أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم مرزة الاسدي - أبتْ إلاّ يهيمُ بها الغَيارى














المزيد.....


أبتْ إلاّ يهيمُ بها الغَيارى


كريم مرزة الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 5511 - 2017 / 5 / 4 - 10:18
المحور: الادب والفن
    




الإهداء : إلى كاتب المقامات المجدد الأستاذ زاحم جهاد مطر المحترم ، وقد كتب عني مقامتين رائعتين. وما جزاء الإحسان إلا الإحسان.

وضعنا الشّمسَ مرتكزاً مدارا *** أبــــتْ إلاّ يهيمُ بها الغَيارى

فراحتْ تُشْبعُ الآفـاقَ نوراً **** وما جحـدتْ يمينـاً أو يسارا!

وسارتْ بينَ ديجورٍ وجورٍ **** فشعشعَ عـدلـُها يلـجُ الدًيـارا

وقالتْ شيـمتي تأبى ومجدي * "سحائبُ ليس تنتظمُ" القفارا(1)

فمـدّتْ ترفدُ الصحرا بجــارٍ ** وقد جابتْ جواريها الجـوارا(2)

وكانتْ خصْـبة ًضوءًا وماءً *** فما قحـلتْ ولا غبرتْ غبارا

لها رأدُ الضحى وأصيلُ شمسٍ ** فمدّتْ في بسيـطتها النوارا

ألا لله يا بغـــــدادُ مجــــــــداً **** تعثّرَ بيـــنَ تيمـــــورٍ عِثارا

فهمّـتْ عتمة ٌ تعلو علاهـــا ****ومـا ذاقــت لياليها النهـــارا!

ترومُ ســـيادة ً للظلمِ عسْفاً ** وإنْ رسمتْ على الجيلِ افتقارا

وتنهـشُ في لحومِ الفكرِ خسْفاً *ومَنْ خَصِم العقولَ هفَ انهيارا

فمــــــا عيش الفتى إلاّ هباءً **** وما فكرُ الفتـــــــى إلاّ بحارا

فولّتْ في حشى الأيّامِ صغراً **** وكلُّ صغيـــرةٍ تلُدُ الصغـــارا

****************************************

ألا يا زاحمُ : الدّنــيا توالـــتْ ****يزاحمُ بعضها بعضاً دمــارا

فكم برجٍ ســــــتزرعُ للبرايـا ****مقامتُكَ الرفيعة ُكي تُـــدارى!

وجـــــرأتكَ التـي أدمغتَ فيها ***نفـاقّ الدّهرِ،هل تجدي شعارا؟

فمَن نظرَ الحياةَ بعمرِ فــــردٍ ****أضـلَّ خلـــــــودَ أمّتهِ عَوارا

فيــــــــأتي غيثهُ غضباً عليهِ ***ولا يُبقي ولا يــــذرُ اخضرارا

إذا مـــــــا النفسُ ما قرّتْ بعينٍ ***فلا ركدتْ ولا قــــرّتْ قرارا

ألا يا زاحمُ: الأشـواقُ عمــــرٌ ****قضينـاهُ اغتراباً واجتــرارا

فلا جدَّ الجديدُ سـوى جهــــــادٍ ****لنفـــسٍ جُرّعتْ منهُ مرارا

حللّتُ بموطني أمــــلاً بظــنٍ ****يراودني ، زهوتُ بهِ افتخارا

فرشتُ الأرضَ بعد النأي طوراً *"أقبّلُ ذا الجدارَ وذا الجدارا"(3)

وطوراً ذابَ في نفسي هيـــاجٌ ****يؤجّجني بمــــا أمّـلتُ طارا

فكمْ من ْ (مريمٍ) خلدتْ بخلدٍ ***ولم تألفْ شراراً أو عــــرارا!(4)

فحاورها الجبانُ بلغمِ غـــــدرٍ****ومــا ذاقتْ براءتُها الحوارا

بأيِّ مشيئةٍ جرمَ بْنَ حقـــــــدٍ ****تشتتَ شـــملَ وادينا فجـارا

ألمْ تكُ (مريمُ الفيحاءِ) يومــاً ****لفــــاطمةٍ وعائشـــةٍ جوارا ؟!

****************************************

رأيتُ بسـاحتي حجراً لئيمـــــاً *****يُعدُّ لمثــمرٍ يَهدِ الثمــــارا

ولمّا زانهُ ســهرُ الليالـــي ******وشبَّ يـراعُهُ يملي اقتدارا

أضــــاعوهُ وأيّ فتىً أضاعوا*****لـــــعمركَ والأنامُ تُدكّ ُعـارا

فللخلدِ البقاءُ لمـــــن تغاضى ****سيجعلُ أمـــــرَ جاحدهُ اندثـارا

فغيُّ الجـــــهلِ ســــرٌّ يزدريهِ ****ونورُ العلمِ يفضحهُ جـــــهارا

ومَنْ مـــــــرّتْ تجاربهُ مـراراً ****ولمْ ترشـدْهُ ، قلْ عنــهُ حمارا

ومربدنا إذا ما كـــــــــــان غثّاً ****يثيـرُ بنثرهِ هــــــــــــذا الدوارا

فلا أرضى بــهِ شرفاً وشــــعراً****إذا ما العصــرُ أنجبــــهُ عصارا

ومَنْ ظـــنَّ العراقَ بلا شــــموعٍ ****ستهديهِ ، وإنْ خفقـتْ مـرارا

فـــإنْ جُمِعَ العراقُ بعزم حزمٍ *****يكـــــــــنْ في رافديهِ أعزّ دارا

فعشـــــــــــــتارٌ ستحييهِ نخيلٌ**** لتســـدلَ فــوقَ هـــــولاكو ستارا !

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إشارة وتضمين لبيت أبي العلاء المعري :
فلا هطلتْ عليَّ ولا بأرضي *** سحائبُ ليس تنتظمُ البلادا
(2) بجارٍ : يعني براتب شهري ، كان في العصر الأموي والعباسي يطلق على الراتب : الجاري . ، وجواري الكنس للشمس وهي : زحل والمشتري وعطارد والمريخ والزهرة ، استعارة عن الولايات التابعة للدولة العباسية ، أبان ازدهارها .
(3) عجز لبيت مجنون ليلى :
امرّ على الديار ديار ليلى *** اقبل ذا الجدار وذا الجدارا.
(4) (مريم علي) طفلة عراقية ، لا يتجاوز عمرها ست سنوات ، قتلت ضحية التفجيرات الإرهابية في أحد مساجد الحلة الفيحاء ، عرّجت إلى بارئها كملائكة الجنان تشكو لربها ظلم الإنسان الشرير لأخيه الإنسان



#كريم_مرزة_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2 - حروف العلة واللين والمد لغةً ، ودورها في الشعر العربي
- 1 - حروف العلة واللين والمد لغةً ، ودورها في الشعر العربي
- ابن الرومي ورثاء البصرة ، ما أشبه الليلة بالبارحة يا عراق
- 2 - الحنين للوطن بين ابن الرومي والمتنبي والمعري حتى الجواهر ...
- عَجَزْتَ وَ فَاتَكَ الْأمَلُ..!!
- 1 - مَن ذا أصابك يا بغداد بالعين ؟!!
- العروض المقطعي،العروض الرقمي،قصيدة النثر،وسرعة الشعر
- والشعرُ ملهمهُ للحبِّ (عشتارُ)
- 6 - أخوانيات وطرائف أشهر شعراء النجف / حقبة العشرة ، هل كانت ...
- ريحُ الحياةِ ولا يَستحكمُ العدمُ
- لغتنا الجميلة بين الشعر والشعراء،والتجديد العظيم،والرفض العق ...
- ابن زيدون بتمامه : ولادته ، حياته ، شعره ، رسائله ، سينيته
- القافية : تنوع ألفاظها ، حروف رويّها ، المقيدة منها والمطلقة
- 8 - هؤلاء بين أيدي هؤلاء : المعري يخشى زئير الأسد..!!
- 5 - بغداد والحلة تنهضان بعد النجف بجيلٍ..،و(البند) يبزغ
- 4 - مساجلات شعرية، ومعركة الخميس الأدبية
- العراق: جذوره اللغوية، شهرته،أمجاده، ودعاوى تقسيمه
- 7 -هؤلاء بين أيدي هؤلاء : كثيّر عزّة يفحم عبد الملك بن مروان
- 3 -مسألة التحكيم :بحرالعلوم حكماً بين النحوي والنواب،والأعسم ...
- ( إنسانٌ وإنسانٌ) :حتّى يُقالَ إلى الإنسان ِ (إنسانُ)


المزيد.....




- مؤتمر الحوار الوطني السوري .. انتقادات للاستعجال وضعف التمثي ...
- فيلم يوثق زيارة مراسل إسرائيلي إلى دمشق يُعرض الليلة وسط موج ...
- أبوظبي تحتضن مهرجان -صنع في روسيا- لتعريف الزوار بالثقافة وا ...
- جوائز السينما كانت خارج التوقعات.. الفائزون بجوائز نقابة ممث ...
- -صناعة الأفلام- أسلوب مبتكر لتعليم اللغة العربية للناطقين بغ ...
- فيلم -يونان- لأمير فخر الدين: رحلة كاتب مغترب في البحث عن ال ...
- غارديان: كتاب عمر العقاد يفضح القيم الأخلاقية الغربية وصمتها ...
- الخارجية الايرانية تستدعي رئيس الممثلية البولندية بطهران
- عروض فنية وفعاليات مميزة في إطار مهرجان -المواسم الروسية- في ...
- فيلم التشويق البابوي -كونكلايف- يحصد الجائزة الرئيسية لنقابة ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم مرزة الاسدي - أبتْ إلاّ يهيمُ بها الغَيارى