أفكار على درب الحكامة-1-

محمد البكوري

الحوار المتمدن-العدد: 5403 - 2017 / 1 / 15 - 05:09
المحور: عالم الرياضة
    

أضحى مفهوم "الحكامة" مفهوما رائدا ومنتشرا بقوة في شتى مواد المعرفة وحقول البحث في العلوم الاجتماعية، كما أصبح مطلبا ابستمولوجيا يجد تطبيقاته المتعددة في ميادين مختلفة: الحياة السياسية، الحياة الاقتصادية، المجتمع المدني، التعمير، البيئة، الادارة، الرياضة... مما يؤشر على كون هذه التطبيقات وهذه الميادين ترسم ملامح "براديغم" دائم الحركة، متطور، متجدد، منصهر ومنذمج .وأمام تعقد تعريفها واتساع مجال مقاربتها، فإن الحكامة أضحت تمثل مفهوما "هاربا"،مع ما يعنيه ذلك من قدرة على التلاؤم والتكيف والمواءمة L’adoption والاستمرار في تحديده على القراءة المتعددة المستويات، سواء من حيث انبثاقه الابستيمولوجي أو تطوره السياقي أو تطبيقاته العملية. ومن أبرز هذه التطبيقات، ذلك التصنيف المرتبط بالحكامة الرياضية، والتي تحيل على كل أوجه التدبير "الجيد" و"الذكي" لمختلف الأنواع الرياضية: ماليا، اداريا وتقنيا ... وكثيرا مايرتبط نمط الحكامة الرياضية بالهياكل التسييرية والنتائج المرجوة للصنف الرياضي المستهدف من خلال هذا التسيير. هكذا، ومن أجل ترسيخ أسس الحكامة الرياضية بالمغرب، تم تبني منذ أكتوبر 2008 الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالرياضة المغربية، في أفق سنة 2020 ،والتي حددت الميزانية الأولية لإنجازها في 12 مليار درهم، أي مليار درهم كل سنة. ومن بين محاورها الرئيسة:
* تحديث وأجرأة مبدأ الحكامة وإعادة توزيع أدوار ومسؤوليات الهيئات المعنية بالرياضة.
* تكييف وتحيين الأنظمة القانونية.
*خلق مرصد وطني للرياضة.
*الاعتماد على تقنيات الإعلام والتواصل الحديثة.
* مراجعة نظم التكوين وتطوير مساراتها وإخضاعها للمعايير الدولية.
*تنويع مصادر التمويل العمومي ودعمها.
*استقطاب استثمارات خصوصية جديدة.
*خلق صندوق لدعم الرياضة الاحترافية.
* خلق مجالس جهوية للرياضة تضم كافة الفاعلين.
*حث الجماعات المحلية على الانخراط في تطوير الممارسة الرياضية.
عموما، يعري الحديث عن الحكامة الرياضية ببلادنا ، خاصة حكامة كرة القدم ،عن راهنيته في الوقت الحالي، بالنظر إلى تبلور لحظتين مفصليتين وهامتين، وهما: * اللحظة الأولى: مشاركة المنتخب المغربي في نهائيات "الكان"، وهو ما سيجعل تطبيق الحكامة بمجال التحضير لهذه النهائيات- جودة التنقيب عن المواهب الكروية، حسن اختيار المعسكر التدريبي، الأداء المتوقع في المباريات الاعدادية، الاهتمام بالجانب السيكولوجي للاعبين، اختيارات المدرب في المباريات - تتمظهر كوسيلة فضلى لضمان أداء "كروي" إيجابي على مستوى هذه النهائيات، مع رسم امكانية تحقق الطموح في الوصول إلى المربع الذهبي كرؤية استراتيجية ولم لا التتويج باللقب . ولما*اللحظة الثانية: اختيار رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في عضوية لجنة الحكامة التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، والمختصة في المراقبة والتدقيق في المعاملات المادية للاتحادات الكروية. كما تهتم بالتدبير والذكاء المالي في تسيير كرة القدم.
اجمالا، حظ موفق للمنتخب في النهائيات الجارية بالغابون وللرئيس في المهام الجديدة ولنمط حكامتنا الرياضية.

#محمد_البكوري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات