اغتيال ياسر عرفات...الثورة الصامتة... بركان مع وقف التنفيذ

سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 1442 - 2006 / 1 / 26 - 07:35
المحور: القضية الفلسطينية
    

يستحضرنا بقوة في هذه الأيام العصيبة وفي هذه التجربة الديمقراطية المهيبة الرمز الغائب الحاضر في كل تصريح وشعار القائد ((الختيار)) أبو عمار كم تمنينا أن يكون بيننا اليوم ليشهد هذا العرس الديمقراطي ويضبط خارطة فلسطين بمعالمها وحدودها التي كانت تتوج رأسه المباركة ليرفع رأسه عاليا ويقول للعالم هانحن شعب فلسطين نسطر للتاريخ أرقى عملية ديمقراطية فتعلموا...إن العين لتدمع والقلب ليبكي وأنا على فراقك لمحزونين أبا الرجال...لقد جسدت الوحدة الوطنية وحافظت على استقلالية القرار..رحمك الله حبيبنا أبا عمار

فعندما أقدم الكيان الصهيوني على التخطيط ووضع الخطوط السوداء العريضة لتنفيذ جريمته اعتمدوا على حسابات دقيقة لاتحتمل الخطأ القاتل...هؤلاء لمجرمين كانوا يرتجفون لمجرد وضع حاجز في طريق موكب الزعيم الخالد.

ثم بدء الزحف الأسود للتحريض الصهيوني المبرمج عبر جبهتنا الداخلية وأطلقت الإشاعات والأضاليل الهادفة لتتعالى الأصوات القزمة على العملاق فأصبح الشماعة الوحيدة للفساد على السنة الجميع الفاسد وانبرى العراب تلو العراب ليروج لتلك الأضاليل والإشاعات الصهيونية مستغلين بعض الحقائق العامة فأرادوا بها باطلا ألهبوا بها الصدور التي ضاقت ذرعا باستشراء الفساد الذي مارسه المتسلقون والأوغاد قبل بذلك أم غضب أبو عمار فالصهاينة سهلوا كل المقومات لذلك الفساد وحاربوا كل مايمت بصلة لروح المؤسسة وفتحوا خطوطهم الاقتصادية والسياسية السوداء مع رواد وسدنة معبد الفساد!!!

وقد كانت فترة الحصار بعد التعبئة الإعلامية الحاقدة التي انطلت على معظم الجماهير الفلسطينية فكان الحصار تنفيذا عمليا لجس النبض لتنفيذ الاغتيال فنجحت الخطة الصهيونية ولم ينتفض الشعب الفلسطيني بحجم المخطط باستثناء مسيرة شبيبية هنا وتصريحات سياسية هزيلة هناك!!!

وقد توقع ممن لم يثقوا بالمخطط من الصهاينة ان يحرق الأخضر واليابس تحت أقدامهم...وتشهد مدنهم وشوارعهم جيشا من الاستشهاديين من اجل تحرير الأسد المغوار فقتلة يعني قتل الكوفية الرمز وإسقاط الكوفية يعني سقوط الخارطة السياسية وتلاشي معالم الحدود الفلسطينية التي حملها بأمانة الثائر وجبروت البطل العنيد المثابر حملها إلى كل بقاع المعمورة...فسقطت الكوفية بمعالمها الجيوسياسية!!!

فقد نجح علماء السياسة السيكولوجيين الصهاينة بتقديراتهم نجحت مخططاتهم دون أن يحركوا ألاف مدرعا تهم ولا ملايين جنودهم لقمع الانتفاضة الجهنمية المرتقبة فقد سلم الشعب الفلسطيني بالكفر الجماعي!! وذرف الدموع وترحم على الراحل بهدوء!!!

فمن اعتقد ان دم أبو عمار قد جف فهو خائن وواهم...ومن يعتقد ان اغتياله وغيابه سيطلق العملية السلمية على مصراعيها فهو واهم وخائن...فما قتلوه إلا ليقتلوا الحلم ويدوسوا الثوابت التي دفع حياته الغالية ثمنا لها...ماقتلوه إلا ليضربوا عمق وإستراتيجية الوحدة الوطنية التي حرص عليها...ماقتلوه إلا لفرض سلام بل استسلام بشروط مذلة طالما كان عنيدا برفضها..ما قتلوه إلا أملا بالتنازل عن الثوابت ومن اجل فرض تسوية تحت سقف أنقاض وطن لايرتقي لمفهوم الدويلة الهزيلة...ماقتلوه إلا لخلق الفتنة وضرب الحركة الوطنية في الصميم وفتح المجال لصراعات الأحلام والطموحات القيادية ...فقد كان جبلا ثقيلا جاثما على صدر المشروع الصهيوني بل كان عقبة وطنية تحول دون المشروع الشرق الأوسطي الأكبر....فسقط الجبل بغدر الغادرون!!!

فالصمت ليس بكل الأحوال دليل الرضا فلا يخال لي ان الثوار والأحرار راضون عن الاغتيال البشع لروح القائد بدم بارد...فمن يقف وراء إخماد ثورة البحث عن الحقيقة؟؟؟!!!

فمن وقت لا خر نسمع صوتا عربيا من هنا وأخر من دولة طالما حاولت اغتياله هناك يطلبون لجان تحقيق ولم نسمع لهم صوتا إبان فترة الحصار الآثم!!! فهل مات الصوت الفلسطيني وكان شيئا لم يكن؟؟؟ اقسم بان البركان قادم!!!دمك أبا عمار أمانة بأعناق الثوار الأحرار.... لن ينسينا إياه أمراء الفوضى ولا يثنينا عن تنفيذ وصيتك الانهزاميون ورموز الانبطاح...ستنقل رفاتك المقدسية المقدسة الطاهرة إلى قلب القدس وسيرفع عنها الحصار!!!

يقول قائل ومرتد مافائدة ثورة وما فائدة انتقام فهل يعود أبو عمار؟؟؟!!! نقول أبا عمار شمس للثوار لاتموت وان غابت فتشرق كل فجر لتشحذ الهمم وتقوي العزائم ولن تهدئ روح أبا عمار إلا بعد ثأر بحجم الكارثة والدمار فأي جيل صاحب هذا القرار؟؟؟أي صقر وأي فارس من ينفذ رمز الانتصار؟؟؟ أي جيل سيرفع به الشبل والزهرة الفلسطينية العلم الفلسطيني فوق مآذن وكنائس وأسوار القدس؟؟؟

فعهدا علينا ان نُسلم الأمانة واللواء لجيل لايعرف المهادنة الرخيصة ولا يحمل شعار الجبناء...عهدا أبا عمار ان نكمل المسير إلي القدس شهداء شهداء شهداء.....عهدا علينا لوصيتك ان نكون أوفياء... المجد والخلود لسيد الشهداء ولكل الشهداء

#سعيد_موسى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات