أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - قضايا التراث و التراثيون و هدر العمر في اللاجدوى














المزيد.....


قضايا التراث و التراثيون و هدر العمر في اللاجدوى


حمزة بلحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 5809 - 2018 / 3 / 8 - 04:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أشفق على الكثير لما أراهم في سجن مسائل التراث و فروعه فلسفة و منطقا و علم كلام غارقين يتوهمون الفهم و التوسل بما فات للقياس عليه أو التجديد و النهوض بالتراث

يهدرون أعمارهم و قد رسخت في أذهانهم أن من لم يتحكم في مسائل اللغة تحكما فنيا رفيعا عجز عن ابتكار الجديد و هو لا زال يتعثر تارة في ارتكاب حماقات لغوية و نحوية مفزعة
فكيف نثق به و بعلمه و هو يمارس فهم التراث عاجزا عن التحكم في اللغة و قواعدها و لم يستبحر في فنونها و مباحثها و متونها و شروح كبرى مصادرها و مراجعها

و هذه مغالطة كبيرة و تضليل متعمد لاحتكار العلم باللاعلم أو بقشور العلم و مسائله الثانوية التي تفني العمر و تنتج لنا كتابا ركاكا في كتاباتهم و مستوى إبداعهم و خيالهم باهتين متقعرين متنطعين

و لو زعموا الكتابة في المصطلح و فنه فهيهات فإن البون شاسع بين فن نحت المفهوم و التأسيس له بما يتعدى البناء اللغوي و بين ما هو سائد و شائع من تطفل

فالمفهوم لن يكون بفلسفة اللغة و فقهها فحسب بل بالفلسفة و فلسفة العلم و فقههما

نعم إن البون شاسع بين الإشتغال بالمفهوم و بين صناعته المحترفة العميقة البانية للعلم و تأسيساته

يهدرون أعمارهم في وحل سجالات الفقه القديم و إشكالاته و أصوله و فروعه و مسائله و يزعمون أنهم يحققون و يجددون و يقيسون الشاهد على الغائب

و يتغافلون لفقر تحكمهم في الجوانب الايبستمولوجية و المعرفية و المنهجية و الفنية أو يغفلون عنها ففاقد الشيء لا يعطيه

و أيضا لإهمالهم معطى أساسيا هو بنية الأصول الفقهية و هيمنة المنطق الأرسطي في بناء هذا العلم و أسسه و مرتكزاته ناهيك عن غفلتهم عن علم سبب ورود الحديث و دوره الهام في علم دراية الحديث في إطار نواظم الفهم القراني

و قبل ذلك لا يهتمون بضرورة مراجعة الأسانيد و علل المتون و إعادة النظر في الرواية و الدراية معا فلا فقه بغير فقه المتن و علله و انتظامه في إطار المحاور القرانية الكبرى

و لا فقه بغير مراجعة طرق التلقي و علم الرجال و العلاقة بين السند و سلسلة الرواية من جهة و سياق الرواية و الأبعاد السياسية و الايديولوجية و علاقة ذلك بالخلافات و دور السلطان

يهدرون أعمارهم في فحص أصول الفقه و مباحثه فحصا مستلبا للمنطق و مباحثه و الكلام و مسائله القديمة و نادرا الحديثة و إن كان في الحديث ما يقال

بل و في جدوى الكلام و المنطق و أي منطق و أي كلام أو كلام جديد

و تراهم يتصببون عرقا و يستغرقون وقتا طويلا و يتوهمون أنهم يجددون

يهدرون أعمارهم في دراسة مقاصد الشريعة و ما يستوجبه هذا العلم من روافد علمية أخرى و يبحثون في استقلاليته من عدمها

و هل نتجاوز الفروع الفقهية و الفقه و النوازل باعتبارها أساسا لتجديد المقاصد أو نعتمد على القران و غيره لأن الفروع جاءت لسياقات محددة و كيف نجدد علم المقاصد

و يغلب على تجديدهم تدوير إضافاتهم في سياق إطار عام لم يفحص تحليلا و نقدا فهو يستمر للأسف على استقالة بعض جوانبه يوجه كل فهم و تطوير و إضافة للمقاصد الشرعية لتبقى جراحة تجميلية دون جراحة عميقة تحدث ثورة إيبستمولوجية و معرفية في

عمق هذا العلم و تطرح بقوة أسئلة الجدوى و تراجع علل هذا العلم و تتتبعها في مسار العلوم الرافدة و الأساسية في تأسيس الخطاب المقاصدي

ناهيك عن غفلة من ينتسبون لتجديد هذا العلم عن الإشكالات الجوهرية و التحديات الكبرى التي يشهدها العالم و العلوم و طبيعة العقل المادي و المناهج و أدوات النظر الموصلة أغلبها عند الحضارة الغربية إلى عدمية صرفة و نفي للمطلق و اللاهوت و صناعة

ناسوت متعال مقارن غير صاعد صعود تعال المطلق المفارق

فكيف يمكننا أن نكون علميين و نحن لا ننتج علمنا مستقلا و متميزا و راهنيا

بل كيف نجدد و نحن لا ننتج أدواتنا و مفاهيمنا و مناهجنا و مقارباتنا و نقتصد في تطوير القديم بل نمارسه بعين الرضا كأنه منجز اللحظة و جهد العقل الإسلامي الحديث و ما هو كذلك

هل تراني أعدم التراث كليا كلا بل أرفض أن يتحول من متكأ إلى سجن و من ماض يستوعب و ربما يتجاوز بعضه أو كثير منه إلى شبه حاضر مستقيل

هل تراني أدعو الناس إلى استبدال التراث بمنجز الغرب و معاداة تراثنا كله كلا بل أرفض إدارة الظهر لمنجز إنساني بما له و ما عليه يحتوي على كنوز ثمينة

إنني باختصار شديد أقول إن طريقة التعاطي مع التراث بالية و مهترئة و غير مجدية و تحتاج إلى ثورة و انقلاب معرفي



#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مقولة الإستعمار و ما بعده - الحلقة الأولى -
- قراءة نقدية تحليلية لمنجز أبو القاسم حاج حمد - الحلقة الأولى ...
- قراءة نقدية تحليلية لمنجز محمد شحرور في فهم القران - الحلقة ...
- قراءة نقدية تحليلية لمنجز محمد شحرور في فهم القران - الحلقة ...
- قراءة نقدية تحليلية لمنجز محمد شحرور في فهم القران الحلقة ال ...
- قراءة نقدية تحليلية لمنجز محمد شحرور في فهم القران -- الحلقة ...
- التراثيون و الخوف من الفلسفة و تجاهل جدواها
- الكفاءة متحررة من التصنيفات في عالمنا العربي
- نيتشه و مفهوم العدمية : نحو قراءة منفلتة من النسق
- النص الفلسفي و موانع تقدم النظر و الإبداع : قيود الفهم من ال ...
- كلمة في الجنسانية و المرأة و نظرية الجندر و مكافحة التنميط
- المقاصد الشرعية بين مرتكزين علم الكلام و الفقه ...تشخيص حالة ...
- كلمة في مقاصد الشريعة و علم أصول الفقه
- في الفهم الأوحدي أو المتعدد داخل المنظومة النصية العربية الإ ...
- الابداع زمنا و شرطا و هوية
- يا شيعة و يا سنة ..نسيت في أي قرن نعيش ذكروني أو دثروني.
- في التاريخ العربي الإسلامي و كتابته
- هل الخلاص في المقاصد و تجديدها
- لا قداسة للغة العربية
- في تجديد علم المقاصد الشرعية ..هل من جدوى


المزيد.....




- ثبتها الآن تردد قناة طيور الجنة 2025 على مختلف الأقمار الصنا ...
- بسبب معاداة للسامية مشاهير يهود يرفعون -الأصبع الأوسط-؟ بوجه ...
- هل الإسلام في صدام مع الحداثة؟ ولماذا يرفضها بعض مفكرينا؟
- ترامب يتخذ إجراءات للقضاء على -التحيز ضد المسيحيين-، ويُعيد ...
- صدى ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في مواقع التواصل
- هل تهدد فحوص الحمض النووي -يهودية الدولة- في إسرائيل؟
- انتخابات ألمانيا.. التحالف المسيحي يتقدم استطلاعات الرأي بلا ...
- قائد الثورة الاسلامية: يجب ان يستمر التطور في جميع المجالات ...
- قائد الثورة الاسلامية: اصدقاؤنا يفخرون اليوم بقدرات إيران ال ...
- قائد الثورة الاسلامية يتفقد معرض أحدث إنجازات الصناعات الدفا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - قضايا التراث و التراثيون و هدر العمر في اللاجدوى