|
نظام - الرجل المريض - على حافة الهاوية
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 1402 - 2005 / 12 / 17 - 11:27
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
صدق الاستاذ وليد جنبلاط عندما أطلق تسمية – المريض – على رأس النظام الحاكم في دمشق لعدة أسباب أولها لم يعد النظام البعثي معافا سليما منذ تساقط الانظمة الشمولية الواحد تلو الآخر منذ اكثر من عقد وحتى الآن وهو بات في مقدمة المرشحين للزوال منذ أن خلع توأمه الشقيق في بغداد وثانيها أن حالة نظام دمشق بجوانبه الداخلية والخارجية لا تختلف عن ظروف السلطنة العثمانية في أواخر أيامها عندما أجمع العالم على تسميتها – بالرجل المريض – وثالثها من حق الآخرين أن يشخصوا النظام السوري برأسه لأن كل السلطات التي تحتاجها الدكتاتوريات عادة وخاصة العسكرية والأمنية والمالية باتت بأيدي الرئيس وأفراد من العائلة في أضيق نطاق ورابعها أنه بات من حكم المؤكد استنادا الى معلومات موثقة من مصادر محلية واقليمية ودولية أن كل الجرائم والاغتيالات التي حصلت في لبنان وسورية ضد المعارضين أو غير الموالين وكان الشهيد جبران تويني آخر الضحايا منذ عام 2000 وحتى الآن من تخطيط وصنع المنظومة الأمنية الحاكمة في سورية وذلك كاستمرارية لسجل النظام البعثي الملطخ بالارهاب منذ أكثر من ثلاثة عقود . بمرور الزمن تحول هذا النظام الى طبل أجوف ولم يعد في جعبته ما يقدمه للشعب السوري سوى الاعتقالات وكم الأفواه وبعض الجعجعة من الكلام الخشبي والشعارات الزائفة التي فات أوانها وكما يبدو فان نفس السيناريو البعثي العراقي سيتكرر في سورية من جهة عدم التجاوب مع رغبات الشعب في الديموقراطية والتغيير وبالتالي الرحيل في الداخل وارادة العالم في الاذعان لصوت المجتمع الدولي في تنفيذ قرارات هيئة الامم المتحدة في الخارج وهو قد اختار طريق العنف الارهابي والتصفيات الجسدية تجاه كل من يقول لا للدكتاتورية في سورية ولبنان والعراق وبأساليب متنوعة حسب مقتضيات الظروف مستندا في ذلك على خبرة ارهابية متراكمة لأكثر من أربعين عاما وبنية تحتية واسعة في العدة والعدد كان لبنان مرتعا لها وشعبه المتحضر الشجاع وقودا أساسيا لنزوات وعنصرية وطائفية نظام البعث الدمشقي وقد يتراءى لحاكم سورية أن الحظ قد حالفه حتى الآن بتمرير أكثرية أعماله الارهابية دون ترك شواهد ودلائل قانونية حسية الا أنه يوهم نفسه لأن كل ما يقوم به واضافة الى طابعه الجرمي فانه يبقى في اطار الارهاب السياسي الذي لا يحتاج دوما الى تثبيت – بصمات – القاتل لأن الأهم في هذه الحالات هو الدافع السياسي وطبيعة المستهدف ونهجه ومصالح الجهة المخططة وانعكاسات نتائج الجريمة السياسية على الاطراف المعنية فالعالم كله بات على علم ومعرفة وخاصة السورييون واللبنانييون والعراقييون أن المجموعة الحاكمة في دمشق تعتبر معركتها مع الداخل والخارج مصيرية وشخصية وعائلية لأنها تخشى من عواقب السقوط عندما تساق الى العدالة وتقدم الى المحاكم وتسأل عن جرائمها – وما أكثرها –جنائية وعنصرية أو مالية واقتصادية لذلك فانها تتصرف بشكل هستيري وتصر على خيار – علي وعلى أعدائي – ولا تتورع عن سلوك كل الدروب من أجل اطالة عمرها أياما أوشهورا عسى ولعل أن تفلت من العقاب وتحصل مفاجآت لم تكن في الحسبان . لقد بات معلوما ومفهوما أن نظام البعث الدمشقي استغل بصورة محكمة وانتهازية ظروف الجغرافيا السياسية والمذهبية واستثمرها لبنانيا وايرانيا وعراقيا أيضا بعد تحرير العراق وهل هناك من يجهل الاستغلال الأكثر بشاعة في المنطقة للمعادلة الطائفية في لبنان من جانب الحاكم السوري ؟ وهل هناك من عاقل يجهل كيف استطاع توريط أوساط قيادية في فعاليات – الشيعية السياسية – ( لأسباب مصلحية متبادلة ) في اقتراف جرائم لمصلحته والقيام بدور المنفذ للعديد من عمليات الارهاب السياسي في مختلف انحاء لبنان ؟ في وقت لا يمكن للوطنيين اللبنانيين حتى البوح بهذه الحقائق وخاصة ما يتعلق بملابسات الجريمة الأكبرفي اغتيال الرئيس الحريري حرصا منهم على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي خاصة وان تلك القيادات لها سوابق حيث قدمت خدمات مماثلة لنظام طهران الشوفيني المتخلف عندما أرسلت مجموعات ارهابية لتنفذ عملية اغتيال قادة الحركة التحررية الكردية الايرانية وعلى رأسهم القائد الشهيد- شرف كندي- في برلين , وفي هذا المجال يمكن التمعن مليا في مطالبة الاستاذ جنبلاط مؤخرا بحماية – حزب الله - !! . من المحزن حقا وفي مثل هذه الظروف أن نفتقد المواقف الشجاعة من جانب من يعدون أنفسهم – أحزابا ومجموعات وأفرادا – في الصف الوطني المعارض في بلادنا نعم نفتقد أصواتا صريحة صادقة تتلمس الجرح وتنتصر للحقيقة وتتضامن مع الضحية وتدين الفاعل في اغتيال الشخصية الديموقراطية الجريئة المدافع عن استقلال بلاده وحرية الشعب اللبناني وعن مستقبل الشعب السوري – جبران تويني - وهو المجموعة الحاكمة في دمشق , نفتقد الى من يقول للقائد الوطني الأستاذ وليد جنبلاط وباسم أحرار سورية لك ولرفاقك وحلفائك ولذكرى والدك الشهيد كل الأمن والأمان ولحركتك الوطنية الديموقراطية كل التضامن والحماية والتأييد , نفتقد الى من يبادر الى تحقيق التنسيق والتعاون والنضال المشترك بين حركة المعارضة الديموقراطية السورية والحركة الوطنية اللبنانية الى من يوحد الشعبين الشقيقين في مواجهة الارهاب والعنصرية والطائفية والمنظومة الأمنية الاستبدادية الى من يقدم الاعتذار لشعب لبنان ووطنييه على ما اقترفه نظام بلادنا ومخابراته في تلك الساحة منذ اغتيال الشهيد الكبير كمال جنبلاط الى الشهيد جبران تويني مرورا بالمقابر الجماعية عنوان البعث وتراثه في كل مكان, بدلا من ذلك قرأنا مواقف خجولة ومترددة وخائبة باسماء حزبية وغيرها تدعو الى التحقيق في الجريمة وانتظار نتائجه وذلك اسوة بموقف هيئة الأمم المتحدة ! تلك المنظمة الدولية الرسمية التي تمثل دول العالم وتلتزم باعراف وقوانين معينة , وبعيدا عن الاتهامات فان مثل هذه المواقف من جانب أطياف سورية – معارضة !! – تصب لمصلحة النظام شاء أصحابها أم أبوا وتعيدنا الى اعادة قراءة صرخة معارض وطني سوري قبل أيام التي أشار فيها صراحة في معرض تناوله لاعلان دمشق الى الحذر من ممثلي النظام في قيادات – المعارضة ! – وفي الدرجة نفسها فان أصحاب نظرية اتهام طرف ثالث – مجهول – يثيرون الشفقة والاحتقار لأنهم يناصرون الفاعل الحقيقي ويتسترون عليه بل ويشجعونه مباشرة على المضي في أفعاله الارهابية . نظام دمشق ينتهك القانون السوري والدولي وحقوق الانسان ويواجه قرارات مجلس الأمن ولا يتعاون مع لجان التحقيق الدولية ويواصل ممارسة الارهاب في الداخل والخارج في زمن الحرب الكونية على الارهاب فلماذا على العالم أجمع وضمنه الشعب السوري أن يتهاون معه الى هذه الدرجة من الدلال والمراعاة ؟ .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جدلية الداخل والخارج
-
كركوك : التحدي الأكبر أمام التعايش القومي في العراق الجديد
-
قناة - الجزيرة - : عنوان الاعلام المضاد في عصر التغيير
-
المنبر الذي يزداد تألقا
-
قناة الجزيرة : عنوان الاعلام المضاد في عصر التغيير
-
الديموقراطية في الشرق الأوسط الجديد
-
شهادة في الراحل مصطفى العقاد
-
هل صحيح أن استقرار المنطقة مرهون ببقاء النظام السوري ؟
-
رحلة بارزاني : سبعة أيام - عولمت- كردستان
-
نعم انه حل - بعثوي - للقضية الكردية في سورية
-
اعلان - المترددين - في دمشق والمهام العاجلة
-
مأساة متواصلة برسم النظام العالمي الجديد
-
نحو دستور التوافق الوطني السوري - وجهة نظر كردية
-
الرئيس - المعارض - ضد الحزب - الحاكم - !
-
رسالتي الى الملتقى الوطني السوري - باريس 1 -
-
مداخلة في مهرجان تكريم الشاعر قدري جان
-
انفصالية المركز ... ووحدوية الأطراف ... العراق نموذجا 3
-
انفصالية المركز ... ووحدوية الأطراف ... العراق نموذجا - 2
-
نداء الى الجميع حول مؤتمر باريس نعم للقاء نعم للحوار
-
انفصالية المركز ... ووحدوية الأطراف العراق نموذجا ...
المزيد.....
-
إعلام: السلطات الأمريكية تخطط لفرض قيود على دخول المواطنين ا
...
-
قائمة بالجنسيات.. السلطات الأمريكية تخطط لمنع مواطني دول عرب
...
-
ترامب حول مفاوضات وقف النار بغزة: الوضع معقّد للغاية.. نأمل
...
-
رجل أعمال يرفع دعوى ضد نائبة أمريكية اتهمته بـ-الاعتداء الجن
...
-
روبيو: الولايات المتحدة تعارض فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جد
...
-
تعيين ملياردير أمريكي نائبا لوزير الدفاع
-
مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على مشروع قانون تمويل مدته ستة أش
...
-
خارجية جنوب إفريقيا: سنعالج مسألة إعلان واشنطن أن سفيرنا شخص
...
-
-مسؤولون حكوميون وضباط وذوو نفوذ-.. محاكمة رجلين في فضيحة بي
...
-
رئيس وزراء كندا الجديد: لن نكون جزءا من أميركا
المزيد.....
-
حين مشينا للحرب
/ ملهم الملائكة
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
المزيد.....
|