أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ماجد عبد العزيز غانم - هَلاَّ فعلتم فعلها قبل شحذ أقلامكم !














المزيد.....


هَلاَّ فعلتم فعلها قبل شحذ أقلامكم !


ماجد عبد العزيز غانم

الحوار المتمدن-العدد: 5960 - 2018 / 8 / 11 - 22:36
المحور: القضية الفلسطينية
    


بسم الله الرحمن الرحيم
هَلاَّ فعلتم فعلها قبل شحذ أقلامكم !
عهد التميمي

نعم عنها أتحدث عهد التميمي التي واجهت الغاصب الصهيوني من نقطة الصفر ونحن ما زلنا لم نصل حتى الصفر بأفعالنا وأقوالنا ، ما دعاني للكتابة عنها هذا اليوم هو منشور قرأته قبل بضعة أيام على صفحات التواصل الاجتماعي لكاتب عربي ، أحسبه وما زلت أنه من أحرار العرب والمسلمين ، منشور كان فيه الكثير من التجني على هذه البطلة المحررة من سجون الغاصب الصهيوني مؤخرا .
هذا الكاتب وفي حديثه عن عهد التميمي بعد تحررها من سجنها قال بأنها ( نسخة مستحدثة لجيل جديد من مناضلين يمتازون بالرشاقة و الجمال و الأناقة ،تربوا تحت أنظار قادة جهاز الموساد الإسرائيلي و أحيطوا بعناية إعلامية فائقة قلما توفرت لعارضات الأزياء في الدور العالمية و ممثلات هوليوود ) لا بل تحدث عن أنها دخلت المعتقل هزيلة وخرجت منه مكتنزة وقد زاد وزنها أكثر من عشرة كيلوغرامات !
كنت قد قرأت سابقا بعض الكتابات والتعليقات عبر وسائل التواصل والتي تحدثت عن عهد بهذا الأسلوب وانتحت هذا المنحى الغريب عند الحديث عنها ، لكني لم أعط هذا الأمر أهمية ذلك الحين ، أما عندما يصل الأمر إلى أن يتحدث من هو بحجم هذا الكاتب بهذه الطريقة عنها وهو الذي يتابعه ويقرأ له الآلاف من الشباب المثقف ، عندها يجب أن نتوقف قليلا ونوجه لكل من انساق وراء هذا الأسلوب من التجني والتخوين هذه التساؤلات : هل جمال عهد وشعرها الأشقر وبياض بشرتها أصبح نقمة عليها ! ثم هل هي التي اختارت هذه الصورة لها أم أن الله هو الذي وهبها ما وهبها ! أيضا هل ذنبها أن وسائل الإعلام سلطت الضوء عليها ! .
والله إني لأعجب عندما أقرا مثل هذا الكلام وهذه الاتهامات توجه لهذه البطلة نعم البطلة ، ولكن يبدو أن كل من اتجه هذا الاتجاه في الحديث عن عهد ، يبدو أنه لم يشاهدها وهي لم تتعد العاشرة من عمرها تواجه الجنود الصهاينة بيديها فقط دفاعا عن والدتها وعن وطنها ! ويبدو أيضا أنه لم يشاهدها وهي في سن السابعة عشر تصفع جنود الاحتلال بنفس اليدين ، وبجرأة قل نظيرها ، وأنا الذي أكاد أجزم أننا جميعا لو كنا مكانها لما استطعنا فعل ما فعلت ! أما الأمر الأهم مما سبق هو أن هؤلاء لم يكلفوا أنفسهم العودة قليلا للوراء ليقرءوا ولو شيئا يسيرا عن عائلة وأسرة عهد ، حيث أن والد عهد اعتقل إحدى عشرة مرة ، ووالدتها اعتقلت خمس مرات ، وأصيب من عائلتها الكثير خلال مسيرة نضالهم ومقاومتهم للاحتلال الغاصب ! يبدو أن كل هذا لم يشفع لعهد بنظرهم في أن تكون بطلة تعيش وتتنفس الحرية كما تعلمتها على يد والدها ووالدتها ! ولم يلفت نظرهم إلا جمالها وشعرها الأشقر !
قد يقول قائل أن السبب في التوجه لهذا الاتجاه في الحديث عن عهد هو أنها لا تغطي شعرها بالحجاب أو أن ملابسها لافتة للنظر ، أقول حتى وإن كان هذا هو السبب فقد كان من الأجدى لهم أن يتوجهوا لها بالنصح والإرشاد من خلال كتاباتهم ، لا أن يقوموا بمحاولة الحط من قدرها وقدر فعلها وكسر عزيمتها وتوجيه الاتهامات لها ولأسرتها .
صديقي أيها الكاتب العزيز لحسن ظني بك أتوجه بالحديث وأقول ما عهدناك إلا منصفا متحريا للدقة والصدق قبل الكتابة ، فلا تبتعد كثيرا في هذا الاتجاه من خلال كتاباتك ، خاصة عندما لا يكون لديك دلائل على ما تقول ، فهذا الاتجاه خطير جدا ، ويعيدنا إلى مربع نظرية المؤامرة هذا المربع الذي عشش وسكن في أذهاننا نحن العرب منذ نشأتنا ، ولا تنسى أننا سنحاسب على كل ما تنطقه ألسنتنا وكل ما تخطه أقلامنا يوم الحساب ، فأحسن الظن بعهد ولا تظلمها ، ولنا في رسول الله أسوة حسنة عندما قال لمعاذ بن جبل من جملة حديثه ( وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو مناخرهم الا حصائد ألسنتهم ؟ ) .
أما لمن اعتادوا الطعن والتشكيك في نضالات وبطولات الشعب الفلسطيني كلما سنحت لهم الفرصة ولغايات في أنفسهم ، لهم أقول عهد كمثل غيرها من بنات فلسطين المناضلات ، لم ولن تنحني للغاصب الصهيوني ، وستبقى عهد على العهد بطلة مسلمة فلسطينية عربية حرة شئتم أم أبيتم ، ولا يليق بكم ا لا إن أعود لعنواني وأرميه في وجوهكم ( هلا فعلتم فعلها قبل شحذ أقلامكم !! ) .


ماجد عبد العزيز غانم
عمان
الخميس 9/8/2018
هاتف 0780019308
majeduothman@yahoo.com



#ماجد_عبد_العزيز_غانم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله يسترنا من آخرة هالضحك
- ما بين شتم الملك وشتم ملك الملوك
- ثقافة الذل والهوان


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الاتفاق الذي تم توقيعه بين دمشق و-قسد- وما أبر ...
- عبر أنابيب الغاز.. تفاصيل عملية تسلل مثيرة نفذتها قوات روسية ...
- لافروف وسينيرلي أوغلو يبحثان سبل تعافي منظمة الأمن والتعاون ...
- الكرملين: ما يحدث في رومانيا انتهاك صارخ لجميع معايير الديمق ...
- بيسكوف يعلق على احتمال خروج الولايات المتحدة من الناتو
- ارتفاع عدد ضحايا هجوم المسيرات الأوكرانية في مقاطعة موسكو إل ...
- حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي على قطاع غزة
- بولندا تعتزم شراء 5 آلاف محطة -ستارلينك- لأوكرانيا
- محكمة دبي تصدر حكما بجسن الفاشينيستا الكويتية روان بن حسين
- بيسكوف: روسيا ترغب في رؤية سوريا دولة موحدة وصديقة


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ماجد عبد العزيز غانم - هَلاَّ فعلتم فعلها قبل شحذ أقلامكم !