المساعدات والمشاريع السوفيتية للعراق في عام 1960 ح5

سيلوس العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 5718 - 2017 / 12 / 5 - 00:38
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

نستمر في الحلقة الخامسة هذه رحلتنا في قراءتنا لصحف وأخبار عام 1960
لنرى مالذي بقي منها لحد اليوم في عراقٍ ماضيه كان أفضل من حاضره ؟
في الماضي كان يتسابق في تنفيذ عدد كبير من مشاريع الري والزراعة والتجارة والصناعات المختلفة ، واليوم يتسابق في عدد ضحاياه وايتامه وأرامله وفساده المالي والاداري والساسي، وعدد لصوص سرقة ثرواته بينما مواطنه يتبضع ويستهلك خضراوات وفواكه وثياب والبسة بمعظمها مستورد وبأردأ النوعيات. وسيشتري بعد زمن يقترب مياها لنهريه.
ماتت الصناعة والزراعة للأسف، ومات كل شيء متمدن وحيّ وجميل في العراق.
ماتت الحياة وماتت معها أحلام مستقبل لبناء عراق متطور متقدم.

تنفيذ اتفاقية المساعدات آذار 1959
بمناسبة مرور سنة على توقيع اتفاقية التعاون الاقتصادية والتكنولوجية الوقعة بين البلدين في 16 آذار 1959 عرض "كريشين"المستشار الاقتصادي في السفارة السوفيتية في بغداد تنفيذ الاتفاقية في مؤتمر صحفي في بغداد.
الاتحاد السوفيتي قدم قرضًا بقيمة 500 مليون روبل لمدة 12 سنة لتطوير الاقتصاد العراقي. وهذا سيساعد تدريب العمال المهرة والخبراء في العراق والاتحاد السوفيتي، ولتجهيز 14 مصنع لصناعات ثقيلة وخفيفة، من ضمنها مصنع للحديد الصلب ، مصانع للاسمدة واوكسيد الكبريت والمكائن الزراعية، الزجاج والمصابيح الكهربائية ، معامل الانسجة والحياكة والادوية.
كما ان المؤسسات السوفيتية قامت بدراسة موسعة لتطوير الملاحة في نهري دجلة والفرات ولاستخدامهما في توليد الطاقة والري.
ويستعرض المستشار التجاري الثمار التي يمكن جنيها من المشاريع السوفيتية :
زيادة مساحة الاراضي المروية بمليوني هكتار .
وزيادة الاراضي التي سيتم استصلاحها في أهوار الجنوب بمقدار 1.5 مليون هكتار .
نصف كمية سبائك الحديد التي يتم استيرادها سيتم انتاجها في العراق.
سيتم انشاء مفاعل ذري لغرض استخدامه للاغراض السلمية.
تطوير قنوات بث الراديو والتلفزيون وغيرها .
ويضيف الى ذلك، وجود 300 خبير سوفيتي يعملون في العراق.
تم اكتمال تصاميم عدة مشاريع منها خطوط سكك حديدية لربط بغداد بالبصرة.
40 خبير سوفيتي في مصفى الدورة.
مشروع حفر قناة تربط نهري دجلة والفرات.

تم في بغداد في 18 آب التوقيع على قرض سوفيتي بقيمة 180 مليون روبل لخط سكة حديد بين بغداد والبصرة.
علمًا بأنه تم وصول 6 خبراء سوفيت في الطاقة الذرية في شهر كانون الثاني للتباحث حول مشروع بناء مفاعل ذري في العراق. وفي آذار تمت المصادقة على موقع في التويثة تم اختياره من قبل الخبراء السوفيت ليكون موقعا لتنفيذ المفاعل الذري والمختبرات التابعة له . وفي اوكتوبر تم التوقيع على عقد للمحطة التي ستكون بطاقة توليد 2،000 كيلوواط وسيتم البدء في عمل الاعمار قبل تموز 1961 ونهاية الاعمال ستكون في اواخر 1963 وسيتم تسمية المفاعل باسم مشروع 14 تموز .
تم في كانون الثاني المصادقة على بناء مصنع للجواريب والحياكة في لواء الكوت، في موقع اختاره الخبراء السوفيت لانتاج 6 مليون زوج جواريب و3,8 مليون قطعة من الملابس الداخلية ومليون قطعة من الملابس سنويا. وفي ايار تم تخصيص 1.5 مليون دينار لانشاء خطوط كهربائية من محطة كهرباء بغداد للمصنع، من المتوقع تنفيذها في عام 1962.

صحيفة الحوادث وزيارة ميكويان
مثلما مر سابقا وتطرقنا الى زيارة ميكويان وطلب العراق قرضًا اضافيا من الاتحاد السوفيتي، ذكرت صحيفة الحوادث اللبنانية في عددها في 22 نيسان بأن الحكومة العراقية طلبت من ميكويان بعض التعديلات على فقرات القرض السوفيتي. وتقول الصحيفة بأن خبراء من الاقتصاديين العراقيين أبدوا غضبهم وانزعاجهم من القيمة التبادلية للدينار العراقي التي تضمنتها اتفاقية القرض السوفيتي بمعدل 12 روبل روسي للدينار العراقي الواحد تم تثبيتها من قبل الجانب السوفيتي، بينما قيمة الدينار العراقي هي أعلى بكثير في السوق الحرة ازاء الروبل، حيث تصل قيمته الى 42 روبل. وحين قام الجانب العراقي بعرض اقتراح الموضوع على ميكويان رفضه، بحجة ان العقد قد تم توقيعه قبل وقت طويل (تم توقيع العقد في السنة الماضية 1959).
بالرغم من ذلك، فانه في 25 ايار قام السفير السوفيتي في بغداد بتسليم رئيس الوزراء العراقي عبدالكريم قاسم موافقة الاتحاد السوفيتي برفع الاعتماد السوفيتي الى 180 مليون روبل (راديو بغداد في 25 ايار و بي بي سي في 27 ايار).
وفي شهر اب وفي 18 منه تم التوقيع على عقد بمبلغ 180 مليون روبل لتنفيذ مشروع سكة حديد بغداد ـ البصرة يقوم الجانب السوفيتي بتجهيز متطلباته.
والى الحلقة السادسة...

#سيلوس_العراقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات