|
رسالة إلى صديقي اليساري
المريزق المصطفى
الحوار المتمدن-العدد: 5479 - 2017 / 4 / 2 - 19:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رغم كل ما حصل بيننا منذ زمن بعيد، لا زال كل واحد منا يعيش سفره الداخلي على إيقاع مجموعة من العلاقات: المخزن- السلطة والمجتمع. وداخل هذا الاقاع، ينمو عند كل واحد منا مزيدا من الغموض الذي قد يتحول أحيانا إلى حقد وكراهية فهل نحن في حاجة لبراديكم جديد، يمهد لنا إنقلاب جذري على المفاهيم الأساسية التي تخلصت منها حتى أكبر مدارس العلوم الاجتماعية؟ أم يجب أن نستمر في اجترار انجازات غيرنا والافتخار بثوراتهم الزراعية والتكنولوجية والتقنية والرقمية؟ إن الساعة السياسية l horloge politiquee تؤرخ اليوم لعقل أحمق، يريد كل شيء ولا يريد أي شيئ. عقل إنطلق من التماهي مع "اليد الخفية السياسية " ليصل حد التوحد والاجتياف.
صديقي اليساري.. إن البعد الأول لتجربتنا، هي المدرسة القاعدية، التي كان الكل يمقتها‘ إلا من رحم ربك..ولا زلت لحد الآن لا أعرف لماذا؟.سخط عليها النظام، وكل التنظيمات الماركسية اللينينية، وسخطت عليها كل الأحزاب السياسية، الادارية منها والديمقراطية واليسارية والاشتراكية.. (وكل التفاصيل سنقرأها معا في الجزء الثاني من "مسار في تجربة اليسار"). أما البعد الثاني، هو المساهمة في بناء "الحركة من أجل الديمقراطية" مع ثلة من المناضلين الأحرار، من خيرات أبناء الوطن. هذه الحركة التي إعتبرت "الديمقراطية" و"الاشتراكية" قيم تخلق، وتؤسس، وتكتسب...وأن السلطة السياسية عبر تاريخها، أتاحت للبرلمان والنقابات والجمعيات الثقافية والفرق الدينية والصحف دورا في ظهور العمل الحزبي السياسي. وكذلك كان، تمت مواجهة هذه الحركة الفتية، واعتبرت حركة مخزنية، يقودها وصوليون وانتهازيون. (والتفاصيل سنقرأها معا في الجزء الثاني من كتاب "مسار في تجربة اليسار)." البعد الثالث، هو المساهمة في بناء اليسار الاشتراكي الموحد مع جزء من من كان يعتبر مجموعتنا مخزنية ووو. إنها مرحلة تحمل دلالة مزدوجة: العودة إلى العمل مع نفس الأشخاص الذين يخونون بعضهم البعض، والانطلاق في رحلة الاكتشاف من جهة أخرى. العودة هنا، ليست استعادة، بل هي اكتشاف جديد لواقع النقابة الوطنية للتعليم العالي، وإحباط التجربة الانتخابية بقبيلة بني زروال/ غفساي في إنتخابات سنة 2009، حين استعاد العمدة الأزرق كرسي الرئاسة. (والقصة هنا سنحكي عنها بالتفصيل في الجزء الثاني من كتاب "مسار في تجربة اليسار)." صديقي اليساري.. في كل هذه المحطات، كانت "اليد الخفية السياسية" تترصدنا، لكن من كان ينوب عنها في سجن علاقاتها النضالية والاجتماعية، هم أبناء فصيلتنا..وأنا أسألك اليوم: أين هم؟ وعن ماذا يعبرون اليوم؟ هل لازالوا ثوريون،؟ ماركسيون؟ لينينيون؟ اشتراكيون؟ ديمقراطيون؟ لم أعد أسمع عنهم أي شيء..لكن حسب بعض الأصدقاء المشتركين، أخبروني أنهم تزوجوا وأنجبوا ولهم وظائف مهنية في العديد من الادارات والمؤسسات، ويلتقون بين الحين والآخر لممارسة النميمة في الماضي وفيما جمعهم مع التاريخ من قصص ورويات.. صديقي اليساري.. تتوحد هذه الأبعاد الثلاثة في مسارات مركبة، ساعدت على تحويل الأشياء إلى صراعات وثنية، لم ترقى أبدا للصراع الإيديولوجي الواسع، ولم تستطع إنتاج أدوات العمل الدعوي والتنظيمي الحركي، ولم تأسس مرجعيتها ونموذجها إلا في النزاعات "التكفيرية" وليس التفكيرية. ولعل هذه الرسالة يا صديقي اليساري، مقدمة للحديث عن تجربة في سياق ألحكي عن ما وما عشناه في مساراتنا.. نتلمسه من وشم على جسدنا إنها عودة عبر الممر الذي لا يريد أن يتذكره أصدقاؤنا، ولا أعرف لماذا؟ لا يمكن أن ننسى ما اقترفناه في بعضنا البعض من إهانة وتجريح وتخوين وسب وشتم...لا لشيء، إلا للهروب من واقع الهزيمة والإحباط وإلصاقها على أكتاف الآخرين صديقي اليساري.. أنا الآخر أحترمك وأقدرك، لكن لا فائدة من تحليل الاحتمالات، ولا من تبرير التشريحات. ربما كان من الأفضل أن نحصي موتانا وشهداءنا وعائلات رفاقنا التي شردها القمع وأفزع حياتها..بدل البحث عن العشيرة للتناسخ. أنت تعرف صديقي اليساري...، أن هناك صور مستحيلة الاختزال، ولا تحتاج مني أو منك لتحقق وجودها في فضاء الرؤيا. أبدا، هذا لا أتقنه، لكني قد أدعوك لشرب القهوة والحديث عن ما يجري في العالم ومن حولنا كذلك، لنقول لغيرنا..افهموا أولا ما يقع في الحسيمة (مثلا) قبل أن تحكموا.. وإذا كان لا بد من الحديث عن السلطة السياسية في بلادنا، فلا بد من استحضار دلالات "مقارعة الخروف الأبيض بالتيس الأسود"..حتى سار الشورى والاستقلال، وحزب الاستقلال ثم الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، والحزب الشيوعي المغربي ثم حركة 23 مارس وإلى الأمام ولنخدم الشعب..دروسا للتاريخ ندرسها لطلبتنا في الجامعات والمعاهد العليا.. وكم من غضب واجهنا بسبب دفاعنا عن هؤلاء أيام سيروراتنا السيكولوجية في بناء شخصيتنا النضالية.. صديقي اليساري.. هذه مقدمة لحديث لا ينتهي وإلى فرصة أخرى مكناس، الأحد 2 أبريل 2017 من جوار المقبرة المريزق المصطفى
#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكومة -المونسينيور العثماني-
-
النيوأصولية والاحتكام للمشترك بيننا
-
مهام النخب وتحديات المستقبل
-
السياسة كفكر وممارسة
-
حسناء أبو زيد في ضيافة المقهى الثقافي بقصر التراب بمكناس
-
عذرا سيدتي...في عيدك الأممي
-
ما نريده لحميد شباط و لحامي الدين
-
من أجل مدن للعيش المشترك وإنتاج قيم المواطنة
-
الصحة وحقوق الانسان
-
أي جواب عن انتمائنا وشرعية وجودنا في ظل هذا الخراب؟
-
ادريس خروز يحاكم السياسة التعليمية في المغرب ويبحث عن تعليم
...
-
المقاومة السياسية والمقاومة الثقافية كل لا يتجزأ
-
المغرب في حاجة لأبنائه اليساريين والديمقراطيين
-
نحو تقييم نقدي
-
التمرين الديمقراطي والخصوصية المغربية
-
حماية حصانة الدولة والمجتمع
-
مقاومة متنامية للهجوم على المدرسة والجامعة
-
بمناسبة العيد الدولي للمهاجر واللاجئ الذي يصادف 18 دجنبر من
...
-
من أجل اشتراكية جديدة في خدمة الشعب
-
بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان 10 دجنبر
المزيد.....
-
الإليزيه يعلن استدعاء السفير لدى الجزائر و-طرد 12 موظفا- في
...
-
المغرب يواجه الجفاف: انخفاض حاد في محصول القمح بنسبة 43% مقا
...
-
كيف رد نتنياهو ونجله دعوة ماكرون إلى إقامة دولة فلسطينية؟
-
أمير الكويت ورقصة العرضة في استقبال السيسي
-
الرئيس اللبناني: نسعى إلى -حصر السلاح بيد الدولة- هذا العام
...
-
مشاركة عزاء للرفيقتين رؤى وأشرقت داود بوفاة والدتهما
-
ويتكوف: الاتفاق بشروط الولايات المتحدة يعني وقف إيران تخصيب
...
-
ترامب: مزارعونا هم ضحايا الحرب التجارية مع الصين
-
مصر.. أزمة سوهاج تتصاعد والنيابة تحقق في تسريب فيديو المسؤول
...
-
نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن الروسية يزور الجزائر
المزيد.....
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
المزيد.....
|