أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - الأوكسيجين السوري














المزيد.....


الأوكسيجين السوري


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1516 - 2006 / 4 / 10 - 09:03
المحور: كتابات ساخرة
    


يقول العالمون بخفايا الأمور, أن طبقة الأوزون التي تحمي الأرض من الأشعة الضارة بدأت تتثقب نتيجة تلوث البيئة,
والأوزون هو اتحاد ثلاث ذرات أوكسيجين معاً.
ورأفة من الله عزّ وجلّ بأبناء العروبة المؤمنة, فإن هذا الخطر بعيداً عنّا ولا يهدد دول العرب القاطنة بين المحيط الهادر والخليج الثائر!
وعندنا فقط أوكسيجين طبيعي من ذرتين وللتنفس فقط!
لكن فئة طامعة إلى أبعد من الحدود المسموح فيها, وبجشع زائد عن المسموح فيه, بدأت تستنشق الأوكسيجين العربي إلى درجة كبيرة!
هذه الفئة لم تأخذ بعين الاعتبار, عداء كل الغرب وما يحمله من أخطار, تهدد الوطن من دار لدار! وتزعج استقرار القائد الجبّار! الأب الأكبر وولي عهده البشار! ومثله الملوك المالكة لثلاثمائة مليون من الأصفار! وكلنا ندرك أن مصير الفئة الباغية في النار!

هذه الفئة الباغية هي مثقفي العرب القلائل, والذين عصيت صناعة الثقافة العربية أن تصنّعهم وتنظّم جهازهم التنفسي,
وقد عبّر عن ذلك الشاعر الكبير نزار قباني حين قال "كل أوكسيجين العالم العربي لا يكفي لتنفس مثقف عربي واحد"!
الأديب الكبير قباني تكلم باسم زملائه الذين يعيشون على هذه وتلك الديار العربية,

لكن قد يكون أنه ليس الأوكسيجين العربي قليل, بل الأدباء والمثقفين كثيري التنفس!

وكلمة تنفس من كلمة تنفيسة, والتنفيسة لها مهندسين يحركوا صماماتها كلما تذكروا باسكال وقوانين ضغطه!
فضبط الأنفاس من ضبط الأعناق, وضبط الأعناق من ضبط الأرزاق!
وفي سوريا وحدها كما يقال, أكثر من ستة عشر باسكال, أجهزة أمنية لتأمين الراحة وهدوء البال, وانشقاق البعض بقيادة أبو جمال, لا يغيّر شيء وتبقى الأمة بقيادة الأشبال, العائلة كبيرة والكثير يشرى بقليل من المال!

وأوكسيجيننا الصمت أو الاعتقال, زنازين تكبر للنساء وللرجال, من الغرب للشرق ومن الجنوب للشمال,
وسعيد الحظ من كان عنده قليل من المال, اشترى جواز سفر وشدّ الرحال, أو بقي بربع رئة يتنفس في مملكة أولاد الحلال!
همّنا وشغلنا, وزرعنا وحرثنا سعادة الرئيس وراحة الرئيس, وبلا أوكسيجين نعيش بالتنفيس, ودعاءنا للباري أن يقصف عمر ميليس, ولا أتمنى لخليفة التحديث والتصحيح والتسييس للإقامة في مستشفى إبن النفيس!!

وبعد رحيل العجيلي والماغوط, عمالقة الحرف الصادق يحق التساؤل,
عن الأوكسيجين السوري الذي يزداد فقراً,
الأوكسيجين السوري الذي يصدر بفرمان من السلطان, ولتنفس السلطان في مملكة أبو سليمان, لأنه ممثل الرحمن,
ومخطئ من قال أنه سلّم الجولان, يوم كان وزير الدفاع وقائد الأركان, وبعد احتلاله لبنان, ودفاعه عن إيران, ضد رفيقه صدّم, ومن يومها يتقهقر الأمريكان, بسبب أوكسيجين الأسدان!!

وبالمناسبة في بعض الدول يباع الأوكسيجين في أسطوانات, لكن تهريب الأوكسيجين الحاوي على ذرتين للتنفس إلى سوريا أصعب من تهريب ذرة أورانيوم أو فضلاتها!

بودابست, 10 / 4 / 2006. د. فاضل الخطيب



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الراية والنجوم
- ديالكتيك المذكر والمؤنث بين الثور والثورة!
- نوروز, عيد الكرد, عيد الربيع, نوروز عيد الجميع!
- الشيخ حسن نصر الله: ثورية غيفارا أو ملالي عاشورا!
- تحية إلى حبات البذار أمام القصر العدلي
- وزيرة سورية ضد تحرر النساء
- إله الزمان, اترك النسوان
- فحولة فتاة من بلدي
- يا نساء بلادي اتحدوا
- إله العراقيين يأكل أبناءه
- تسعيرة سورية في بودابست
- مسكين هذا الإله إذا كانت هذي الرعاع رعاياه
- سورية-توحيد كل أصوات التغيير من أجل تقرير المصير
- بندورة وفجل
- على شفا حفرة
- الاستثناء السوري
- البعث السوري و-الوحدة والحرية والاشتراكية-
- أيادي وجيوب
- حسين جربوع, شيخ عقل الدروز أم قارئ حروز.
- أبوعادل والمقعد الأول - باص بالعرض


المزيد.....




- لماذا تشعر إسرائيل بالتهديد من الفيلم الفائز بالأوسكار؟
- “عامر تورط في كشتة عائـلية” روتانا خليجية شباب البومب 13 الح ...
- لأول مرة.. حسين فهمي يتحدث عن طلاقه من ميرفت أمين وتعدد زيجا ...
- بنك الأهداف.. فيلم للجزيرة يوثق إستراتيجيات حرب الاحتلال بغز ...
- مسلسل -معاوية- يواجه أزمة في دولتين وانتقادات حادة في مصر.. ...
- “Ang Mutya ng Section E“ مسلسل جوهرة القسم اي الحلقة 10 مترج ...
- مهرجان -فاس للموسيقى العالمية العريقة- يستضيف إيطاليا ويكرم ...
- -الحجاج- لفيكتور فاسنيتسوف تعرض في مزاد علني في موسكو مقابل ...
- -المداح-.. طلاسم سحرية تفتح باب الجدل في مصر
- من القصر الملكي إلى -نتفليكس-.. ميغان ماركل تكشف عن فصل جديد ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - الأوكسيجين السوري