البحث في نفسية صدام حسيين

وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5393 - 2017 / 1 / 5 - 16:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

البحث في نفسية صدام حسين

للبحث في نفسية صدام حسين علينا البحث عن طفولته .يكتب المفكر والباحث العفيف الاخضر في كتابه :
( من محمد الايمان الى محمد التاريخ):(التطور النفسي للرضيع , المنتزع بالولادة من النعيم النرجسي لحياته في الرحم , سيكون تحت رحمة نظرة امه له .هذه النظرة هي اول تاكيد نرجسي ,يتطلبه الطفل المحتاج الى تاكيد نرجسي كامل ,اي الى حب غير مشروط ..

افتقاد الطفل ,منذ الطفولة الباكرة للتاكيد النرجسي يسبب له جرحا نرجسيا ,اي خصاء فعليا واذلالا مابعده اذلال ,يعيده الى حالة من العجز,سيكون تكرارها مؤذيا له ..العلاقة الباسمة مع وجه الابوين ,خاصة الام ,منذ الطفولة الباكرة تقدم للطفل الحب والحنان والامن .هذا الحب هو الذي سيساعده على تحقيق (الوثبة ),اي الافلات من كماشة العجز ..غياب هذاالحب يترتب عنه ظهور ميلين متعارضين , احدهما ينفي الاخر , مثل شعور الطفل بالعظمة الصبيانية , جنون العظمة في شخصية نفسية مصابة في الصميم )

كيف كانت نفسية الطفل صدام ؟

لقد كان صدام في طفولته يشعر بالمهانة والاذلال من اقاربه وعدم محبة امه له .لقد تزوجت امه اكثر من مرة ,لانتوقع ان تكون علاقتها بابنها صدام علاقة حسنة , بل اهملته مما سبب له عقدا نفسية ادت به الى العنف والاجرام وتمجيد الذات النرجسية المريضة.
قام بقتل احد اقاربه وهو صغير قبل ان يقوم بالمشاركة في محاولة اغتيال الزعيم عبدالكريم قاسم عام 1959 .

هذيان الحدس وهذيان المخيلة وهذيان العظمة

يقول المفكر والباحث التونسي الراحل العفيف الاخضر ان الحدس عملية نفسية تجعل الفكر يتعرف على موضوعه مباشرة ,من دون المرور بالمقدمات المنهجية الضرورية ,مثل التجربة والاستنتاج . ولا يستطيع الحادس تقديم برهان عليها , كما لايستطيع غيره تفنيده عليها. والحدس شائع عند الشمبانزي والطفل .
قدم لي احد اصدقائي ملاحظة عن قرود الشمبانزي انها تنتقل فجاة من تناول اوراق شجرة معينة الى اوراق شجرة اخرى بدون سبب واضح . السبب في تصوري هو حدس القرود التي تمتلك ظاهرة التخاطر عن بعد ( تيليباثي ).
يقول العفيف الاخضر ان الازمة الاقتصادية في العام 2008 لم يتوقعها الا اربع اقتصاديين . توقعوها بحدسهم لا عن طريق المعادلات الرياضية .
يتحول الحدس الى هذيان عندما يتول الى فكرة مغلوطة ,ولكنها مقبولة من دون التحقق من صحتها.

الاصرار على الحدس , حتى بعد البرهنة على خطئه ,هو مايميز الحدس الهاذي عن الحدس الصادق .( التصديق )هو ايمان العجائز وهو نموذج للحدس الهاذي والذي يتعارض مع الحقائق العلمية.اما المخيلة التذكرية فهي القدرةعلى تشكيل وتنشيط الصور الذهنية.

تتحول المخيلة من سليمة الى سقيمة عندما تخلق لها عالماخياليا كبديل عن الواقع المعاش.يقول العفيف الاخضر:
( هذيان المخيلة يتميز بانتاج روايات خرافيةيلعب فيها المريض الدور المركزي ).في حالة صدام حسين تحول الحدس الى هذيان وشعور بالعظمة , وتحول عنده الى ايمان العجائز ,متصورا نفسه زعيما وقائدا للامة العربية وسيحكم الدولة العربية الواحدة من الخليج الى المحيط .في هذيانه انتج صدام تاريخا زائفا , وهمياعلى مقاس تصوراته.

لم يستمع صدام الى نصائح رفاقه في عدم شن الحرب على الجارتين ايران والكويت وفي عدم الدخول في الحرب ضد الولايات المتحدة الامريكية . وكانت النتيجة اعدامه بحبل المشنقة!لقدكان رفاق صدام في القيادة يتحاشون غضبه , لذا لاينقلون له الا الاخبار السارة التي يحب الاستماع اليها .لقد كان صدام مولعا بكاميرات التلفزيون والفيديووكاميرات المصورين .لقدكان شخصا قاس ويحب الانتقام والقتل ولا يشعر بتانيب الضمير , ويتميز سلوكه بالعدائية.

#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات