أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منسى موريس - العقل والمفهوم والواقع














المزيد.....


العقل والمفهوم والواقع


منسى موريس

الحوار المتمدن-العدد: 6322 - 2019 / 8 / 16 - 23:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن ثالوث العقل والمفهوم والواقع يتضمن الحقيقة ولايمكن أن تكون هناك حقائق خارج هذا الثالوث المترابط مع بعضه البعض .
فالعقل لايمكن أن يعمل بدون المفهوم والمُصطلح لأن الفكر يُصاغ داخل قوالب المفاهيم , لذلك يتغذى العقل على المفاهيم لتكوين ذاته ويكشف عن نفسه بها ومن خلالها , والواقع هو الإطار الذى تُترجم فيه كل هذه المفاهيم ويُعتبر ثمره العقل والمفهوم .
عندما كُنت صغيراً وكُنت أشاهد الأخبار السياسية أثناء فترات الإنتخابات فكان كل مُرشح ينسب إلى مشروعة السياسى كل مفاهيم ومبادىء العدل والمساواه , فطرحت على نفسىى هذا السؤال مادام الكل صادق و له نفس الهدف والغرض وهو تحقيق الخير العام لماذا نختارو نُفضل فُلان عن فُلان؟؟ وشغلنى هذا الأمر كثيراً وعندما مرت بعض السنين طرحت نفس الفكرة لكن بطريقة سؤال مختلفة
هل الإختلاف فى طريقة تحقيق هذه الأهداف أم فى إختلاف المفاهيم المُتضمنه فى برامجهم السياسية؟ ولو كان الإختلاف فى الطريقة ما العمل لو كان كل شخص سيُحقق نفس النتائج فى نفس الوقت تقريباً وبطرق شبه متساوية ؟ إذاً على أى اساس سوف نختار شخص ما؟ ولو كان فى المفاهيم فكل مُرشح ينسب لنفسه المبادىء والمفاهيم الخيرة ؟
وعندما بدأت بدراسة الفلسفة فلاحظت نفس الشىء تقريباً كل مذهب فلسفى أو ايدلوجية أو معتقد ما يتبنى نفس الفكرة التى وجدتها عندما كُنت أ ُشاهد البرامج السياسية فى فترات الإنتخابات الكل ينسب لنفسه كل المفاهيم والمبادىء الكلية الخيرة فلايمكن أن تجد معتقد ما يقول لك أنا أدعو للظلم وللخراب والدمار لأن العقل يشمئز من هذه المفاهيم ولو عُرضت عليه لرفضها فى الحال؟ وهذا يُثبت أن الإنسان طبيعتة خيرة فلايقبل بطبيعته هذه المفاهيم بل يقبل ما يقابلها تماماً لذلك كل الأفكار والمعتقدات تُعرض أمام العقل على أنها مفاهيم مبنية على مبادىء خيرة.
لكن علينا أن نطرح سؤال آخر إذا كان العقل لايقبل إلا الأفكار التى تنطوى على مفاهيم الخيرويشمئز من المفاهيم الهدامه المُدمرة لماذا نجد الكثير من البشر يؤمنون بعقائد وأفكار تأمربقتال المخالفين سواء سياسياً أو دينياً ؟
والإجابة أن العقل يُمكن خداعة ويُمكن أن يكون فريسة سهله إذا تم تغيير مضمون المفهوم وجعله متناقضاً معه لأن كما ذكرت آنفاً أن العقل يعمل وفق مفاهيم , فمثلاً كل المُجرمين والإرهابيين نجد أن المفاهيم التى يؤمنون بها مضمونها يُناقضها تماماً فهذه الجماعات ترى أن من العدل إقصاء الآخر هنا تم تغيير مضمون المفهوم فى عقولهم فالعدل لايُمكن أن تكون نتيجته إقصاء الآخروقتله , تخيل لو إنسان إرهابى يُريد أن يقتُلك لأنه بقتلك سيتحقق وفق عقلة العدل؟؟؟ تخيل أن هذا الشخص يؤمن بالعدل وهذا الإيمان كان دافعه الأساسى لقتلك؟؟؟؟؟ ما الذى حدث هنا؟ الذى حدث هنا ببساطة قد تم تغيير مضمون مفهوم العدل عنده لأنه لايُمكن أن يكون من العدل قتل إنسان كل جريمتة أنه مختلف عنك؟ !!!
فالخطيئة الكبرى للعقل هو إبتلاع المفهوم دون تحليل مضمونة ومقاربتة على أرض الواقع.
لذلك لانستغرب حين نجد أن كل الأفكار والمعتقدات والأيدولوجيات تتبنى المفاهيم الرئيسية للعدل والمساواة والخير ونجد عند تحليل مضمون هذه المفاهيم عقلياً وواقعياً نجدها منبع للخراب والدمار الظلم .
فلكى يصل العقل إلى الحقيقة عليه أن يؤمن بثالوث الحقيقة العقل والمفهوم والواقع ولايفصل أقانيمة عن بعضها البعض فالعقل يعمل وفق المفاهيم ولكن العقل بدورة تحليليها والواقع يتم خلقه من تحليل المفاهيم .





#منسى_موريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة المثقف المسيحي
- التعليم المصرى بوابة تؤدى إلى الجهل .
- الكنيسة التى خانت المسيح
- العبودية وموت الذات
- ماهية إصلاح الفكر المسيحيى؟
- مقدمة فى إصلاح الفكر المسيحيى
- لماذا يخلق الله البشر مع انه يعلم أن منهم سوف يذهب لجهنم؟
- رسالة مُهمة من مسيحى إلى البابا تواضروس ؟
- الفلسفة بين ترتليان والغزالى؟ فلاسفة ضد الفلسفة؟
- المسيحيين بين سُلطة الكنيسة والدولة والمُتطرفين
- تناقض الشخصية المسيحية
- دموع بلا ثمن
- آمنوا بالأنسان واكفروا بالأوهام.
- كيف ظلم رجل الدين الله؟
- الهة المجتمعات؟
- امة متدينة بفطرتها ام ملحدة بطبعها؟
- قتلنا الأنسان لنقيم الحيوان
- العقل المسروق


المزيد.....




- إعلام: السلطات الأمريكية تخطط لفرض قيود على دخول المواطنين ا ...
- قائمة بالجنسيات.. السلطات الأمريكية تخطط لمنع مواطني دول عرب ...
- ترامب حول مفاوضات وقف النار بغزة: الوضع معقّد للغاية.. نأمل ...
- رجل أعمال يرفع دعوى ضد نائبة أمريكية اتهمته بـ-الاعتداء الجن ...
- روبيو: الولايات المتحدة تعارض فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جد ...
- تعيين ملياردير أمريكي نائبا لوزير الدفاع
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على مشروع قانون تمويل مدته ستة أش ...
- خارجية جنوب إفريقيا: سنعالج مسألة إعلان واشنطن أن سفيرنا شخص ...
- -مسؤولون حكوميون وضباط وذوو نفوذ-.. محاكمة رجلين في فضيحة بي ...
- رئيس وزراء كندا الجديد: لن نكون جزءا من أميركا


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منسى موريس - العقل والمفهوم والواقع