شراهة بناء ألمطارات ... وما وراؤها من دوافع!

عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 5460 - 2017 / 3 / 14 - 16:33
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

إنتشرَتْ في ألآونة ألأخيرة ظاهرة ألتسارع ببناء ألمطارات ألمدنية، وقبل عدة سنوات وتحديداً في فترة إستيزار وزير ألنقل ألأسبق – عامر عبد ألجبار، نشرتُ مقالة توضح ألأسباب ألموجبة لبناء ألمطارات ألمدنية مِن وجهة نظر( إقتصاد ألنقل). لذلك أجِد من ألضروري ألتذكير بها ولو بصورة مقتضبة. وسأدرج تلك ألأسباب:-
1 – إذا كان ألبلد مترامي ألأطراف وذو مساحة جغرافية واسعة، وتكون ألمسافة متباعدة فيما بين ألمدن كحد أدنى 400 كم – 500 كم. فَكم هي ألمسافة بين مطارات ألفرات ألوسط المُزمع إقامته بين كربلاء وألنجف ومطار كربلاء ألذي بوشِرَ العمل بإنشائه ومطار ألنجف ألحالي... نلاحظ أن مواقع تلك ألمطارات متقاربة مع بعضها.
2 – إذا كانت ألطاقة ألإستيعابية للمطارات ألقائمة قد وصلت إلى حدودها ألقصوى، ولم تكن هنالك إمكانية توسيعها، في حين أنّ جميع ألمطارات ألعراقية لم تصل إلى هكذا حالة.
3 – إذا كانت مطارات ألعراق تمثل عقدة نقل جوي توصل بين مختلف دول ألعالم، لكنها غير موجودة أساساً.
4 – إذا كان ألعراق يتمتع بموقع سياحي متميّز منافس لبقية ألمنتجعات ألسياحية ألعالمية، وهنا أعني ألسياحة ألإستجمامية وألترفيهية، وهي منعدمة كلياً بسبب هيمنة قوى ألإسلام ألسياسي، بإستثناء ألسياحة في إقليم كردستان.
عندما إفتــُتـِحَ مطار ألنجف، أخذ يَصرُخ أحد ألمعمّمين من مدينة ألديوانية آنذاك( وهو ألآن بلا عمامة ولا جُبّة، لكونه أصبح عضواً في مجلس ألنواب، وظروف ألنضال/ أعني ألتلون كألحرباء/ تتطلب ذلك) مطالباً ببناء مطار في ألديوانية، وهنا يظهر ألتساؤل ألتالي: كم من ألكيلومترات تبعد ألديوانية عن مطار ألنجف، وهل أنّ تلك ألمدينة تمثل منتجعاً سياحياً !؟... إنها مدينة بائسة كغيرها من مدن ألعراق.
لقد أصبح ألإعلان عن بناء ألمطارات/ وكأنها مرائب سيارات/ في غالبية ألمدن ألعراقية ظاهرة مألوفة... حيث أعلِنَ عن ألنية ببناء مطارات – في ناحية ألنيل/ محافظة بابل للشحن ألجوي، في ألكوت، تحويل قاعدة ألإمام علي ألجوية في ألناصرية إلى مطار مدني ... وألحبل على ألجرّار... والطامّة ألكبرى أن وكيل ألمرجعية في كربلاء( كسرَ وظيفته ألدينية ألحوزوية) وأصبحَ يمارس نشاط ألمقاولات من خلال توقيعه على عقد بناء مطار كربلاء!؟.
لماذا هذا ألتهافت على بناء ألمطارات... ألجواب واضح، هو أنّ إنشاء ألمطارات يعني قطاع ألمقاولات ألذي يتطلب توفير مبالغ كبيرة( دسمة) ولكونه يمثل ألبيئة ألخصبة للفساد ونهب ألمال ألعام بغطاء قانوني، في وقت يعاني ألعراق من شحة ألموارد ألمالية وتفاقم ألبطالة ألمكشوفة إلى أكثر من 34% إضافةً إلى ألبطالة ألمقنّعة... أعتقد قريباً سيحرز ألعراق ألمرتبة ألأولى في ألعالم بعدد مطاراته قياساً بمساحته ألجغرافية ، وهذا نصر كبير وإنجاز عظيم!!؟؟.

#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات