أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمجد المصرى - العبودية باقية !














المزيد.....


العبودية باقية !


أمجد المصرى

الحوار المتمدن-العدد: 6101 - 2019 / 1 / 1 - 16:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العبودية قديمة قدم الإنسان على الأرض، لحاجة البعض لتأمين قوته الذى عجز عن توفيره، أو لحاجته للحماية باللجوء إلى سيد قوى مُهاب فائق القدرات. و العبودية أقرتها عصور غابرة لأسباب اقتصادية لتوفير العمالة زهيدة الأجر للرعي و الزرع و التجارة ، ثم صارت نظاما إجتماعيا مرت عليه الأديان الإبراهيمية مر الكرام ، فلم تر ثمة ضرورة لإلغائه أو تحريمه رغم معاناة العبيد و الإماء من عسف السادة و الحكّام الذين إكتظت قصورهم بالنساء و الغلمان لأغراض شتى

عندما ترتهن معظم شؤون امرئ بإرادة آخر فتلك هى العبودية ، يصبح الأول عبدا و الآخر سيدا أو قل ربا أو إلها حتى ولو أنكر كلاهما ذلك الواقع الذى قد تشكل من طبيعة العلاقة بينهما ، قد تكذب الكلمات ولكن الأفعال دائماً صادقة
{ وقد تَنْطِقُ الأشياءُ وهْيَ صَوَامِتٌ .. وما كُلّ نُطْقِ المُخْبِرينَ كلامُ } ربما قالها أبو العلاء المعري فى أمر كالذى نستعرضه اليوم
يعتمد العبد على ربه فى الرزق و الستر و العافية و أكثر من ذلك ، و الرزاق بطبيعة الحال يملك إرادة المنح أو المنع ، الإغداق أو التقتير ، الإسراع بالنجدة أو التأنى ، و فى جميع ما سبق تكون مشيئة الرب ذات غرض أو حكمة قد يتوقعها أو يخمن بها العبد لكنها معلومة يقينا لدى ذلك الرب المعطى الوهّاب

و مؤخرا، و بعد بزوغ نجم ( العولمة ) و العالم أحادى القطب فيما أعقب انتهاء الحرب الباردة ، ظهرت عبودية جديدة ، ظهرت ( الأمـة الرب ) و الأمم العبيد التى اعتنقت الدين الجديد
و من أسف ، و من عجب أيضا أن الذين هرولوا ودخلوا فى الدين الجديد أفواجا كانوا هم العرب المسلمون بكل أقطارهم و حكامهم و أشياخهم و كل نخبهم و عوامهم أيضا ،مع إستثناءات لا تفى القاعدة،بل تؤكدها. صار السيد / الرب الأمريكى يأمر فيطاع بغير تردد و لا تقصير و لا تفكير
صاروا يدينون بالعولمة دينا و عقيدة ، و بالبيت الأبيض إلها و على سنة كل رئيس أمريكى صاروا يتعبدون ، فغدت الآية الجديدة تقول { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا البيت الأبيض و أطيعوا الرئيس و أولى الأمر منكم لعلكم تفلحون }
أحجم العبيد فى صحاريهم عن التضرع لربهم القديم بصلاة الاستسقاء بركعاتها و أورادها بعد أن أنعم عليهم السيد / الرب الجديد بماكينات تحلية مياه البحر ليشربوا و يزرعوا و يتحمموا أيضا
كفوا أيضا عن مناداة ربهم القديم ( يا خفى الألطاف نجنا مما نخاف ) إذ وهبهم الرب الجديد الأسلحة و الذخائر التى باتوا يخيفون بها من جاء لإخافتهم ، و دون استعانة بخفى الألطاف القديم
هجروا من كان دون غيره يعلم ما فى الأرحام بعد أن أصبحوا جميعا يعلمون ما فى الأرحام - بواسطة جهاز السونار الذى أنزله لهم الرب الجديد من لدنه رحمة للعالمين
و كان حريا بالرب الجديد أن يظهر ربوبيته لعباده و بأنه ( الحافظ للمتقين ) فأرسل ملائكته فى الماضى القريب يحاربون دفاعا عن الكويت و أوقع العذاب الأليم بالعبد المارق العاصى الزنيم (صدّام) حتى شنقه فجر العيد ليشف صدور قوم خاضعين
و من عبقرية الرب الجديد أنه لا يجد مشكلة فى الشرك به و انخراط عباده فى التعبد لآلهة أخرى ، و يسمح - من فرط رحمته و حكمته - لأولئك العباد بأن يوجهوا السباب فى العلانية أحيانا و يتظاهرون بالكفر به ، وذلك بشرط ألا يقصروا فى الفروض الواجبة تجاهه .. فطفق كل راع فى ربوع المؤمنين يقسو بالتقتير على رعيته ليؤمن الأخماس التى يوردها للسيد الرب بعد الطواف حول البيت ( الأبيض ) و السجود بقدس أقداسه بحسب الشريعة السمحاء الجديدة ، و يخوض الحروب برعيته يقتل ويدمر و يروع أعداءه الذين رماهم بالكفر أو الفسق أو الفجور و ادعى أنهم أعداء الإله الجديد ، و ملائكة الرب المخابراتية تراقب الأداء و تحسب الحسنات و السيئات و من ثم يكون الثواب أو العقاب .

------- وفى مقال قادم يأتى الحديث عن الشيطان --------



#أمجد_المصرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (2)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخنا الذى نباهى به الأمم
- ( الإنسانيون )
- فى المسألة الانتخابية
- الحالة المصرية : مخاوف مشروعة
- حزب مصر الحضارة
- على هامش غزوة العمرانية - 1
- نحو دولة مدنية تسمح بالزواج المدنى
- أين الدولة المدنية ؟
- مرة أخرى
- فى سكة زمان راجعين
- جئتم للحوار و لا تطيقون حوارا
- مغامرات كهيعص (روايه) الجزء 17
- قراءة فى كتاب : حارة النصارى
- بدايات الدعوة - كهيعص 16
- هل كان أبو بكر الصديق فاسقاً ؟
- بدايات الدعوة - كهيعص 15
- بدايات الدعوة - كهيعص 14
- إنتبه من فضلك ، مصر ترجع إلى الخلف
- الفتنة التى يريدونها نائمة
- النازيه


المزيد.....




- السعودية.. إطلاق خدمة هي الأولى من نوعها داخل المسجد الحرام ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي في المح ...
- إيهود باراك يفجّر -قنبلة-: ’لا عودة للقتال في غزة’.. لهذه ال ...
- إيهود باراك: نتنياهو يبيع الأكاذيب للأمريكيين.. ومقترحات ويت ...
- 20 اقتحاما إسرائيليا للأقصى ومنع رفع الأذان في 44 وقتا بالحر ...
- افرحوا ماما جابت بيبي..ثبتها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يهنئ رؤساء الدول الاسلامية بحل ...
- الرئيس بزشكيان يدعو الى تعزيز التعاون بين الدول الاسلامية وت ...
- بزشكيان يهنئ قادة وشعوب الدول الإسلامية بحلول شهر رمضان
- مجلس الشورى الاسلامي يحجب الثقة عن وزير الاقتصاد 


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمجد المصرى - العبودية باقية !