيلتها وتدنيها وتهافتها عن ألفاظ وزير الأكاذيب البعثية وغوبلز البعث محمد سعيد الصحاف لأنها تعكس طبيعة النفوس الشريرة والعقليات الخاوية والجهلاء الذين يحكمون العراق برعونة ودمار منذ أكثر من ثلاثة عقود سوداء ؟ ولكن ماهو غير الطبيعي والشاذ أن تقوم الجزيرة بعد وصلات الردح الجزراوية المتهافتة بإستضافة عنصر إستخباري لايقل بذاءة وعدوانية وفاشية عن أسياده في بغداد وهو المدعو عبد الجبار الكبيسي ؟ ولا أدري بأي صفة دخل الدوحة ؟ ومن دعاه إليها ؟ وماهي قيمته في دنيا السياسة العراقية ؟ وماهو حجمه الحقيقي في بورصة المعارضة المزورة التي يدعيها ؟ فلقد أكمل هذا الكبيسي المسعور حملة سيده الجزراوي ليطلق وابل من الشتائم الرخيصة والمتدنية ضد السياسة السعودية ؟ بل وتطرف في نشر فيروس العداء والحقد والعدوانية بوضوح حينما هدد وبطريقة إرهابية السعوديين محملا إياهم مسؤولية مقتل المدنيين العراقيين في الحرب الدائرة حاليا ؟ ومتوعدا بأن النظام العراقي سيقتل أربعة سعوديين مقابل كل عراقي يقتل ؟؟ نعم هذا ماحصل بالضبط على شاشة الجزيرة وعلى عينك ياتاجر ؟ أي أن الجزيرة قد تحولت بسبب ممارسات إدارتها والعاملين بها والأطراف الخفية التي تسيرها إلى خلية عمل إرهابية وإلى منبر إرهابي واضح المعالم يحرض على العدوان والكراهية ونشر العداء بين الشعوب العربية تماشيا مع خطة الجزيرة في توسيع دائرة العداء والكراهية ضد المملكة العربية السعودية بشكل خاص ؟ ولكن من هو عبد الجبار الكبيسي هذا الذي يتوعد بقتل السعوديين بالجملة والمفرق ؟ وهل يعلم المواطنون العرب عنه شيئا ؟ وماذا يمثل في دنيا السياسة العراقية لكي يتم إستجلابه وهو يعرض تهديداته الإرهابية السقيمة في نشرة أخبار الجزيرة ؟ ليؤشر بعد ذلك أن الجزيرة قد تجاوزت كل الحدود في عدوانيتها وإرهابها وتحولها لوكر من أوكار الإرهاب الدولي سواءا من خلال علاقاتها مع إرهابيي القاعدة ؟ أو وشائجها التنظيمية والمالية مع الإرهابيين البعثيين في العراق ؟

عبد الجبار الكبيسي هو بعثي عراقي سابق من جماعة التنظيم السوري كان أمينا قطريا للبعث العراقي المرتبط بدمشق منذ أوائل الثمانينيات وحتى منتصفها وكان معروفا بطائفيته وعدوانيته وكراهية العراقيين في سوريا له ثم بعد أن إكتشفت المخابرات السورية علاقاته مع نظام صدام طردته شر طردة وفي فضيحة أخلاقية كبرى مازال الشارع الدمشقي يتكرها حتى اليوم وأسس في باريس فيما بعد تنظيما يتمسح برداء المعارضة في محاولة لإختراقها ثم زار العراق مع مجموعة قليلة من أتباعه المتساقطين ليبايع القيادة العراقية ويعمل على تسويقها شعبيا لكنه فشل في ذلك فشلا ذريعا ونبذ أبشع نبذ وظل مكروها من الجماهير ؟ ولا أعلم سر لجوء قناة الجزيرة لهذه الورقة المحروقة سياسيا وشعبيا وإستثمارها في حملتها العدائية المشبوهة ضد السياسة السعودية ؟ الأمر الذي يفصح عن الأساليب اللاأخلاقية لقناة الجزيرة في ممارساتها الإعلامية ، وبعيدا عن اللجوء لسياسات التحليل العامة فإن قناة الجزيرة قد تحولت بإمتياز لمنبر مهم من منابر الإرهاب الأصولي والبعثي والشمولي ؟ وهو على مايبدو توجه إستراتيجي إختطته الجزيرة لنفسها رغم وجود قيادة القوات الأميركية الوسطى على بعد فراسخ قليلة من مقرها ... إنها سياسة الصعود نحو الهاوية ؟ .

 

#داود_البصري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات