أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أوري أفنيري - مؤتمر فريد من نوعه















المزيد.....


مؤتمر فريد من نوعه


أوري أفنيري

الحوار المتمدن-العدد: 1478 - 2006 / 3 / 3 - 11:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما تكون نتيجة 1:1 في مباراة كرة قدم ليست إنجازا مثيرا، ولكن بالنسبة لأبناء بلعين فكان هذا نصر مثير. لأن النتيجة لم تكن هي الهامة، ولا المباراة ذاتها (ضد منتخب بلدة بيتونيا) بل المكان الذي أجريت فيه المباراة: ملعب كرة قدم مرتجل، تم تحضيره على وجه السرعة على أراضي بلعين المسلوبة، التي يعزلها الجدار الفاصل عن القرية.

لقد تم إجراء المباراة في إطار حدث فريد من نوعه. في القرية الصغيرة والفقيرة، التي يبلغ عدد سكانها 1500 نسمة، والتي عرفها القليل قبل بدئها بالنضال البطولي ضد بناء الجدار، تم عقد "مؤتمر دولي من أجل النضال المشترك وغير العنيف ضد بناء الجدار". في المؤتمر الذي استمر لمدة يومين، تم دمج تقارير ونقاشات حول النضال ضد بناء الجدار، تم بث فيلم مشوّق عن النضال في بلعين، تم منح أوسمة لعائلات القتلى التسعة الذين استشهدوا خلال المظاهرات التي جرت ضد الجدار، تم زرع أشتال الزيتون في الأرض المسلوبة، تم افتتاح ملعب كرة القدم والمباراة.

تشرفت أن أكون أحد مفتتحي المؤتمر، أمام جمهور بلغ 300 رجل وامرأة من سكان بلعين، نواب فلسطينيون، ممثلو النضال ضد بناء الجدار من مختلف أنحاء الضفة الغربية، ناشطو سلام إسرائيليون وممثلو التنظيمات المتضامنة من الدول الأوروبية. وفيما يلي ما قلته:



أصدقائي الأعزاء،

كل مرة آتي فيها إلى بلعين أكون مسرورا وسعيدا.

هذه القرية، القرية الصغيرة، تحوّلت إلى رمز في فلسطين، في إسرائيل وفي العالم بأسره. نضالكم يجسد نضال الشعب الفلسطيني بأسره.

ثلاث خصائص تميز نضال قرية بلعين، ثلاثة خصائص تندمج إحداها بالأخرى وتخلق معا ما يميز بلعين:

الأولى هي إصرار، مثابرة وشجاعة النضال الفلسطيني.

الثانية هي الشراكة بينها وبين معسكر السلام الإسرائيلي.

الثالثة هي دعم التنظيمات المتضامنة في مختلف أنحاء العالم.

إلى ذلك يجب إضافة ميزة أخرى، والتي تحوّل بلعين إلى مثل أعلى: عدم انتهاج العنف خلال النضال بتاتا.

زار دلاي لاما البلاد مؤخرا. التقى آباء روحيين ومشهورين والتقط الصور معهم. كنت أقترح عليه أن يأتي إلى بلعين وأن يحصل على دروس حول كيفية عدم التصرف بعنف.



عند استعراضنا للنضال، علينا العودة دائما إلى الحقيقة الأساسية: يعيش في هذه البلاد الآن شعبان، أمتان، وهدف النضال هو إحلال السلام بينهما، سلام يرتكز إلى العدل.

لا يشبه النزاع الإسرائيلي-فلسطيني أي نزاع آخر في العالم. إنه ليس نسخة عن النزاع في جنوب أفريقيا. إنه ليس إصدار جديد عن حرب التحرير الجزائرية. النزاع الإسرائيلي-فلسطيني هو نزاع فريد من نوعه، ينبع من ظروف تاريخية فريدة.

وصف مؤرخ مشهور النزاع كما يلي: رجل يسكن الطابق الأخير في مبنى. ينشب في المبنى حريق. بهدف إنقاذ حياته، يقفز الرجل من النافذة، ويهبط على رأس رجل آخر الذي يصاب بدوره إصابات بالغة ويتحوّل إلى معاق. ينشب بين الاثنان نزاع مرير.

من منهم على حق؟ هل هو الشخص الذي قفز من النافذة بهدف إنقاذ حياته؟ هل هو الشخص الآخر الذي أصيب وتضرر دون ما ذنب يقترفه؟

قامت الحركة الصهيونية لأن أوروبا تحوّلت إلى جحيم لليهود، قبل وقت طويل من الكارثة، الكارثة الفظيعة التي قتل فيها ملايين من اليهود، وفي أعقابها تمت إقامة دولة إسرائيل. آمن الصهاينة الأوائل بأن الأرض كانت خالية خاوية. أهم شعار في تلك الأيام كان: "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض". عندما اكتشف الصهاينة وجود سكان في البلاد، حاولوا طردهم خارجا. وهذا الجهد مستمر حتى يومنا هذا – هكذا أيضا نضال الشعب الفلسطيني في سبيل بقائه وعلى أرضه.

هذه واقع النزاع – شعبان يعيشان في بلاد واحدة ويقاتل أحدهما الآخر. نضال بلعين ضد الجدار، الذي استلب أراضيها هو جزء من هذا النزاع التاريخي.



ما هو الحل؟



قبل 32 سنة، في أعقاب حرب أوكتوبر، حرب رمضان، استنتج ياسر عرفات بأنه لا يوجد حل عسكري للنزاع. وقرر أن يبحث بدوره عن حل سياسي.

قررت آنذاك مجموعة صغيرة من نشطاء السلام الاستجابة لهذه المبادرة، وأقمنا "المجلس الإسرائيلي من أجل سلام إسرائيلي-فلسطيني". أرسل عرفات مبعوثيه ليجري اتصالات معنا – في البداية سعيد حمامة، ومن ثم عصام سرطاوي، شخصيتان كبيرتان من فتح. تم قتل كليهما على يد معادي السلام ومعادي عرفات. رحمهما الله.

في عام 1982، وفي خضم حرب لبنان، اجتزت الخطوط الحمراء والتقيت عرفات في بيروت المحاصرة. في خضم المعارك ووسط الانفجارات، تحدث عرفات عن السلام بين شعبينا.

منذ ذلك الحين وضع عرفات الاستراتيجية، التي ترتكز على ثلاثة مبادئ: نضال الشعب الفلسطيني الدؤوب، مد اليد لحركات السلام الإسرائيلية ودعوة التنظيمات المتضامنة الدولية. وهي أيضا ثلاثة مبادئ التي ترتكز عليها قرية بلعين.



يمكنكم طرح السؤال، عليكم طرح السؤال: ماذا أحرزت حركة السلام الإسرائيلية؟

لا شيء، بنظرة سطحية. على العكس، منذ اتفاقية أوسلو تدهور وضع الفلسطينيين سنة بعد سنة. تفاقمت الضائقة الاقتصادية. قتل أشخاص يوميا. استمر بناء الجدار الوحشي. توسعت المستوطنات بوتيرة سريعة. وقد علمت الآن بأن غور الأردن، وهو يشكل ثلث مساحة الضفة الغربية، تم عزله عن الأراضي الفلسطينية وتم ضمه عمليا إلى إسرائيل. فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية هو نتيجة لهذا التدهور.

كل هذا يحصل على السطح. لكن عملية عكسية تجري من وراء الكواليس.

قبل خمسين سنة، كانت تعترف قلة قليلة فقط، في إسرائيل وفي العالم كله، بوجود الشعب الفلسطيني. كانت تدعي غولدا مئير، قبل 32 سنة، بأنه "لا يوجد شيء كهذا اسمه الشعب الفلسطيني". لا يوجد شخص طبيعي في إسرائيل وفي العالم بأسره ينكر وجود الشعب الفلسطيني وينكر حقه بدولة خاصة به. هذا هو نصر للنضال الفلسطيني الدؤوب، ولكنه نصر لحركة السلام الإسرائيلية أيضا.

قبل عشرين سنة، عندما طالبنا بالشروع بمفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية، كنا آنذاك أيضا قلة قليلة. قالوا أن عرفات هو قاتل، وأن منظمة التحرير الفلسطينية هي منظمة إرهابية، وأن الميثاق الفلسطيني يدعو إلى إبادة إسرائيل. ما يقال اليوم عن حماس بالضبط. ولكن بعد مرور بضع سنوات، اعترفت دولة إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية، أجرت معها مفاوضات ووقعت معها على اتفاقية. كان هذا نصر للنضال الفلسطيني الدؤوب، ولكنه نصر لحركة السلام الإسرائيلية أيضا.



أصدقائي الأعزاء، من السهل جدا أن نيأس. كل منا يواجه لحظات من الاكتئاب. لكنني أومن بأن السلام سينتصر، والعدل سينتصر.

كنت في برلين قبل عدة أسابيع. يعرضون في الحوانيت هناك، شظايا من سور برلين للبيع. اشتريت قطعة كهذه بـ 2.50 إيرو. سيأتي يوم، وهنا في بلعين، في الدولة الفلسطينية، سيتم بيع قطع من الجدار الذي نقوم بالكفاح ضده اليوم.

كل مرة أتواجد فيها في بلعين وفي مناطق أخرى في فلسطين المحتلة، تجول في ذهني هذه الفكرة: أي جنة هذه يمكن أن تكون هنا لو ساد السلام، سلام عادل واحترام متبادل.



هذا السلام آت لا محالة. وعندما سيأتي، ستتحقق أمنية ياسر عرفات الأخيرة، الذي تم تعليق صورة له هنا، وسيتم نقل رفاته إلى القدس.



#أوري_أفنيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب بين الأديان؟ أعوذ بالله!
- سر -كديما
- بين انتقام وانتقام
- التحدث مع حماس!
- واه حسرتاه، يتيم أنا
- يا لهم من أصدقاء...
- من يحتاج إلى جمل؟
- عازف الناي من هملين
- ابنة المارد
- لعنة الآلهة
- بيرتس ليس بيرس
- أبو مازن والبط الأعرج
- إلى أين عادت سميرة؟
- سلام بدل سلامي
- المنازلون
- إجماع جديد
- مسمار جحا
- من قتل عرفات؟
- بضربة قاضية أم بنحيب
- المستوطنون الغاليون


المزيد.....




- مصر.. القبض على رجل أعمال شهير محكوم عليه بالسجن 170 سنة
- -ABC-: ارتفاع عدد قتلى العاصفة القوية التي ضربت الولايات الم ...
- مصر.. تطورات في قضية القبض على رجل أعمال شهير
- الحوثيون: الهجمات الأمريكية ستجر الوضع إلى تصعيد أكبر ولن تث ...
- وزير الدفاع السوري: سنبقى أوفياء في الحفاظ على التضحيات وخدم ...
- المنفي: ليبيا بحاجة إلى استفتاء شفاف لضمان مستقبلها السياسي ...
- -سحبوا تذكرة النجاة-.. قديروف يعرض مقطع فيديو لأسرى أوكرانيي ...
- -واشنطن بوست- تكشف أهدافا أمريكية محتملة للحوثيين في بلدين ع ...
- البيت الأبيض: الحوثيون استهدفوا السفن الأمريكية أكثر من 300 ...
- نتنياهو يوجّه بمواصلة المفاوضات وفقا لرد الوسطاء على المقترح ...


المزيد.....

- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أوري أفنيري - مؤتمر فريد من نوعه