|
هل ظاهر القرآن......ظاهر؟!!!!
صلاح الحريري
(Salah Alhariri)
الحوار المتمدن-العدد: 5638 - 2017 / 9 / 13 - 12:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بسم الله هل ظاهر القرآن.......ظاهر ؟!!!
تشتعل منذ فترة و إلى الآن على مواقع التواصل الإجتماعي و المنتديات و المواقع الدينية و اللادينية حربٌ شعواء حول القرآن و تناقضاته و غرائبه و عجائبه ، و حول الديانة المحمدية و مُنَظِّرها ، نبي الإسلام ، محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي . لكن الملفت للنظر أن المتعاملين مع القرآن من بعض العلمانيين أو اللادينيين أو الملحدين ، إن كان هناك ملحدين !!! ، و المحمديين من السنيين ( وهابيين و سلفيين و أزهريين ، ومن شابههم ) ، و الشيعة ، كل هؤلاء لم يلتفتوا إلى وجود طرف ثالث في القضية (قضية القرآن والديانة المحمدية ) . فلم يلتفت أحد إلى الصوفية و تفسيرهم الرمزي الإشاري لألفاظ و عبارات القرآن ، و لم يلتفتوا إلى التيار الباطني ، الذي له أيضاً تفسيراته القرآنية ، وفهمه للدين و القرآن .
و التيار الباطني ليس بالقليل أو الهَيِّن . فمنهم ، الدروز ، و هم قوم يعيشون بين أظهرنا ، ليسوا بالبعيدين عنا ، ومنهم العلويون النصيريون والعلويون الأتراك ، و الإسماعيلية الأغاخانية ، و البهرة ، وأهل الحق اليارسان ، و غيرهم . فمثلاً ، بالنسبة للدروز، محمد ومن شابهه من النبيين ، ليس بشئ ، وهو بتشريعه الغير سويّ ، و بأخلاقه الغير سوية ، و بأصحابه الغير أسوياء ، كلهم من الأبالسة و الطغيان .
ومن الشائع لدى التيارات الباطنية على اختلافها ، القول ببعض المبادئ ، مع اختلاف في تفصيلاتها من تيار باطني لآخر . فمن هذه المبادئ المجمع عليها بين التيارات الباطنية على اختلافها : مبدأ إعادة التجسد ، أو ما يطلقون عليه ...التناسخ... فتقريباً معظم إن لم يكن كل التيارات الباطنية تقول به ، مع بعض الإختلاف في تفصيله . و مبدأ الدورات ، أي الخلق الدوري . و نحن بتأمل بسيط ، نصل بمنتهى البساطة ، إلى أن : إعادة التجسد و الخَلْق الدوري ، هما من أكثر الحقائق حقيقيةً ، و إن شئتَ قلتَ هما من المُسَلَّمات .
نرجع إلى القرآن ، فنقول : هل ظاهر القرآن......ظاهر ؟!!! بمعنى هل ما اتفق عليه السُّنِّيون ومن شابههم على أنه : محكم التنزيل أيْ واضح الدلالة أي غير متشابه أي ظاهر ، هل هو فعلاً محكم أو واضح الدلالة أو غير متشابه أو ظاهر ؟!!!
هل كل كلمة فِسْق في القرآن تعني الفِسْق المذموم ، الذي هو درجة من الفجور ؟ ، أم هل هناك فِسْق محمود ، ممدوح ، أيضاً ؟!!! فمثلاً ، يقول الحق في سورة البقرة " فلا رفث و لا فسوق و لا جِدال في الحج " ، هنا علَّق الرفث و الفسوق و الجِدال بالحج ، بمعنى أنه في غير الحج ، فَ الرفث و الفسوق...الفسوق...الفسوق و الجدال ممدوح ، محمود وليس بمذموم ، و هكذا تثبت الآية أن هناك فِسْق محمود ، ممدوح ، و ليس بمذموم !!!! فما هو هذا الفسق المحمود؟!!! فغاية القول ، أنه ليس كل كلمة فِسْق في القرآن تعني المَذَمَّة . إذاً الفسق ليس من ظاهر القرآن ، فما توهمنا من أنه ظاهر ، واضح ، في مادة فَسَقَ في القرآن ،ليس بواضح و ليس ظاهراً . و هكذا بالنسبة لمادة كَفَرَ : هل كفر بِ كذا هي هي كفر كذا هي هي كفر لِ كذا ؟!!! نحو " من كفر بالله من بعد إيمانه " 106-النحل ونحو "ألا إن عاداً كفروا ربهم " ونحو " وكان الشيطان لربه كفوراً "27- الإسراء و هكذا في نحو آية-7-في سورة الزمر " إن تكفروا فإن الله غني عنكم و لا يرضى لعباده الكفر و إن تشكروا يرضه لكم " ، كل من تعامل مع هذه الآية من التيار السني توهم أن المعنى في الآية ( و إن تشكروا يرضه لكم ) أيْ ( يرضى لكم الشكر ) ، لكن بميزان المنطق السليم فإن معنى ( يرضه لكم ) أيْ ( يرضى لكم الكفر ) ، فما هو هذا الكفر الذي قد يرضاه الله لنا ؟!!! إذاً ما توهمه السنيون و من شابههم من أن آية-7- الزمر ، واضحة المعنى ، ظاهرة ، محكمة ، ليس إلا وهم كبير .
و هكذا في مادة آمن : آمن تأتي بمعنى صدّق ، و قد تأتي أيضاً بمعنى أ مَّن ( من الأمن ) ، كقوله تعالى في سورة يوسف ( وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين ) ، هنا آمن=صدق و كقوله تعالى في سورة قريش ( الذي أطعمهم من جوع و آمنهم من خوف) ، هنا آمن = أمَّن و هكذا في قوله تعالى عن إبراهيم " فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون . الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن و هم مهتدون " الأنعام . هنا الإيمان بمعنى التصديق أم بمعنى الأمن ؟!!! و هكذا ، ما في لفظ يُذَم في القرآن ، إلا و قد يُمدَح باعتبار آخر .
هل القرآن مع قضية التثليث أم ضدها ؟!!! من الآيات التي هي ضد التثليث قوله تعالى " لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة "المائدة-73-مع أنه لم يقل (إن الله أحد ثلاثة ) أو لم يقل ( إن الله ثلاثة ) بل قال (إن الله ثالث ثلاثة) ، فماذا تقولون في آيات أخرى تقول و تقر صراحةً بالتثليث ، ووجود ثلاث كيانات إلهية ، فمن هذه الآيات الصريحة ، في الدلالة على ثلاث كيانات إلهية ، هي : آخر آية في سورة هود ، و الآية الثانية من سورة الأحزاب ، : 123-هود " ولله غيب السماوات و الأرض و إليه يرجع الأمر كله ....فاعبده و توكل عليه....و ما ربك بغافل عما تعملون " هنا ثلاث كيانات إلهية : الله الذي له غيب السماوات و الأرض الله الآمر بالعبادة و التوكل الله ، رب النبي ، الذي ليس بغافل عما تعملون 2- الأحزاب " و اتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيراً " هنا أيضاً ثلاث كيانات إلهية : الله الآمر بالإتباع رب النبي الله الخبير بما يعملون نصوص واضحة و صريحة تدل على التثليث !!!! فهل القرآن مع التثليث أم ضد التثليث؟!!! إذاً : هل ظاهر القرآن......ظاهر ؟!!!!
#صلاح_الحريري (هاشتاغ)
Salah_Alhariri#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اللاوعي و السفسطة
المزيد.....
-
آخر تطورات ما يجري بالضفة الغربية والمسجد الأقصى المبارك
-
اليوم الـ84 من العدوان المستمر واقتحام المسجد الأقصى ودهس مج
...
-
الشرطة الألمانية تعتقل شبانا حاولوا التسلق إلى كاتدرائية كول
...
-
مستعمرون يقتلعون أشجاراً ويجرفون أراضٍ بالخليل وسلفيت
-
مصادر فلسطينية: مستعمرون يؤدون طقوسا تلمودية بالمسجد الأقصى
...
-
مظاهرات حاشدة في مدن عربية وإسلامية دعما لغزة
-
الخارجية الأمريكية تطالب الموظفين بالإبلاغ عن حالات التحيز ض
...
-
أحد الشعانين: مسيحيو غزة يحتفلون في -ثالث أقدم كنيسة في العا
...
-
أنور قرقاش يهاجم -الإخوان المسلمين- ويثير جدلا على منصة -إكس
...
-
عاجل | أبو عبيدة: فلسطين وشعبها لن ينسوا الوقفة المشرفة من ا
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|