أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان الصباح - الماغوط...محترف الادهاش














المزيد.....


الماغوط...محترف الادهاش


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 1513 - 2006 / 4 / 7 - 10:33
المحور: الادب والفن
    


لم تمطر الدنيا كما فعلت حين قررت أن تغمض عينيك بعيدا عنا وتكتفي بما قلت فإما أن نكون أغبياء ولا فائدة من أن تقول لنا أكثر وإما أننا سننبش الحروف التي أطلقتها كي نتعلم كيف يوصل حب الوطن إلى التهديد بخيانته ما دام يأوي الخونة فنقض النقض إثبات وخيانة الخائنين ودربهم قمة الامساك بالصواب
أيها الحالم بالله على طريقة المعذبين, بالخبز على طريقة الجوعى، وبالماء على طريقة العطشى, وعلى طريقة المشردين بالوطن كما نحن الفلسطينيون ومعنا كل العرب أينما كنا في المنافي أو على هوامش وطن لا نجد مكانا لأقلامنا أو سكك حراثتنا على وجه صفحته ولا مجال أمامنا لأن ندفن وجوهنا بين طياته لنبكي دون أن تنغزنا بنادق المحتلين المعلنة أو قنابلهم المزروعة بين ثنايا ملابس نومنا ما دمنا لا نمارس فعل الاستيقاظ رغم أن عيوننا لا تعرف الإغماض.
أيها القادم من أقصى شرق عدن والمغادر طواعية إلى ما بعد الغرب مرورا بالعرش الإلهي... ها أنت تصرخ بكل صوتك الذي لم ينحني أبدا, تماما كما هي قامات الأشجار في سهول فلسطين وحوران وتونس والصعيد, لنا نحن الذين ننزف ألما على بوابات ألفية قادمة ليس لنا بها سوى تعداد الأرقام ونحن مختفين خلف الجدران ولا نملك حتى حق الجلوس على حوافها, أن تمسكوا بوطنكم انتم لا بوطنهم هم، أن التحفوا أرضكم المرنخة بكل الماء الرائع وانتم تلهثون من العطش، أرضكم التي تملأها كل بذور الخير وانتم جوعى, أرضكم التي تصفر الرياح في بيوتها وانتم مشردون.
كلما التقيتك عشت لحظة اندهاش حقيقية قليلا ما تزورني فمن يعيش متلبسا مرض الكتابة في زمن قلت عنه:
”فبعد أن صار العميل والخائن والجاسوس
واللص والمهرب والمزور
..............................
................................
................................
لا يتحدثون إلا عن الوطن وهموم المواطن
والمقاومة والاحتلال وعار الاحتلال
فعن ماذا نتحدث عن الكتاب والشعراء
عن الحمى القلاعية وجنون البقر".
من يعيش في هذا الزمن يا صديقي ويجد القدرة على أن يرفع عينية باندهاش الفرح لا بد وانه محظوظ وأنت كنت دوما تجعلنا من المحظوظين لأننا نعيش معك، واظنك تدرك وأنت تغادرنا أن لدينا اليوم والحمد لله أنفلونزا الطيور لكي نكتب عنها بديلا لوطن يحاولون تفصيله على طريقتهم.
أيها الساكن فينا قبيل ولادتنا, الرجل الذي لم يعش تماما كما لم يمت, الذي لم يأتي تماما كما لم يذهب وليس لدى المخاتير ولا القابلات ولا سجلات المستشفيات تأريخا لميلاد طفل صغير مثل باقي الأطفال اسمه محمد الماغوط، بينما أنا واثق جدا أن لك سجلات وسجلات في كل أقبية أجهزة الأمن العربية وسيورثها مخبر لآخر ون يطووا صفحة ملفك في خزائنهم لأنك لم تعد حسدا ولم تكن جسدا ولأنك تملك فعل القول عبر ذوات الآخرين الذاهبين القادمين, واظنهم لم يحملوا في النعش إلى المقبرة هناك سوى أشلاء جسد بينما ظللت منذ الأزل هنا بين ضواحي دمشق والقدس والقاهرة.
يا صديقي... ليس سلاما وليس إلى اللقاء فمن لا يفترقون لا يمارسون أمنية اللقاء, فالق بقلمك الآن على حواف بردى فالأطفال الذين يتعلمون تعرجات الحرف على يديك سيرسمون جمالات الغد أغاني تورق فعلا دنيويا يورث الكون حلم الإقتداء.
يا أبا شام ...ستمطر أكثر بعد اليوم في السلمية التي استعادت وديعتها بينما مطر حروفك سيورق حتما مخا رزا في عيون أولئك الذين خانوه ذاك الرائع الساكن فينا رغما عنهم.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ِبصدد الطريق إلى الخلاص
- لننتصؤ بحماس لا عليها
- العرب بين شخصنة المسائل ومسألة الشخوص
- عملمة القوة
- خلافا لأمنياتهم
- ثورة في الثورة
- شكوى
- حتى الاكاذيب توحد
- انهم يعرفون ما يريدون
- يعالون على حق...ولكن
- الشرعية المنتقاة
- الوطنية سلاح الديمقراطيين
- الأقصى والنصرة الموسمية
- كفاح اللاعنف
- فلسطين ارض لا تحتمل الحدود
- بين الحقائق فوق الأرض
- قديسات وعاهرين
- في مواجهة الصلف الاسرائيلي
- صواريخ غاندي
- قوة الضعف الواعي


المزيد.....




- شاهد كيف سخر كوميدي من محاولة وزارة الزراعة الأمريكية تعيين ...
- انطلاق مهرجانRT الدولي للأفلام الوثائقية
- الرئيس بارزاني يستقبل رئيس مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والف ...
- لماذا تلهم -تفاهة الشّر- سوريّي اليوم؟
- كنز العراق التاريخي.. ذاكرة وطن في مهب الريح بين بغداد وواشن ...
- مهرجان -ربيع ماسلينيتسا- في مسقط: احتفاء بالثقافة الروسية
- مشاركة الممثلين عن قائد الثورة الاسلامية في مراسم التشييع
- ماتفيينكو تدعو إلى تجديد النخبة الثقافية الروسية بتضمينها أص ...
- جدل حول مزاد للوحات الفنية بواسطة الذكاء الاصطناعي ومخاوف من ...
- توغل بفن الراب والثورة في -فن الشارع- لسيد عبد الحميد


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان الصباح - الماغوط...محترف الادهاش