أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الأقبح والأجمل .. الإختيار المضغوط بقساوة اللحظة.














المزيد.....

الأقبح والأجمل .. الإختيار المضغوط بقساوة اللحظة.


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 6167 - 2019 / 3 / 8 - 16:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأقبح والأجمل .. الإختيار المضغوط بقساوة اللحظة.
جعفر المظفر
وكأننا صرت مجبرين على المقارنة بين صورتين لمخلوقَيْن قبيحَيْن تحت عنوان من هو الأجمل بينهما !
وبما أن كِلا المخلوقين بشِعيْن لكن بدرجات مختلفة سنكون مضطرين حينها لإختيار المخلوق الأقل قبحا كمخلوق جميل. بهذا نقع في الفخ مشيا على الأقدام.
الواقع أن الإجابة التي تصدر على مقارنات من هذا النوع غالبا ما تكون موجهة بوحي من طبيعة السؤال نفسه. وفي الحالة أعلاه نجد أن المخلوق القبيح تحول إلى مخلوق جميل وذلك من خلال مقارنته مع المخلوق الأقبح.
إن فِعْل الإيحاء هنا ومفعوله واضحان جدا, والنظرية نفسها أو ما أسميه (الإجابة المقارناتية) باتت تستعمل اليوم لتبييض صفحة النظام الصدامي. كثير من العراقيين, من بينهم من كان عدوا لدودا لصدام حسين, بات يؤكد على أن نظام صدام هو الأفضل لحكم العراق.

إن الإجابة هنا باتت مضغوطة بأحكام السؤال (من هو الأفضل ؟) ولو كان السؤال من هو الأسوأ لتمت الإجابة بوحي من طبيعة السؤال نفسه وجاءت محددة لفظيا لكي تضع النظامين في الخانة السيئة وتبدأ بعدها بتعداد مساوئ كل نظام على حدة من خلال الإجابة على سؤال تحدده طبيعة المقارنة, أي من هو الأسوأ.
دون أدنى شك لو قدر أن تجبر الناس على إختيار أحد الخيارين : السئ والأسوأ, اللذيْن لا ثالث لهما فسوف يختارون السيئ كنظام أفضل.
إن مقارنات من هذا النوع هي مقارنات غير عادلة بالمطلق.
في حالة المخلوقين القبيحين ,بمقاييس الجمال المتفق عليها, صرنا محكومين لإعتبار القبح جمالا. وبالطريقة ذاتها فإن عقول الناس المسجونة في مساحة المقارنات الثنائية تصبح مكيفة تدريجيا للبحث عن الجمال في الأقل قبحا وليس في الأكثر جمالا.

ولأجل تسييس المقارنة سأورد المثال التالي : لو سألنا تحديدا من هو الأفضل بين الإستعمارين, العثماني أم الإنكليزي, من خلال إعطاء درجات خاصة للمقارنة بين مشاهد بعينها مثل قطاع التعليم أو طبيعة النظام السياسي أو حتى طبيعة تكوين الدولة العراقية الجيوبوليتك لإخترنا الإستعمار الإنكليزي.
طبيعة الحال إن إجابة من هذا النوع ستأتي مشوهة حتما لأنها تجبرك مقدما على إختيار ما إختاره واضع السؤال نفسه ولا تجعلك حرا في البحث عن طبيعة النظام الفاضل حقا.
وما أسميه هنا (المقارنة المؤامراتية) يمكن أن تأخذنا إلى مطبات خطيرة كنا بالأمس القريب على أبواب أن نقع في مهالكها. في اثناء المواجهات الطائفية بدأ البعض يُنظِّر لحل الدول الثلاث (شيعية في الجنوب وبعض الوسط وسنية في المناطق الغربية وبعض الوسط وكردية في الشمال) وهكذا وضعونا في مساحة الإختيار بين الحالة الأسوأ والحالة الأقل سوء, اي بين تقسيم العراق طائفيا بحثا عن السلام وبين إستمرار المواجهات الطائفية في عراق واحد.

إن الشعب العراقي المتعب, الذي لم يهدأ له بال طيلة عقود زمنية متتالية, والذي تعاقبت عليه الأزمات المدمرة وظل يخرج من السيئ ليقع في الأسوآ, قد بات مهيئا ذهنيا لإختيارات يقع أفضلها في الخانة السيئة .. وهكذا يصير صدام حسين بطلا في عيون من كان يعتبره بالأمس مدمرا, وتصير الصدامية حلاَّ بعد أن كانت هي المشكلة !.




#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (2)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موحش طريق الحق
- قانون سجناء رفحاء وقانون أصدقاء صدام .. أيهما الأشد ضررا وإس ...
- الحمل خارج الرحم
- الكارثة أن نحسبها على طريقة يوم لك ويوم لي
- بعض من بعض الذي كان (2) .. لكان أفضل لو أن إيران كانت قد إعت ...
- بعض من بعض الذي كان .. دعوة حارة لإيران أن تعترف بإسرائيل
- إبن خلدون وقضية غياب الدولة
- المرجعية الشيعية العراقية ودولة الكيان الموازي (1)
- ثقافة الفرح عندهم وثقافة الحزن عندنا
- أتمنى للعراقيين عاما مظلما كظلام بدر شاكر السياب.
- وطن من هو العراق ؟!
- بَيْن عِراقَيْن
- الطائفية الشيعية هي الطريق الأفضل لإمتهان الشيعي وتحقيره وتع ...
- نحن والشاعر المبدع
- ساسون حسقيل وثقافة جلد الذات والرائحة التي تزكم الأنوف
- الطائفية الإجتماعية والطائفية السياسية بلغة التخريج الرقمي.
- العرقنة
- هل ستوافق إيران على العودة إلى مائدة المفاوضات
- الصلاة خلف الشاوي أسلم والأكل مع الحمامي أدسم
- الأكثرية أكثرية الحق لا أكثرية العدد


المزيد.....




- ترامب: -القرم ستبقى مع روسيا- في مقترح السلام.. وزيلينسكي يت ...
- تدهور حاد بعلاقات البلدين.. إليك ما نعلمه عن التوتر الحاصل ب ...
- وزير النفط الإيراني: موسكو وطهران تبحثان بناء منشآت نووية جد ...
- السويد تشدد الرقابة على المتفجرات
- زاخاروفا: روسيا تحمي العالم من النازية الجديدة
- استدعاء جديد للناشط أحمد دومة أمام نيابة أمن الدولة: استمرار ...
- كأس اسبانيا- برشلونة يسعى للرباعية وتكريس تفوقه على الريال
- الجيش اللبناني يتخذ تدابير أمنية استثنائية على أثر الاشتباكا ...
- عناصر من -الدعم السريع- يسلمون أنفسهم للجيش السوداني (فيديو) ...
- ترامب: نتنياهو لن يجرني إلى حرب مع إيران ومستعد للقاء المرشد ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الأقبح والأجمل .. الإختيار المضغوط بقساوة اللحظة.