أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - المتشائم- قصة قصيرة














المزيد.....


المتشائم- قصة قصيرة


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6017 - 2018 / 10 / 8 - 17:48
المحور: الادب والفن
    


"لقد كان شوبنهاور محقاً، والمعري على صواب، اذ كانا يعتقدان أن الحياة لا خير فيها ولا تستحق أن نعيشها".
هكذا كان يفكر جلال، فهو قرأ فلسفة هذين العلمين تلك الفلسفة الموغلة بالتشاؤم. والفلسفة هذه انعكست على مسيرة حياته سلباً، فهو كان يراها بأنها فلسفة واقعية، ذلك لما يمر به من مأساة عاشها بحذافيرها. صحيح أن واقع الفيلسوفين الكبيرين شوبنهاور والمعري يختلفان جذرياً عن الواقع الذي يعيشه وهو الآن؛ الا أن الظروف التي مر بها هي نفسها. شوبنهاور والمعري عاشا في مجتمع لم يفهمهما وحياة قاسية عاشا واقعها المأساوي. فجلال يرى أن واقعهما وواقعه هو واقع مأساوي واحد، يقاس فيها على أن الحياة لعبة قذرة لا يجب الاستمرار بها.
اليس شوبنهاور كان يرى:
- أن "الحياة تتأرجح كالبندول بين الألم والملل".
وألم يقل أيضاً:
- "يا لها من هوة بين بداية الحياة ونهايتها! تبدأ الحياة في الدفء وفي الاغتباط المبهج. ثم تنتهي بتدمير الأعضاء وسط رائحة تعفن الجثث. الطريق الذي يمضي من البداية إلى النهاية تدهور يتناقض مع متعتنا وابتهاجنا بالحياة: الطفولة مغتبطة، الشباب سعيد، الكهولة متعبة، والشيخوخة محزنة ومثيرة للشفقة. ألا يحدث ان تكون الحياة خطأ تصبح عواقبه جلية أكثر فأكثر".
وقبله قال المعري:
- إذا كنت تبغي العيش فابغِ توسّطاً .. فعند التّناهي يقصُرُ المتطاول، توقىّ البدور النّقص وهي أهلّة .. ويدركها النّقصانُ وهي كوامل".
ونحن لا نلوم جلال، وهو المدرس المتقاعد الذي فقد اسرته بالكامل في حادث مرور مؤسف قبل عشر سنوات، فهناك مثله مئات التعساء الذين وجدوا عزائهم في التشاؤم، فهو وحده الملاذ الآمن، والركن الركين الذي آووا اليه من ضنك الحياة وتقلباتها المستمرة.
كان جلال جالساً في حديقة عامة على شاطئ نهر هرم سقطت اسنانه وابيض شعره ومات في روحه الاحساس بدفء الامان.
راح جلال يستخرج من علبة السجاير سيجارة بعد أخرى وهو يدخن بنهم وبلا شعور ولا اطمئنان، ويسحب نفساً بعد آخر، حتى استطاع أن يرمي العلبة جثة هامدة. بعدها شعر بالدوار.. فسقط مغشياً عليه لارتفاع الضغط والنيكوتين معاً.
فلا يشعر الا وهو نائم على سرير في احدى غرف المستشفى العام للأمراض النفسية، ومن حوله حلقة دائرة من الاطباء وهم يحمدون الله على صحته واستعاده وعيه.
وانصحوه أن لا يعود لقراءة الكتب الفلسفية لاسيما كتب شوبنهاور وابي العلاء المعري، بعد أن علموا منه أن سبب تدهور حالته الصحية هي قراءة فلسفة هذان الفيلسوفان.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متظاهر- قصة قصيرة
- معاناة دفع رباعي- قصة قصيرة
- تأملات في حضرة الارق- قصة قصيرة
- طه حسين وشيوخ المنابر
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(9)
- أم القيمر وجعبة الاسئلة
- اغتصاب جثة!
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(8)
- تحقيق بجريمة لم تحدث!
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(7)
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(6)
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(5)
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(4)
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(3)
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(2)
- دعوة لكتابة تاريخ العراق الراهن
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(1)
- أصابع الاسئلة – نص
- ظاهرة استفحلت اسمها- الشعر الشعبي-
- محاولة في تعريف المثقف


المزيد.....




- كنسوية.. فنانة أندونيسية تستبدل الرجال في الأساطير برؤوس نسا ...
- إعلاميون لـ-إيلاف-: قصة نجاح عالمي تكتب للمملكة في المنتدى ا ...
- رسمياً نتائج التمهيدي المهني في العراق اليوم 2025 (فرع تجاري ...
- سلوكيّات فتيات الهوى بكولكاتا نقلها إلى المسرح.. ما سرّ العي ...
- الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة تصل إلى ليبيا لتول ...
- الرئيس اللبناني: للأسف الفساد بات ثقافة
- فضاء يضم الإبداع و-كل ما كرهه الدكتاتور-.. فيلا -أنور خوجا- ...
- السعودية تطلق رمزا لعملتها مستوحى من الخط العربي (صورة)
- السعودية تطلق رمزا لعملتها بتصميم مستوحى من الخط العربي
- السعودية تطلق رمزا لعملتها مستوحا من الخط العربي (صورة)


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - المتشائم- قصة قصيرة